أوكرانيا في انتظار ضربة جوية خطيرة... كيف ستهاجم روسيا كييف؟
الأزمة؟ وفقًا لصور الأقمار الاصطناعية، التي وثقتها صحيفة شبيجل الألمانية، فإن روسيا تخطط لهجوم مكثف جديد على أوكرانيا، خلال الفترة المقبلة.

السياق
بينما دخلت الأزمة الأوكرانية شهرها العاشر من دون حسم، ووسط تعثر مفاوضات السلام بين البلدين «المتحاربين»، باتت المرحلة المقبلة بمنزلة اختبار جديد لقدرة موسكو وكييف.
فبينما تكثف موسكو هجماتها على كييف، مستهدفة البنية التحتية، تحاول أوكرانيا تكثيف الخطى على محاور عدة لمواجهة «شتاء صعب» ينتظر مواطنيها، بعد تدمير محطات للطاقة الكهربائية، ما أعاد البلد الأوراسي عهودًا إلى الخلف.
فما جديد الأزمة؟
وفقًا لصور الأقمار الاصطناعية، التي وثقتها صحيفة شبيجل الألمانية، فإن روسيا تخطط لهجوم مكثف جديد على أوكرانيا، خلال الفترة المقبلة، بعد أسابيع من تدمير جزء كبير من شبكة الكهرباء في كييف، على يد القوات الروسية.
وتقول صحيفة إكسبريس البريطانية، في تقرير ترجمته «السياق»، إن المزيد من الضربات الجوية الروسية في طريقها إلى أوكرانيا، خاصة بعد نشر صحيفة شبيجل الألمانية لقطات، أكدت زيادة النشاط في مطار عسكري على بعد قرابة 500 ميل من الحدود الأوكرانية.
ووثقت الصحيفة الألمانية «قدرًا غير عادي من الحركة» في قاعدة إنجلس العسكرية الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية، مشيرة إلى أن المطار الواقع داخل القاعدة في حالة تأهب قصوى، بينما تُظهر إحدى صور الأقمار الاصطناعية للموقع، ما لا يقل عن 13 طائرة على طول مهبط واحد للطائرات.
ضربة خطيرة
وقال خبراء عسكريون للصحيفة الألمانية، إن أوكرانيا قد تتعرض قريبًا لـ«ضربة جوية خطيرة»، بينما ذهبت أوكرانيا إلى أبعد من ذلك، واصفة الضربة المحتملة بأنها «هجوم هائل جديد»، بحسب «إكسبريس».
وفي ما يتعلق بتوقيت الضربة، قالت «شبيجل» إن هذا الهجوم بات «وشيكًا»، بينما نقلت عن المحلل العسكري أردا مولود أوغلو، قوله: «من المثير للاهتمام أن العديد من طائرات الشحن الكبيرة متوقفة على مدرج المطار، ما يشير إلى وصول شحنة كبيرة إلى القاعدة، قد تكون صواريخ كروز».
وأضاف المحلل العسكري أوغلو: «العدد الكبير غير المعتاد للقاذفات على المدرج يشير إلى زيادة العمليات، إن لم يكن هجومًا وشيكًا واسع النطاق».
وبعد أيام من انسحاب القوات الروسية من خيرسون، حثت أوكرانيا، المدنيين على مغادرة المنطقة بسبب مشكلات الطاقة، التي أعقبت الضربات على البنية التحتية.
وحذرت كييف أيضًا من أن الشتاء الحالي سيكون صعبًا بشكل خاص على الأوكرانيين، نظرًا لقضايا الطاقة على مستوى البلاد.
ومن المرجح أن تؤدي الضربات الجديدة، حال حدوثها، إلى تعميق المخاوف على مدى الأشهر المقبلة بالنسبة للجنود والمدنيين الأوكرانيين، بحسب «إكسبريس»، التي قالت إنه في خضم الحركة المبلغ عنها في قاعدة إنجلس2، فإنه يمكن أن توجد بها مجموعة من صواريخ كروز.
ونقلت «شبيجل»، عن كونراد موزيكا، الخبير العسكري في شركة روتشان للاستشارات، قوله: «هناك الكثير من الحركة على الأرض، تتم صيانة الكثير من الطائرات، من الواضح أنها تستعد لمهام جديدة(...) ترى أيضًا عربات يمكن استخدامها لنقل صواريخ كروز Kh-55 أو Kh-101».
تطويق باخموت
يأتي ذلك، بينما أصدرت وزارة الدفاع البريطانية تحديثًا للجهود العسكرية الروسية في أوكرانيا، قائلة إن القوات الروسية تواصل استثمار جزء كبير من قوتها النارية الإجمالية، في قطاع يبلغ طوله نحو 15 كيلومترًا من الخطوط الأمامية المحصنة حول مدينة باخموت في إقليم دونيتسك.
وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية، في تقرير نشرته «الغارديان»، أنه من المحتمل أن تكون روسيا قد أحرزت تقدمًا طفيفًا على المحور الجنوبي لهذا الهجوم، مرجحة أن تخطط موسكو لتطويق المدينة.
ومنحت روسيا الأولوية لباخموت، التي ستكون للسيطرة عليها على المدينة قيمة تشغيلية مهمة، بشكل يسمح لها بتهديد المناطق الحضرية الأكبر كراماتورسك وسلوفيانسك.
وأصاب صاروخان روسيان منطقة زابوروجي جنوبي شرق أوكرانيا خلال الليل، بينما قال حاكم المنطقة أولكسندر ستاروخ، إن مباني دُمرت بالقرب من العاصمة الإقليمية زابوريجيه، لكن لم ترد أنباء عن إصابات.
إزالة متفجرات
بينما قالت القوات الأوكرانية إنها تمكنت من تصفية 510 جنود روس الجمعة، ليصل العدد الإجمالي للجنود الذين فقدتهم روسيا منذ العملية العسكرية إلى 90600 جندي، على حد قولها.
وأكدت هيئة الأركان التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، أنها تمكنت السبت من تدمير ثماني طائرات مسيرة أخرى ودبابة، وفقًا لآخر إحصائية قدمتها.
من جهة أخرى، قالت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، إنها تمكنت من إزالة أكثر من 7000 متفجر من جميع أنحاء خيرسون، مشيرة إلى أن العمل يتواصل لتخليص المنطقة من الألغام وغيرها من الأفخاخ، منذ انسحاب الروس من المدينة الشهر الماضي.
ويقول عمال الطوارئ الأوكرانيون إنهم مسحوا ما يقرب من 700 هكتار من الأراضي المفتوحة، و60 كيلومترًا من خطوط السكك الحديدية و326 منزلًا.
وتحث السلطات أي شخص يعود إلى خيرسون أو المنطقة المحيطة بها على توخي الحذر الشديد، بينما قالت صحيفة الغارديان، الشهر الماضي، إن تخليص خيرسون من الألغام قد يستغرق سنوات.