بنك كريدي سويس... اتهامات غسل أموال لتجار مخدرات

أشارت فايننشال تايمز إلى أن البنك السويسري -الذي عانى عامًا صعبًا من الفضائح المالية وآخرها أنه يواجه تهمًا بغسل أموال لتجار مخدرات- باع شريحة من المخاطر المتعلقة بقروض عملائه عالية القيمة للغاية البالغة ملياري دولار نهاية عام 2021.

بنك كريدي سويس... اتهامات غسل أموال لتجار مخدرات
بنك كريدي سويس

ترجمات - السياق

كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن بنك كريدي سويس السويسري، يقوم بتوريق محفظة قروض مرتبطة بأثرياء عملائه من اليخوت والطائرات الخاصة، في استخدام غير عادي للمشتقات لتفريغ المخاطر المرتبطة بإقراض أصحاب الثراء الفاحش ورجال الأعمال، خصوصًا من طبقة الأوليغاركية، وهو مصطلح يطلق على الأقليات الحاكمة.

وبشكل عام، فإن التوريق عملية يمكن من خلالها معالجة القروض المشكوك في تحصيلها، تُصدر فيها صكوك تحمل قيمة أصول تدر عائدًا وتباع بعد ذلك إلى المستثمرين.

كما يمكن تعريفه، بأنه تحويل أقساط القروض طويلة الأجل إلى سندات وبيعها فى سوق الأوراق المالية، للحصول على قيمتها فور إصدارها، ما يتيح للشركات المصدرة توفير سيولة تمكنها من التوسع فى تقديم مزيد من القروض، بلا انتظار مواعيد سداد الأقساط، ولا تحميل ميزانيتها مصروفات تمويلية مثل الاقتراض البنكي.

وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن البنك السويسري -الذي عانى عامًا صعبًا من الفضائح المالية وآخرها أنه يواجه تهمًا بغسل أموال لتجار مخدرات- باع شريحة من المخاطر المتعلقة بقروض عملائه "عالية القيمة للغاية" البالغة ملياري دولار نهاية عام 2021.

طائرات ويخوت

وذكرت "فايننشال تايمز" أن كريدي سويس، عمد إلى توريق محفظة القروض إلى كبار رجال الأعمال والأقلية المدعومة بـ "طائراتهم ويخوتهم وعقاراتهم وأصولهم المالية"، عبر وحدة في البنك كانت تعاني بسبب القضايا المتعلقة بالعقوبات.

وحسب الصحيفة البريطانية، يوضح عرض تقديمي للمستثمر للصفقة، أن أحد أهداف هذا القسم "ترك انطباع إيجابي للعلامة التجارية عن كريدي سويس (CS)من خلال تمويل أدوات العمل المفضلة للمديرين (طائرة رجال الأعمال) والرفاهيات الفاخرة الأخرى مثل (اليخوت).

كانت دراسة أعدها مصرف كريدي سويس عام 2018، كشفت أن تركيز الأثرياء بدأ يتحول أكثر تجاه الاهتمام بالعافية الذهنية والبدنية، واعتماد الحياة المريحة والبعيدة عن الصخب والبحث عن الخصوصية، كما وجدت تركيزاً أكبر على الحياة الأسرية، إلى جانب ارتفاع الرحلات البحرية الخاصة، التي تحمل فيها اليخوت أفراد أسرة واحدة من أجيال عدة.

وأوضحت الصحيفة أنه بينما تدخل البنوك بانتظام في ما تسمى معاملات تحويل المخاطر الكبيرة، لتقليل رأس المال الذي تحتفظ به مقابل القروض، فإن الصفقات المشتقة عادة ما تنطوي على محافظ للرهن العقاري، الذي يشكل "زبدة الإقراض المصرفي"، في إشارة إلى أن الرهن العقاري، أحد أهم الأعمال التي تجذب البنوك للاستثمار فيها.

وذكرت "فايننشال تايمز" أن الضمانات التي كان على كريدي سويس تقديمها، كانت تتضمن سعر فائدة كبير للغاية، يزيد على 11 في المئة، لإغراء حفنة من صناديق التحوط في صفقة بـ 80 مليون دولار، وهو مؤشر على السعر الذي كان البنك على استعداد لدفعه لتحسين مركزه المالي، من دون الاستفادة من أسواق الأسهم العامة.

وأشارت إلى أن عرض المستثمرين للصفقة، أدى إلى رفع الغطاء عن قسم الخدمات المصرفية الخاصة بالبنك السويسري، حيث قدم تفاصيل بعض أسرار العمل المحمية، لامتياز إدارة الثروات الدولي.

عجز سابق

وحسب "فايننشال تايمز" كشفت إحدى الشرائح أنه عامي 2017 و2018، عانى بنك كريدي سويس 12 عجزًا عن سداد قروض اليخوت والطائرات، ثلثها "متعلق بالعقوبات الأمريكية ضد طبقة الأوليغاركية الروسية"، بينما أشارت تقارير صحفية في ذلك الوقت، إلى أن الملياردير الروسي أوليغ ديريباسكا وإخوانه أركادي وبوريس روتنبرغ، اضطروا إلى إنهاء عقود إيجار طائرة خاصة مع البنك.

وأضافت الصحيفة أن الشريحة نفسها، توضح زيادة حالات التخلف عن السداد في قروض الرهن العقاري، من كريدي سويس في تلك السنوات، لأن بعض العملاء "لم يكونوا سعداء بشكل خاص بالبنك" بعد انسحابه من بعض الأسواق.

وأشارت إلى أنه في حين أن كريدي سويس قدم قروضًا منذ فترة طويلة، لتمويل مشتريات المليارديرات من الطائرات الخاصة، إلا أن دخوله في تمويل اليخوت حديث نسبيًا، إذ أظهرت الشرائح أنها بدأت الإقراض مقابل اليخوت بجدية فقط عام 2014، لكنها وسعت نطاق أعمالها بسرعة، حيث تجاوزت قروضها غير المسددة مليار دولار العام الماضي.

وحسب "فايننشال تايمز" تتضمن المحفظة أيضًا قروضًا مقابل ممتلكات العملاء الأثرياء من الأسهم والسندات، إضافة إلى مقتنياتهم في الأسهم الخاصة وصناديق التحوط، مشيرة إلى أن الشرائح أظهرت أن البنك كان مستعدًا في بعض الأحيان لتقديم رافعة مالية بـ 80 في المائة على مراكزه، الأمر الذي أقر بأنه "أعلى من المعتاد".

وأضاف العرض -حسب الصحيفة البريطانية- أن "محفزات الإقراض" لهؤلاء العملاء يمكن أن تشمل "تغيير الوضع الشخصي" مثل "الطلاق".

وأوضحت أنه "يتم إدراج الأوراق النقدية البالغة 80 مليون دولار في البورصة الدولية بجزر القنال، وهي بورصة اكتسبت شهرة بسبب دورها في فضيحة نيل وودفورد، لكنها غالبًا ما تكون المكان المفضل لصفقات الديون المتخصصة".

كانت بورصة لندن لتداول الأوراق المالية قيدت قبل أعوام، صندوق "كابيتال تراست" التابع لمدير صناديق الاستثمار "نيل ودفورد"، ليكون أكبر صندوق يتم قيده في السوق البريطاني على الإطلاق.