على خلفية فضائح فساد... زيلينسكي يقيل وزير الدفاع الأوكراني
يعد ريزنيكوف أحد الشخصيات المعروفة في الحرب بأوكرانيا، وكان قد عين وزيرًا للدفاع في نوفمبر 2021 وساعد في توفير أسلحة غربية للقوات الأوكرانية.

السياق
مع اقتراب مرور عام على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وسط انعدام أي بارقة أمل لإيقافها، أقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وزير الدفاع أليسكي ريزنيكوف، وعين كيريلو بودانوف، مدير المخابرات العسكرية، بديلًا له.
وقال النائب ديفيد أراخاميا، إن بودانوف (37 عامًا) سيقود وزارة الدفاع، وهذا أمر منطقي تمامًا في أوقات الحرب.
وأضاف النائب أن ريزنيكوف (56 عامًا) سيعين وزيرًا للصناعات الاستراتيجية، من دون أن يحدد التاريخ المقرر لهذا التعديل الوزاري.
وأوضح النائب أن الحرب تملي حركة الأفراد، الأوقات والظروف تستدعي تعزيزًا وتركيزًا، هذا ما يحدث وسيستمر، وقال: "العدو يستعد للتقدم، نحن نستعد للدفاع عن أنفسنا".
أسباب الاستقالة
يعد ريزنيكوف أحد الشخصيات المعروفة في الحرب بأوكرانيا، وكان قد عين وزيرًا للدفاع في نوفمبر 2021 وساعد في توفير أسلحة غربية للقوات الأوكرانية.
لكن الوزارة شهدت فضائح فساد، واضطر نائبه إلى الاستقالة نهاية يناير، بعد اتهامات بأن الوزارة وقعت عقود إمدادات غذائية بأسعار أعلى مرتين إلى ثلاث مرات من أسعار السوق.
ويأتي رحيله عن وزارة الدفاع في وقت بات "الوضع صعبًا جدًا في منطقة دونيتسك الشرقية، حيث تدور معارك ضارية"، حسبما أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي مساء الأحد.
وأضاف: "تقارير عدة تشير إلى أن المحتلين يريدون القيام بشيء رمزي في فبراير، لمحاولة الانتقام لهزائمهم، العام الماضي، نشعر بهذا الضغط المتزايد في مناطق مختلفة من خط المواجهة".
كان وزير الدفاع الأوكراني المنتهية ولايته، قد قال في كييف: "اليوم، في ما يتعلق بالحصول على الأسلحة تلقينا كل شيء، والآن يجب أن نحصل على الطائرات لحماية مجالنا الجوي".
معارك ضارية
وشهدت الأحياء الشمالية لمدينة باخموت، الجبهة الساخنة شرقي أوكرانيا، "معارك ضارية" الأحد، في وقت تشدّد كييف على ضرورة الحصول على تلك الطائرات المقاتلة من الغربيين في مواجهة الوضع العسكري الذي يزداد صعوبة.
وانتقد ريزنيكوف "تردّد" الغربيين في تسليم هذه الطائرات لبلاده، وهو ما "سيكلّف مزيدًا من أرواح" الأوكرانيين.
وأكد أنّ الأسلحة البعيدة المدى، التي وعدت الدول الغربية بتسليمها لأوكرانيا، لن تُستخدم لاستهداف الأراضي الروسية، بل المناطق المحتلة فحسب.
يأتي ذلك بينما أعرب عدد من الدول الغربية عن قلق من مخاطر تصعيد القتال الذي بدأ قبل نحو عام.
وتحاول القوات الروسية، مدعومة بمرتزقة مجموعة فاغنر منذ الصيف، السيطرة على مدينة باخموت، وقد سجّل فيها دمار هائل وخسائر عسكرية فادحة.
وحققت القوات الروسية مكاسب صغيرة ميدانيًا في الأسابيع الأخيرة، بعدما استولت على مدينة سوليدار شمالي البلاد، ومن ثم على بلدة بلاغوداتني في الآونة الأخيرة.
وقال رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، الذي تحارب قواته في الصفوف الأمامية على الجبهة: "دارت معارك ضارية في الأحياء الشمالية لباخموت، للسيطرة على كل شارع وكل منزل وكل درج".
ونقل عنه مكتبه الإعلامي على "تلغرام" قوله: "القوات المسلحة الأوكرانية لا تتراجع، إنها تقاتل حتى آخر رجل".
وردّا على سؤال عن انسحاب محتمل من باخموت، أكد ريزنيكوف أنّها لا تزال "حصنًا ورمزًا"، لكنّه أشار إلى أنّ القرار يعود -نهاية الأمر- إلى هيئة الأركان العامّة للجيش الأوكراني.
أسلحة غربية
أصيب خمسة أشخاص بجروح الأحد في خاركيف، شمالي شرق أوكرانيا، جراء ضربتين روسيتين استهدفتا وسط ثاني أكبر مدن البلاد، وألحقتا أضرارًا بمبانٍ سكنية وبمؤسسة للتعليم العالي، حسبما قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خاركيف أوليغ سينيغوبوف.
وقال وزير الدفاع الأوكراني المنتهية ولايته، إنه يتوقع هجومًا روسيًّا كبيرًا في فبراير.
ورأى أنه "لن يكون هناك وقت كافٍ لوصول الأسلحة الغربية قبل ذلك"، لكنّه أضاف: "لدينا الموارد والاحتياطات" للمقاومة.
وأشار إلى أنّ الروس نقلوا مراكز قيادتهم ومستودعات الذخيرة، بطريقة تجعل صعبًا على الضربات الأوكرانية كسر خطوط الإمداد الخاصّة بهم.
لمواجهة ذلك، تعهّد الأمريكيّون بتقديم صواريخ يمكن أن تضاعِف النيران الأوكرانية.
وتعهّدت دول غربيّة بتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة، بينها فرنسا وأيضًا ألمانيا، بعدما تردّدت بشأن إرسال دبابات ليوبارد.
وأرسلت كندا –السبت- أول دبابة من دبابات ليوبارد2 الموعودة إلى أوكرانيا.
في السياق، أعلن ريزنيكوف أنّ التدريب على دبابات ليوبارد سيبدأ الاثنين.
تعد شحنات الأسلحة الغربية حاسمة لكييف، في حين تثير حفيظة موسكو التي حذرت من تصعيد الصراع الذي بدأ في فبراير 2022.
وبدأ الأحد تطبيق حظر أوروبي على المنتجات النفطية الروسية المصدّرة بحرًا إلى الخارج، بينما ندد الكرملين –الجمعة- بتدابير "سلبية" تزعزع استقرار الأسواق.