الخاطف رقم 20.. توصية بنقل معتقل في غوانتانامو إلى السعودية
وجدت الطبيبة النفسية التي قيمت حالته، أن الإساءة التي تعرَّض لها القحطاني في غوانتانامو، أدت إلى تفاقم آثار مرضه العقلي، وأدت إلى اضطراب ما بعد الصدمة، ونصحت بأنه لا يمكن أن يتلقى علاجًا ناجحًا في غوانتنامو.

ترجمات - السياق
أوصت لجنة مؤلفة من كبريات وكالات الأمن القومي الأمريكية، بنقل محمد القحطاني أحد المتهمين بهجمات سبتمبر من السجن العسكري الأمريكي في خليج غوانتانامو، بشرط إعادته إلى وطنه المملكة العربية السعودية، للمشاركة في برنامج إعادة تأهيل المتطرفين.
وقال محامو محمد القحطاني، إنه كان يعاني بالفعل مرضًا عقليًا حادًا، عندما وصل إلى مركز الاحتجاز سيئ السمعة، قبل عقدين من الزمن، ثم عرَّضه المحققون إلى الحبس الانفرادي الشامل، والحرمان من النوم والعنف والإذلال الجنسي، وغيرها من الانتهاكات، بحسب سجلات تلك الاستجوابات التي حصلت عليها مجلة تايم عام 2005.
الخاطف رقم 20
ويشتبه مسؤولو الجيش والمخابرات الأمريكية في أن القحطاني، الذي أصيب بالفصام، بعد تعرُّضه لإصابة دماغية، انضم إلى القاعدة، وكان ينوي أن يصبح الخاطف رقم 20 خلال هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
"القحطاني، الذي كان حينها في العشرينيات من عمره، حاول دخول الولايات المتحدة في 4 أغسطس 2001، "بعد اختياره من قبل أعضاء بارزين في القاعدة، ليكون الخاطف رقم 20 لهجمات 11 سبتمبر"، وفقًا لـوثائق حكومية، لكنه أعيد إلى السعودية بعد استجوابه من قبل مسؤولي الجمارك وحماية الحدود.
وبعدها سافر إلى أفغانستان، وقبضت عليه القوات الباكستانية، بالقرب من الحدود، أواخر عام 2001 وسلمته إلى الأمريكيين.
وقال مسؤول كبير في إدارة بوش، لصحيفة واشنطن بوست، عام 2009 إن القحطاني تعرَّض للتعذيب على يد حكومة الولايات المتحدة، ولهذا السبب لم توصِ بمحاكمته، إلى جانب العقل المدبر المزعوم لأحداث 11 سبتمبر خالد شيخ محمد وأربعة معتقلين آخرين، في المحاكمة المتعلقة بالهجمات الارهابية.
تفاقم المرض
قالت سوزان ج.كروفورد، رئيسة اللجان العسكرية في غوانتنامو، لواشنطن بوست: "لقد عذبنا القحطاني، معاملته تتوافق مع التعريف القانوني للتعذيب، لذلك لم نحل القضية إلى المحاكمة".
القحطاني، مثل الأغلبية العظمى من 800 معتقل في غوانتانامو، لم توجه أي تهم إليه.
وجدت الطبيبة النفسية التي قيَّمته عام 2016، إميلي كيرام، أن الإساءة التي تعرَّض لها القحطاني في غوانتانامو، أدت إلى تفاقم آثار مرضه العقلي، وأدت إلى اضطراب ما بعد الصدمة، ونصحت بأنه لا يمكن أن يتلقى علاجًا ناجحًا في غوانتنامو.
ودافع محاميا القحطاني، رمزي قاسم وشين كديدال، اللذان أكدا أنه ضحية تعذيب، بأنه مختل عقليًا، منذ فترة طويلة لإعادته إلى المملكة العربية السعودية.
إعادة إلى السعودية
تُراجع قضايا استمرار احتجاز معتقلي غوانتنامو، من قِبل مجلس المراجعة الدورية، المؤلف من وكالات عدة للأمن القومي، بما في ذلك البنتاغون ووزارة الأمن الداخلي ووزارة العدل، وتوصل المجلس إلى قرار بالإجماع، بإعادة القحطاني إلى السعودية، في توصية نُشرت الجمعة.
وكتبت اللجنة: "عند اتخاذ هذا القرار، يدرك المجلس أن المحتجز يمثل مستوى معينًا من التهديد، في ضوء أنشطته وروابطه السابقة".
وأوصت بإعادته إلى المملكة العربية السعودية، حيث لديه دعم أسري، للمشاركة في برنامج إعادة تأهيل المتطرفين في البلاد.
وجاء في القرار: "السعودية يمكن أن توفر رعاية صحية نفسية شاملة، ومراقبة المحتجز بعد الانتهاء من برنامج إعادة التأهيل".