أسبوع عاصف... أوكرانيا ترجّح تكثيف روسيا هجماتها على كييف
يرى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن روسيا يجب أن تحاسب إذا واصلت عرقلة تصدير الحبوب الأوكرانية إلى العالم، واصفًا الأمر بأنه جريمة حرب

السياق
مع اقتراب محادثات الاتحاد الأوروبي، التي من المقرر أن تفضي إلى قرار بشأن طلب انضمام كييف إلى التكتّل، رجّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تُكثّف روسيا هجماتها هذا الأسبوع في أوكرانيا.
وفي مقطع الفيديو اليومي للرئيس الأوكراني، قال إن الأسبوع الجاري سيكون "تاريخيًا بالفعل"، إذ "سنحصل على قرار الاتحاد الأوروبي بشأن وضع ترشيح أوكرانيا".
وأضاف: "منذ 1991، لم يكن هناك سوى القليل من القرارات بأهمية القرار الذي ننتظره اليوم بالنسبة لأوكرانيا"، مشيرًا إلى أنه "مقتنع بأن ردًا إيجابيًا فقط سيصب في مصلحة أوروبا".
وبعد توصية المفوضية الأوروبية -الجمعة- بمنح أوكرانيا وضع مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، تجتمع الدول الأعضاء في التكتل الخميس والجمعة، لتقرّر ما إذا كانت ستمنح كييف رسميًا وضع المرشحة، ويتطلب صدور القرار إجماع الدول الـ27 الأعضاء.
وقال زيلينسكي: "نتوقّع أن تُكثّف روسيا هجماتها هذا الأسبوع"، مضيفًا: "نحن مستعدون".
وبحسب زيلينسكي، تعيد موسكو تجميع قواتها "في اتجاه خاركيف (شمالي شرق) ومنطقة زابوريجيا بالجنوب، ولا تزال تقصف منشآتنا للوقود"، لكن القوات الأوكرانية "تردّ على هذه الهجمات"، مقرّا في الوقت نفسه بوقوع "خسائر كبيرة"، لكنه أضاف: "جيشنا صامد".
وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي إن الروس "حاولوا اختراق منطقة توشكيفكا، نجحوا بشكل جزئي، لكن مدفعيتنا ردّت ويمكننا القول إن محاولة الاختراق لم تنجح".
التقدّم على الأرض
تقع توشكيفا جنوبي ليسيتشانسك، التي يفصل نهر دونيتس فقط بينها وبين سيفيرودونيتسك.
في ليسيتشانسك، تكثر المؤشرات على استعدادات للقتال في الشوارع، إذ يحفر الجنود حفرًا وينصبون أسلاكًا شائكة، بينما تنشر الشرطة مركبات في الشوارع لإبطاء حركة المرور.
ونفى غايداي -الأحد عبر "تلغرام"- أن يكون الروس سيطروا على سيفيرودونيتسك، لكنه قال: "في الواقع، هم يسيطرون على القسم الأكبر من المدينة".
وقالت وزارة الدفاع الروسية:"حرّرت وحدات من الميليشيا الشعبية لـجمهورية لوغانسك الشعبية بدعم من القوات المسلحة الروسية، بلدة ميتيكينو" جنوبي شرق سيفيرودونيتسك.
ويدور قتال ضار في محيط هذه المنطقة للاستيلاء على دونباس التي يسيطر انفصاليون موالون لروسيا على جزء منها منذ 2014، والتي تتألف من منطقتي لوغانسك ودونيتسك .
جنوبًا، يؤكّد الجيش الأوكراني أن القوات الروسية "العاجزة عن التقدّم على الأرض" تواصل عمليات القصف.
وأكّدت وزارة الدفاع الروسية -الأحد- أن قواتها قصفت مدينة ميكولايف الجنوبية بصواريخ كروز ودمّرت "عشرة مدافع هاوتزر من عيار 155 ميليمترًا وما يصل إلى عشرين مركبة مدرّعة قدّمها الغرب إلى نظام كييف خلال الأيام العشرة الأخيرة". ولم يكن التحقق من هذه المعلومات من مصادر مستقلّة ممكنًا.
عودة الفحم
ولا تزال مدينة ميكولايف الجنوبية الصناعية، التي كان يسكنها نحو نصف مليون شخص قبل الحرب، تحت السيطرة الأوكرانية، لكنها قريبة جغرافيًا من منطقة خيرسون، التي أصبحت تحت السيطرة الروسية.
وتسعى موسكو إلى السيطرة على ميكولايف التي تقع على الطريق المؤدي إلى أوديسا، أكبر ميناء في أوكرانيا على بعد 130 كيلومترًا جنوب غرب مولدافيا، ولا يزال هو الآخر تحت السيطرة الأوكرانية. وتشكل أوديسا محورًا في النقاش الجاري بشأن الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية وعرقلة تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية.
ويرى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن روسيا يجب أن "تُحاسَب" إذا واصلت عرقلة تصدير الحبوب الأوكرانية إلى العالم، واصفًا الأمر بأنه "جريمة حرب".
وحذّر الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ -في مقابلة نشرتها صحيفة بيلد الألمانية- من أنّ الحرب قد تستمرّ "سنوات"، داعيًا الدول الغربية إلى توفير دعم طويل الأمد لكييف.
وفي مواجهة الاتحاد الأوروبي، تملك موسكو سلاحًا قويًا يتمثل بمخزون موارد الطاقة، الذي كانت تعتمد عليه أغلبية دول التكتل قبل الحرب.
وتسعى دول مثل ألمانيا إلى تعويض تراجع شحنات الغاز الروسي، حتى لو كان ذلك يعني اللجوء إلى حلول أكثر تلويثًا.
وقال وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هابيك: "من أجل تخفيف استهلاك الغاز، يجب استخدام كميات أقل منه لإنتاج الكهرباء، بدلًا من ذلك، يجب استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بشكل أكبر"، رغم إعلان حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس أن البلاد ستتخلى عن الفحم بحلول عام 2030.
وتابع "إنّه أمر مرير لكنه ضروري من أجل تقليل استهلاك الغاز"، مضيفًا: "يجب ألا تكون لدينا أوهام، فنحن في مواجهة مع بوتين".
وأعلنت الحكومة النمساوية –الأحد- أنها ستعيد تشغيل محطة "ميلاخ" للطاقة التي كانت تعمل بالفحم الحجري، بسبب النقص في إنتاج الكهرباء الناجم عن خفض واردات الغاز الروسي.
وأغلقت "ميلاخ" التي كانت آخر محطة طاقة تعمل بالفحم الحجري في النمسا في ربيع 2020، بعد أن تخلصت الحكومة تدريجيا من الطاقة الملوثة، في محاولة للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100 بالمئة.