مع اقتراب الغزو الروسي لأوكرانيا.. هل تغزو الصين تايوان؟

إذا كان الرئيس الصيني شي جين بينغ سيهاجم تايوان، فسيكون ذلك في الغالب لأسباب لا علاقة لها بما يحدث في أوكرانيا، وإنما لتوازن القوى المتغير غربي المحيط الهادئ مع الولايات المتحدة، ومسار سياسات الصين التقليدي مع تايوان.

مع اقتراب الغزو الروسي لأوكرانيا.. هل تغزو الصين تايوان؟
الرئيس الصيني شي جين بينغ

ترجمات - السياق

مع احتمال الغزو الروسي لأوكرانيا، برزت مخاوف بشأن اعتداء الصين على تايوان، التي أكثر أهمية للولايات المتحدة من كييف، بحسب شبكة بلومبرغ الأمريكية.

وأشارت الشبكة، في تحليل للمحلل الاستراتيجي الأمريكي هال براندز، إلى أن أوكرانيا وتايوان متباعدتان عن بعضهما، لكن احتمال العدوان الروسي على كييف أثار مخاوف من اعتداء صيني على تايوان، مشيرة إلى أنه رغم العديد من الاختلافات بين الحالتين، فإن الدروس المستفادة من الأزمة الأوكرانية، يمكن أن تساعد واشنطن في الاستعداد لأي مشكلات محتملة في مضيق تايوان.

وأوضحت أن تايوان تُعد أكثر أهمية للولايات المتحدة من أوكرانيا، ومن ثم فإن انهيار الأمن في أوروبا الشرقية، من شأنه منح السلطات الصينية مساحة أكبر للتوغل في آسيا.

وأضافت أنه إذا كان الرئيس الصيني شي جين بينغ سيهاجم تايوان، فسيكون ذلك في الغالب لأسباب لا علاقة لها بما يحدث في أوكرانيا، وإنما لـ "توازن القوى المتغير غربي المحيط الهادئ مع الولايات المتحدة، ومسار سياسات الصين التقليدي مع تايوان".

وذكرت الشبكة أن "شي جين" يدرك أن تايوان أكثر أهمية للولايات المتحدة من أوكرانيا، مشيرة إلى أن أحد الأسباب التي تجعل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تأمل تجنُّب تورط أعمق في أوروبا، تمكين إدارته من التركيز على صعود الصين المتنامي، حتى أنها رفضت إمكانية الدفاع عن أوكرانيا عسكريًا، كيلا تنشغل بعيدًا عن صعود بكين.

السياسة العالمية

ومع ذلك -تضيف الشبكة الأمريكية- فإنه في السياسة العالمية، لا يمكن عزل منطقة عن الأخرى، مشيرة إلى أن كيفية رد الغرب على أي استيلاء روسي على الأراضي في أوروبا -في حال حدوثه- يمكن أن يقدم أدلة على كيفية استجابة العالم الديمقراطي لأي محاولة صينية لاقتحام تايوان.

ووفقًا لتحليل "بلومبرغ" فقد أبرزت الأحداث في أزمة أوكرانيا، أربع مهام يمكن لـ "واشنطن" القيام بها، تتمثل أولاها في تطوير العقوبات، فمن المتوقع أن تلجأ الولايات المتحدة إلى فرض العقوبات بشكل أحادي، حيث أظهرت الأزمة الأوكرانية صعوبة الحصول على اتفاق بشأن أشد العقوبات، مثل طرد روسيا من نظام المدفوعات العالمي.

وذكرت الشبكة الأمريكية، أنه رغم أن العقوبات الأكثر فاعلية تتطلب تعاونًا متعدد الأطراف، فإن بعض المحللين دعوا إلى قطع الصين عن التجارة الخارجية والتكنولوجيا، في حال غزو تايوان.

يُذكر أن إدارة بايدن بدأت تأكيد العقوبات، التي يمكن تطبيقها من جانب واحد في الأزمة الأوكرانية، مثل حظر تصدير أشباه الموصلات المتطورة إلى روسيا.

الوجود العسكري الأمريكي

الأمر الثاني، الذي يجب على الولايات المتحدة اللجوء إليه لدعم القضية التايوانية -حسب "بلومبرغ"- تأكيد أن أفضل وقت لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي، هو قبل بداية الأزمة، ما يعني التوسع في المهام بشكل تدريجي، ما يمنح واشنطن فرصة أكبر لامتلاك وحدات صغيرة ولكن عالية القدرة.

وفي هذا الصدد، ذكرت الشبكة الأمريكية أنه يتعين على الولايات المتحدة واليابان، تكثيف التدريبات العسكرية والنشر الدوري لهذه القوات.

وحسب "بلومبرغ" يتردد أن مشاة البحرية الأمريكية يعتزمون اتخاذ مواقع في الجزر اليابانية بالقرب من تايوان، وتحويلها إلى قواعد نيران، في حال غزو صيني، كما تفكر الولايات المتحدة في وضع مجموعات أكبر من القوات في تايوان نفسها، إلى جانب وجود الأمريكيين بشكل دوري للتدريب مع الجيش التايواني.

الدفاع الإلكتروني

ثالثًا -حسب بلومبرغ- إذا كانت الهجمات الإلكترونية الروسية المستمرة على أوكرانيا تمثل أي مؤشر خطير، فستحتاج واشنطن وتايبيه إلى تعزيز التعاون في مجال الدفاع الإلكتروني.

وقالت الشبكة الأمريكية: واشنطن وتايبيه بحاجة إلى تعزيز التعاون في مجال الدفاع الإلكتروني، حيث تعاني تايوان الهجمات الإلكترونية المستمرة، التي تهدف إلى شل المجتمع التايواني، مشيرة إلى أنه يمكن للولايات المتحدة وتايوان التصدي لهذه الهجمات، من خلال تمكين القيادة الإلكترونية الأمريكية ووكالة الأمن القومي، من البحث عن التهديدات على السيرفرات التايوانية.

وأشارت إلى أن شين هونغ وي، رئيس وكالة الأمن السيبراني التايوانية سبق وحذر من أن "البنية التحتية الحيوية للجزيرة، مثل الغاز، والمياه والكهرباء تعتمد على الرقمنة بدرجة عالية، ومن ثم فإنها بحاجة ماسة إلى متابعة دقيقة لعدم توقيفها أو اختراقها إلكترونيًا"، مشددًا على أن بلاده "تستخدم تدابير دراماتيكية لحماية نفسها من نقاط ضعفها التكنولوجية".

وأوضح أن تلك التدابير شملت تعيين "24 خبيراً في مجال الكمبيوتر لمهاجمة أنظمة الحكومة عن عمد، لمساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد ما تقدره السلطات التايوانية بنحو 20-40 مليون هجمة سيبرانية شهرياً".

وأشار شين هونغ وي، إلى أن "العدد الهائل للهجمات، أجبر الحكومة على أخذ هذا الأمر على محمل الجد"، مضيفاً أنه "بناءً على ما يقوم به المهاجمون، وطريقتهم في الهجوم، فإننا واثقون بأن كثيراً من هذه الهجمات مصدرها جارتنا"، في إشارة إلى الصين.

وأكد أن "عمل حكومتنا يعتمد بدرجة كبيرة على الإنترنت"، لافتاً إلى أن الحكومة "رقمنت البنى التحتية الحيوية، مثل الغاز والمياه والكهرباء، بدرجة كبيرة، لذلك من السهل أن نتحول إلى ضحية إذا لم يكن أمن شبكتنا قوياً بما يكفي".

ورابعًا: اقترحت شبكة بلومبرغ، توسيع العلاقات العسكرية، وتعزيز الدبلوماسية، لإبقاء القادة الأمريكيين والتايوانيين على اتصال في حال اندلاع الصراع، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ليست لها علاقة دبلوماسية رسمية بتايوان، مؤكدة أن الخلافات بين الغرب وكييف، كشفت صعوبة تنسيق الرسائل.