التحالف يرد على ادعاءات إيران بشأن سفيرها لدى الحوثيين
عن الرد الإيراني على البادرة الإنسانية، قال متحدث التحالف، إن هذه التصريحات التي وصفها بالمسيئة للمملكة، تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية، ولا تثمِّن موقف التحالف الإنساني النبيل، في إجلاء المذكور من صنعاء إلى البصرة.

السياق
موقف إنساني قوبل بإنكار شديد، فبعد أن سمح التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بإجلاء طبي طارئ لسفير إيران لدى ميليشيا الحوثي حسن إيرلو، ردت طهران على هذه البادرة بالجحود كعادتها.
وقالت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، في بيان، إن تصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، بشأن إجلاء المدعو حسن إيرلو «عارية من الصحة ولا تثمِّن المواقف الإنسانية للتحالف».
وأوضح متحدث «التحالف»، العميد الركن تركي المالكي، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف، تابعت ما تناقلته بعض الوكالات من تصريحات «مسيئة» لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، بشأن الموقف الإنساني للتحالف والمتعلق بإجلاء المدعو حسن إيرلو أحد أفراد مليشيا الحرس الثوري الإيراني في اليمن.
وقال العميد المالكي في بيانه: تنفيذاً للتوجيه الكريم من القيادة السعودية، فإن قيادة القوات المشتركة للتحالف، باشرت تسهيل نقل المذكور لاعتبارات إنسانية، تقديراً لوساطة دبلوماسية من الأشقاء في سلطنة عُمان وجمهورية العراق، بعد أقل من 48 ساعة من الإبلاغ عن حالته الصحية.
تصريحات مسيئة
وعن الرد الإيراني على البادرة الإنسانية، قال متحدث التحالف، إن هذه التصريحات التي وصفها بـ«المسيئة للمملكة»، تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية، ولا تثمِّن موقف التحالف الإنساني النبيل، في إجلاء المذكور من صنعاء إلى البصرة.
وشدد المتحدث باسم التحالف، على أن التصريحات الإيرانية «غير مستغربة»، فهي تأتي في سياق سلوك الدبلوماسية الإيرانية بدخول المذكور لليمن بطريقة غير مشروعة، ودعمه الفوضى والقتال باليمن.
وعما وصفته إيران بـ«تلكؤ التحالف» في إجلاء أحد أفراد مليشياتها، قال المالكي إن قيادة القوات المشتركة قدَّمت التسهيلات والتصاريح الخاصة بالعبور، وكذلك الدعم اللوجستي لطائرة الإجلاء الطبي التابعة للقوات الجوية العراقية «سي-130».
وكشف التحالف مفاجأة، قائلًا، إن إجلاء المدعو إيرلو، المرة الثانية لإجلاء مواطن إيراني مرتبط بالعمليات القتالية في اليمن، بعد إجلاء أحد أفراد السفينة الإيرانية العسكرية سافيز بالبحر الأحمر عام 2019 من قِبل القوات الجوية الملكية السعودية من السفينة، ونقله للعلاج في أحد مستشفيات المملكة، جراء وضعه الصحي المتدهور، ومن ثم نقله عبر طائرة إجلاء طبي سعودية إلى مسقط، بعد وساطة من الأشقاء في سلطنة عُمان لإعادته وتسليمه لإيران.
السعودية على العهد
ورغم ما تنتهجه إيران، من سلوك غير حضاري وغير إنساني، فإن العميد المالكي، أكد استمرار نهج المملكة والتحالف الثابت، في تطبيق القيم والمبادئ الإنسانية الراسخة.
كانت وزارة الخارجية الإيرانية، قالت في بيان، إن «سفير طهران لدى اليمن حسن إيرلو توفي متأثرًا بإصابته بكورونا».
وادعى المتحدث باسم الخارجية، سعيد خطيب زادة، أن «إيرلو عاد إلى إيران للأسف، في ظروف غير مواتية، بسبب التعاون المتأخر من بعض الدول»، مشيرًا إلى أنه رغم استنفاد مراحل العلاج لتحسين حالته الصحية، فإنه لفظ أنفاسه الأخيرة.
وكانت الخارجية الإيرانية، قالت إن طهران تسعى لإجلاء مبعوثها إلى مليشيا الحوثي بعد إصابته بكورونا، بينما اعترف متحدث باسم المليشيا، بأن السعودية والعراق تساعدان في نقل المبعوث حسن إيرلو.
وهو ما أكده سعيد خطيب زادة، قائلًا: «الخارجية الإيرانية أجرت بعض الاتصالات والمشاورات مع عدد من دول المنطقة، وبذلك توفرت الظروف المبدئية، ويُنقل حاليًا السفير الإيراني إلى البلاد»، من دون ذكر أي تلكؤ حينها، إلا أنه بعد تقصير بلاده في إنعاش سفيرهم، الذي توفي في ظروف غامضة، ألقت باللائمة على التحالف.
توثيق العدوان
كان تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن، أكد أن المليشيا الحوثية شنت -خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2021- قرابة 78 هجومًا شهريًا، أو 702 هجوم في المجمل، بزيادة نحو 100% على عام 2020 إذ بلغ المتوسط الشهري لعدوان المليشيا الحوثية على الأراضي السعودية فيه 38 هجمة شهرية.
وأكد التقرير الأمريكي، أن أكثر من 4100 هجوم شنته المليشيا الحوثية على السعودية، بين عامي 2016 و2021، مشيرًا إلى أن مليشيا حزب الله اللبناني، المدعومة أيضًا من إيران، زودت الحوثيين بالسلاح والتدريب.
وبحسب التقرير الأمريكي، فإن هجمات المليشيا الحوثية نُـفِّذت بصواريخ بالستية وكروز وطائرات مسيَّـرة مفخخة، مشيرًا إلى أن الحوثيين يوجهونها ضد البنية التحتية السعودية.
وأشار التقرير إلى هجوم أغسطس الماضي، الذي أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص وتضرر طائرة مدنية، في العدوان الحوثي بطائرة مسيَّـرة ضد مطار أبها الدولي، بعد ساعات من هجوم مماثل تسبب في عرقلة حركة الملاحة.