تساقط رؤوس داعش في العراق وسوريا... هل أفل نجم التنظيم الإرهابي؟

مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، الدكتور غازي فيصل حسين، يقول لـ -السياق-، إن تنظيم داعش يعاني عجزًا هيكليًا، في مواقعة القديمة بالعراق وسوريا.

تساقط رؤوس داعش في العراق وسوريا... هل أفل نجم التنظيم الإرهابي؟

السياق

مع هزيمة «داعش» عام 2019، حملت أنباء دحر التنظيم الإرهابي آمالًا للشعوب التي عانت تحت وطأة جرائمه، إلا أن أجهزة الاستخبارات في بلدان التحالف الدولي، كان لها رأي آخر.

فعلى مدى الأعوام الماضية، كثفت تلك البلدان جهودها لدحر «داعش» وتصفية قياداته، والقضاء على آماله بالعودة إلى ما وُصف بـ«عصره الذهبي»، إلا أن التنظيم الإرهابي كان له خطط توسعية، يأمل من خلالها، نشر فكره الإرهابي، بإعادة تموضعه في مناطق أخرى.

فمن إفريقيا مرورًا بآسيا إلى أوروبا، حاول «داعش» بذئابه المنفردة، القيام بعمليات إرهابية هنا وهناك، أملًا في الاحتفاظ بصورته التي يؤكد من خلالها قدرته على البقاء والتكيف مع الأوضاع.

جهود نجحت في تأكيد أن «داعش» ما زال خطرًا على بلدان عدة ويجب استئصاله، فانتهجت الولايات المتحدة سياسة «قطف الرؤوس» التي مكنتها من القضاء على قيادات في التنظيم الإرهابي، لتسير خلفها بلدان أخرى.

تركيا كانت آخر تلك البلدان، التي أعلنت -قبل أيام- على لسان رئيسها رجب طيب أردوغان، تحييد زعيم «داعش» أبي الحسين القرشي، خلال عملية نفذتها الاستخبارات التركية في سوريا، تعد الأولى من نوعها.

 

أين يقف التنظيم؟

قائد «قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب» الجنرال ماثيو ماكفرلين، قال في تصريحات بثها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن التحالف الدولي يواصل «تنفيذ العمليات لدعم شركائنا الذين يقومون بعمليات أمنية واسعة النطاق، إلى جانب عمليات دقيقة للقضاء على قادة التنظيم في سوريا والعراق».

وأوضح الجنرال الأمريكي، أن «داعش» يحاول إعادة بناء قيادته، مع نجاح التحالف في تعطيل مستويات القيادة العليا، مشيرًا إلى أنه يفتقر حالياً إلى الفعالية العسكرية.

وبينما قال إن عمليات التنظيم الإرهابية والعمليات المضادة للتحالف -خلال العام الماضي- تظهر أن «داعش» لم يُهزم، أشار إلى أن الوجود الأمريكي لا يزال ضرورياً جداً، وموضع ترحيب في الوقت الحالي.

 

هل القضاء على «داعش» قريب؟

مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، الدكتور غازي فيصل حسين، يقول لـ«السياق»، إن تنظيم داعش يعاني عجزًا هيكليًا، في مواقعة القديمة بالعراق وسوريا.

وأوضح الخبير الاستراتيجي، أنه قبل توجيه تركيا ضربة قاصمة إلى أبي حسين القرشي زعيم داعش في سوريا، نفذت الولايات المتحدة وحلفاؤها في سوريا عمليات لتصفية قيادات التنظيم وأعضائه.

وأشار إلى أن تنظيم داعش، يعاني عجزًا لوجستيًا ومشكلات كثيرة في الدعم التسليحي والعسكري، وعدم القدرة على تطبيق خطط وهجمات تهدد الأمن الوطني العراقي بصورة خطيرة وكذلك الأمن الوطني في سوريا.

ورغم الخسائر التي مُني بها داعش، فإن مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، حذر من عدم الارتكان إلى تصفية القيادات المركزية، مشيرًا إلى أن التنظيم الإرهابي يتمركز في عديد من المناطق على الأرض، خاصة بإفريقيا، في بلدان بينها: موزمبيق، نيجيريا، مالي، جنوب الصحراء في الجزائر، وفي بعض البؤر الخطيرة في ليبيا، إلى جانب تمركزه في مناطق مختلفة باليمن، وباكستان وأفغانستان.

«هذا التموضع على الأرض يعني أن الحرب مازالت طويلة ومعقدة، رغم أن قيادات داعش ومخازنه الاستراتيجية العسكرية وبؤرها تتعرض لضربات حاسمة وتصفيات من قِبل التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، الذي يضم 82 دولة تقريبًا»، يقول مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتور غازي فيصل.

وأشار إلى أن داعش والإرهاب بمختلف تنظيماته، تهديد خطير للأمن في العراق وسوريا والشرق الأوسط وإفريقيا، ما يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الأوروبي والأمن العالمي.

 

انهيار التنظيم

في السياق نفسه، قال الخبير الأردني في شؤون الجماعات الإرهابية الدكتور مروان شحادة، في تصريحات لـ«السياق»، إن تصفية أبي الحسين القرشي تؤكد أن التنظيم وجهازه المعلوماتي في حالة انهيار.

وأوضح أن تنظيم داعش في حالة من الضعف وعدم القدرة على حماية قياداته وأعضائه، إذ إن أي جهود استخباراتية تقود بشكل سريع للكشف عن شخصية سرية وليست علنية ولا تحت الأرض، مشيرًا إلى أن التنظيم عاجز عن الحفاظ على أمن أعضائه وقياداته.

وعن إمكانية انتقال قيادة التنظيم إلى إفريقيا، قال الخبير الأردني، إنه لم يكن هناك زعيم سابق للتنظيم من خارج حدود سوريا والعراق، مستبعدًا إمكانية أن تنتقل القيادة خارج البلدين اللذين ولد فيهما التنظيم، «من قاعدة أن الفرع لا يقود الأصل».

ورغم ذلك فإن هناك شواهد تاريخية قد تغير القاعدة، ففروع تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن، ومن بعده أيمن الظواهري، أصبحت أقوى من الأصل، يقول الخبير الأردني، مشيرًا إلى أن هذا السيناريو قد يتكرر مع التنظيم.

وعن إمكانية عودة التنظيم إلى الواجهة في العراق وسوريا، قال الخبير الأردني إن ذلك يعتمد على ما قد يحدثه من تغيرات ذاتية وموضوعية داخل هيكله، إلى جانب مساعدة البيئة في العراق وسوريا، مشددًا على أن استقرار سوريا وعودتها إلى الحضن العربي، قد يكونان بداية الطريق لإنهاء خطر «داعش».