مشاهد مروعة تحت أنقاض مستودع أمازون.. وانتقادات لجيف بيزوس

السياق

بعد 24 ساعة من الحادث، ورغم نشره صورة على «إنستغرام» مع أحدث سائحين من الفضاء لرحلة على صاروخ نيو شيبرد الخاص به، تذكر جيف بيزوس مؤسس «أمازون» فجأة مقتل 6 أشخاص على الأقل، في مستودع لشركته في ولاية إلينوي الأمريكية، التي ضربها إعصار قوي.

«الأخبار من إدواردسفيل مأساوية»، يقول بيزوس، معلقًا على الإعصار الذي ضرب مستودع أمازون في إلينوي، وتسبب في انهيار جزء كبير من المبنى، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وانتشال 45 آخرين من تحت الأنقاض.

وقال بيزوس عبر «تويتر»: «الأخبار من إدواردسفيل مأساوية، قلوبنا منفطرة لفقدان زملائنا هناك، أفكارنا وصلواتنا مع عائلاتهم وأحبائهم»، في إشارة إلى البلدة التي تقع فيها المنشأة.

وأوضح الملياردير الأمريكي: «يجب أن يعلم كل مَنْ في إدواردسفيل، أن فريق أمازون ملتزم بدعمهم، وسوف يقف إلى جانبهم خلال هذه الأزمة»، معربًا عن امتنانه للمستجيبين الرائعين، الذين عملوا بلا كلل في الموقع.

 

انتقادات عارمة

الحادث وبطء استجابة جيف بيزوس، عرَّضا رجل الأعمال الأمريكي لانتقادات شديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، خلال عطلة نهاية الأسبوع، لفشله في الإشارة إلى الحادثة المميتة في إلينوي، رغم تفاخره بإطلاق صاروخه الأخير على إنستغرام، مع أحدث سائحين من الفضاء.

وبعد أن نشر جيف بيزوس صورة له مع فريق صاروخه الجديد الذي كان يضم نجم كرة القدم السابق مايكل ستراهان، معلقًا عليها، بقوله: «الفريق سعيد هذا الصباح في مركز التدريب»، انهالت الانتقادات على الملياردير الأمريكي، من مغردين في مواقع التواصل، معتبرين إياه «سيئ الذوق»، خاصة أنه يأتي وسط مأساة الإعصار التي أودت بحياة ما يقرب من 100 شخص، بمن فيهم موظفو بيزوس، قبل الاحتفال بأعياد الميلاد مباشرة.

ففي الوقت الذي انهار فيه سقف مبنى الشركة، والجدار الجانبي من العاصفة على العمال الذين كانوا يعانون تحت الأنقاض، كان بيزوس بعد ذلك بيوم، غربي تكساس لتحية الفريق المكون من ستة أفراد في صاروخ نيو شيبارد، بعد هبوطه من رحلة استغرقت 10 دقائق، متجاهلًا الدمار الذي لحق بمستودع أمازون.

وضرب ما يقدر بنحو 30 إعصارًا المجتمعات في أركنساس وميسوري وتينيسي وكنتاكي، حيث تبحث أطقم البحث بشكل يائس عن ناجين في المباني المدمرة.

 

6 قتلى

وقال مسؤولون إن ستة أشخاص على الأقل قُـتلوا بمستودع أمازون في إلينوي، بعد أن تسببت ضربة مباشرة من إعصار في انهيار جزء كبير من المبنى.

من جانبه، قال جيمس وايتفورد، رئيس الإطفاء في إدواردسفيل بولاية إلينوي، في مؤتمر صحفي: تأكد أن 45 شخصًا نجحوا في الخروج من المبنى، بينما قالت السلطات إنها لا تعرف عدد الذين كانوا داخل المستودع عندما ضربت العاصفة.

ويقع إدواردسفيل على بعد نحو 25 ميلاً شرقي سانت لويس، بينما يقع مبنى أمازون في مركز توزيع على الجانب الغربي من المدينة.

وقال وايتفورد: اجتياح الإعصار  الساعة 8:35 مساءً، تسبب في سقوط جدران المبنى للداخل وانهيار السقف، مضيفًا أن الجدران كان ارتفاعها نحو 40 قدمًا ومصنوعة من الخرسانة بسمك 11 بوصة.

وتابع: «في هذه المرحلة، انتقلنا إلى البحث والتعافي (..) لا نتوقع أن يتمكن أي شخص من البقاء على قيد الحياة في هذه المرحلة»، مشيرًا إلى أن جهود البحث ستتواصل خلال الأيام الثلاثة المقبلة خلال ساعات النهار.

 

السلطات تتدخل

وقال حاكم إلينوي جيه بي بريتزكر إنه تحدث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ومدير وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية دين كريسويل، ومسؤول من «أمازون»، مشيرًا إلى أنه حثَّ الأخيرة على «مساعدة المجتمع، وهو ما قالوا إنهم يعتزمون القيام به».

وأنهى ألونزو هاريس، سائق توصيل في أمازون، طريقه مساء الجمعة وتوجه إلى المستودع عندما بدأ صوت إنذار من هاتف عمله، مشيرًا إلى أن أحد زملائه كان يركض ويصرخ في السائقين.

وقال هاريس، 44 عامًا، المقيم في سانت لويس ويعمل في أمازون منذ سبتمبر: «زميلتي عرَّضت نفسها للخطر (..) لقد أنقذت حياتي»، مشيرًا إلى أنه بعد لحظات من دخوله الملجأ، كان هناك ضوضاء مدوية وبدأ المبنى يهتز.

وتابع: «شعرت بأن الأرض كانت تنزل(..) شعرت بالرياح تهب ورأيت الحطام يتطاير في كل مكان، وبدأ الناس الصراخ وانطفأت الأنوار»، بحسب «نيويورك تايمز».

ووصف هاريس الإحساس بالزلازل في كاليفورنيا حيث نشأ، قائلًا: «عندما كانت الأرض تهتز، هذا ما شعرت به(..) أنا لست خائفًا من أي شيء، لكن هذا كان مخيفًا».

وصباح السبت، بدا أن العمال يستخدمون رافعة لإزالة الحطام من الموقع، بينما تم إحضار آليات ثقيلة لتحريك الجدران المنهارة، وتفحص فرق الإنقاذ المركبات التي تحطمت بسبب الجدران.

 

أمازون ترد

وقالت كيلي نانتل، المتحدثة باسم أمازون، في بيان: «نشعر بحزن عميق إزاء نبأ وفاة أفراد من أسرة أمازون نتيجة العاصفة في إدواردسفيل بولاية إلينوي(..) أفكارنا وصلواتنا مع الضحايا وأحبائهم وكل مَنْ تأثر بالإعصار».

وافتتحت "أمازون" مستودعين في إدواردسفيل عام 2016، يعمل بهما نحو 2200 شخص، حسبما ذكرت صحيفة سانت لويس بوست ديسباتش عام 2017.

وقال والتر ويليامز، منسق التنمية الاقتصادية في مقاطعة ماديسون، التي تضم إدواردسفيل: «عندما افتتحت أمازون المنشآت، وضعتنا على الخريطة(..) عندما رأى المزيد من الناس أمازون هنا، بدأوا يقولون، نحن بحاجة إلى البحث هناك».