لماذا السعودية الأجدر بقيادة عملية السلام بين أوكرانيا وروسيا؟

الأسرى المحررون شملوا أمريكيَّيْن و٥ بريطانيين وسويديًا وكرواتيًا ومغربيًا، استلمتهم السعودية من روسيا لتسهيل إجراءات عودتهم لبلادهم ضمن إطار صفقة التبادل، التي لاقى دور ولي العهد السعودي فيها ترحيبًا دوليًا واسعًا، ولاسيما من الدول المعنية

لماذا السعودية الأجدر بقيادة عملية السلام بين أوكرانيا وروسيا؟
لحظة وصول 10 من الأسرى المحررين بوساطة سعودية

السياق

أثار نجاح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الوساطة بين موسكو وكييف لإطلاق سراح ١٠ أسرى أجانب، تفاؤلًا كبيرًا بالدور الذي يمكن أن تلعبه الرياض لفك شفرة الحرب وجلوس طرفي الصراع إلى طاولة التفاوض.

الأسرى المحررون شملوا أمريكيَّيْن و٥ بريطانيين وسويديًا وكرواتيًا ومغربيًا، استلمتهم السعودية من روسيا لتسهيل إجراءات عودتهم لبلادهم ضمن إطار صفقة التبادل، التي لاقى دور ولي العهد السعودي فيها ترحيبًا دوليًا واسعًا، ولاسيما من الدول المعنية .

 ردود فعل دولية

وكتب جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي عبر تويتر: "نشكر وليّ العهد وحكومة المملكة العربية السعودية على تسهيلهما هذه الصفقة، وفي الوقت نفسه رحَّب وزير الخارجية أنتوني بلينكن بجهود السعودية وشكر قيادتها، واعتبرت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس نهاية لشهور الغموض والمعاناة والألم للأسر والأسرى البريطانيين.

ردود الفعل الدولية والثناء على دور السعودية أعقبه اتصالان هاتفيان للرئيسين فلاديمير بوتين، وفولديمير زيلينسكي، بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يشكرانه فيه على جهود السعودية ودورها المحوري بالصفقة، ويتناقشان حول آفاق تعاون كل منهما مع الرياض.

ومن جانبه أكد ولي العهد السعودي خلال الاتصال مع بوتين، استعداد المملكة لبذل المساعي الحميدة كافة ودعم الجهود الرامية للوصول لحل سياسي للأزمة، وشدَّد على الأمر نفسه خلال حديثه هاتفيًا مع الرئيس الأوكراني.

وبشكل عام أجادت الرياض لعب دور دولي حساس يُضاف إلى وضعها بالمنطقة كأحد أبرز مراكز القوى ومكانتها الاقتصادية كأحد أهم منتجي النفط على مستوى العالم، وهو ما يزيد من وضعها الدولي، ويمنح المجتمع الدولي ثقة أكبر في دورٍ ربما تكون السعودية من القلائل القادرين على لعبه وهو وسيط وقف الحرب.

عملية سلام

التقارب بين الرياض وموسكو من جهة، وبين الرياض وكييف من جهة أخرى، والارتباطات الاقتصادية والإمكانات السعودية والتقدير الدولي الذي تحظى به حاليًا يجعل الرياض الأجدر بقيادة عملية السلام والتهدئة، وهو ما يظهر خلال المحادثات الأخيرة، إذ بحث الرئيس الروسي وولي العهد السعودي أوجه التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.

وأوضح الكرملين بحث الطرفين التعاون في إطار منظمة شنغهاي للتعاون على ضوء القرار الصادر عن قمة سمرقند الأخيرة بشأن منح السعودية صفة الشريك في الحوار، بالإضافة إلى بحث التنسيق من أجل استقرار سوق النفط العالمية.

وأكد الأمير محمد بن سلمان تطلع المملكة في المشاركة بشكل فعال بالدور المتنامي الذي تلعبه منظمة شنغهاي في الشؤون الدولية، مشيرًا إلى أن تمثيل السعودية خلال أسبوع الطاقة بموسكو سيكون رفيع المستوى، وفقًا للكرملين.

وذكر بيان الكرملين أنه خلال تبادل الآراء بشأن جدول الأعمال الثنائي، جرى التأكيد على أنَّ العلاقات التجارية والاقتصادية تتطور بوتائر عالية، ويزداد التبادل التجاري ويتم تعزيز التعاون متبادل المنفعة بين البلدين في مختلف المجالات".

وعلى الجانب الآخر أكد زيلينسكي، أن السعودية تقوم بدور محوري بمنطقة الشرق الأوسط والعالم، مشيرًا إلى مناقشته أمن الطاقة الأوكراني، والتعافي في مرحلة ما بعد الحرب، ومشروعات استثمار مشتركة.