حرب المسيرات.. تهديد متزايد للطائرات الإيرانية من دون طيار

إيران التي تعد الدولة الأولى في العالم الراعية للإرهاب، تعمل بسرعة على توسيع قدرات طائراتها من دون طيار

حرب المسيرات.. تهديد متزايد للطائرات الإيرانية من دون طيار

ترجمات - السياق

كشفت دراسة حديثة، كيف تعمل إيران على زيادة حجم ونطاق هجمات الطائرات من دون طيار لديها، إذ حذر تقرير المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن العاصمة أنه منذ عام 2022 "صعدت الميليشيات المدعومة من إيران هجماتها، في الغالب باستخدام طائرات من دون طيار، ضد أفراد الخدمة الأمريكية والشركاء الإقليميين".

وأشار آري سي كوريل، المحلل في المعهد، إلى أن هجمات الطائرات من دون طيار الإيرانية "تمثل أكبر تهديد مباشر لأفراد الخدمة الأمريكية والشركاء والمصالح في الشرق الأوسط"، بحسب صحيفة واشنطن إيغزامينير الأمريكية.

في الواقع، هاجمت الطائرات من دون طيار الإيرانية الحلفاء الإقليميين، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

واستهدف هجوم 17 يناير منطقة صناعية في أبوظبي، ما أسفر عن قتل ثلاثة أبرياء وإصابة ستة. الضربة شنها الحوثي، وكيل إيران في  اليمن.

 

حرب الطائرات

وذكرت صحيفة "واشنطن إيغزامينير" أن الحوثي ليس سوى واحد من العديد من الوكلاء الذين دربتهم طهران وسلحتهم، إذ صنفتهم إدارة ترامب منظمة إرهابية أجنبية، لكن  إدارة بايدن -بعد فترة وجيزة من توليها المنصب- ألغت ذلك التصنيف.

ويقول البعض إن هذه الخطوة كانت تهدف إلى استرضاء إيران، والبعض الآخر يقول إنها كانت لتسهيل تدفق المساعدات إلى اليمن المنكوب بالمجاعة.

وبصرف النظر، جعلت إدارة بايدن من أولوياتها التوصل إلى اتفاق على برنامج طهران للأسلحة النووية، إذًا فالاسترضاء هنا يبدو مرجحًا.

المشكلة أن إيران لديها تاريخ طويل في استخدام الجماعات التي تعمل بالوكالة، بينها الحوثيون وحزب الله والجهاد الإسلامي الفلسطيني، لممارسة نفوذها. 

وتوفر هذه الاستراتيجية لإيران، أقصى قدر من المكافآت والحد الأدنى من المخاطر، إذ إن استخدام طهران المتزايد لحرب الطائرات من دون طيار، يحقق الهدف نفسه مع إعطاء الدولة وأتباعها التظاهر بإمكانية الإنكار.

 

ليست متطورة

وأشار سيث فرانتزمان، مؤلف كتاب حروب الطائرات من دون طيار، مدير مركز الشرق الأوسط للتقارير، إلى أن الطائرات من دون طيار توفر لإيران القدرة على "فعل الكثير بتكلفة قليلة جدًا"، لكنه أوضح أن هذه الطائرات الإيرانية ليست متطورة كتلك التي تستخدمها الولايات المتحدة أو إسرائيل.

وجرى استخدام العديد من الطائرات من دون طيار في الضربات بأسلوب "كاميكازي"، مثل هجوم سبتمبر 2019 الذي عطّل منشأة بقيق لمعالجة النفط في المملكة العربية السعودية.

وأدى هذا الهجوم إلى توقف استخدام 5.7 مليون برميل "60% من إنتاج المملكة النفطي اليومي". 

وفي يوم واحد، ارتفع سعر النفط العالمي 15%، كما استخدمت إيران طائرات مسيرة انتحارية لمهاجمة القوات والقواعد الأمريكية، كان آخرها في هجمات يناير في العراق وسوريا.

 

 الاتجاه واضح

 وفقًا لـ JINSA's Iran Projectile Tracker ، تمثل الطائرات من دون طيار 67% من الأسلحة التي استخدمها الشركاء الإيرانيون في الهجمات عامي 2021 و2022، مقارنة بـ 19% فقط بين 2018 و2020، وتعد هذه زيادة كبيرة وليست مصادفة.

وتستغل إيران حماس إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق نووي، ولسوء الحظ، لم تكن الولايات المتحدة على استعداد لفرض عقوبات واضحة للرد على هجمات الطائرات من دون طيار.

لكن مع تزايد هذه التهديدات، يتعين التعامل مع قدرات إيران المتنامية للطائرات من دون طيار عاجلاً أم آجلً، بصرف النظر عن أي اتفاق في فيينا.