الأتراك بين خياري "البصلة والسفينة"، وما آخر التطورات في السودان؟.. في دقيقتين مع حسينة أوشان

محطات في دقيقتين مع حسينة أوشان

ما آخر التطورات في السودان؟

السودانُ معَنا مرةً أخرى... وثالِثة، ورابِعة... الجديدُ هذهِ المرة، هوَ حديثُ ما قبلَ التفاوض.

وأقصدُ هُنا تفاوضَ جدة، وما يدورُ بشأنِ الهدنةِ الإنسانية، والقصفِ بالشُروط، حيثُ تَصِرُ القواتُ المسلحةُ السودانية، على مغادرةِ قواتِ الدعمِ السريع، للمناطقِ الحضَرية، كشرطٍ لوقفِ إطلاقِ النار.

أتحدثُ أيضًا عنْ تقاريرَ بانهيارِ القِيَمِ السودانية، التي عرفناها عنْ هذا الشعبِ الطيب، الذي يُسدِدُ ضريبةَ الحربِ وحدَه.. أعمالُ نهبٍ وتدمير، والأهمُ مِنْ هذا كُـلِه، لَعِبُ الموالينَ لنظامِ البشيرِ في الظلام، بالتحريضِ على استمرارِ الحرب، التي يعُدُها هؤلاءِ الموالون، فُرصةً أمثلَ لإعادةِ تشكيلِ قوتهِم.

وزيرةُ الخارجيةِ السابقة، وهيَ ابنةُ الزعيمِ المعارض، رئيسِ الوزراءِ السابق الصادق المهدى.

وأقصدُ بها مريم المهدي، قالتْ إنَ المسؤولينَ الموالينَ للبشير، يعملونَ على استمرارِ الحرب، عبرَ إقناعِ قادةِ الجيشِ السوداني، بالإصرارِ على إكمالِ الطريق، بالقضاءِ على قواتِ الدعمِ السريع، مضيفةً أنهم يُشهِرونَ سيفَ التخوين، في وجهِ أي شخصٍ يدعو إلى وقفِ القتال.

أقولُ أخيرًا... ليستْ مُفاجأة، أنْ تسمعَ كُـلَّ ذلك، ففي ظلام الحرب يعيش وينتعش لاعبو الظلام

2

البصلةُ أم السفينة؟ الأتراكُ بَينَ خِيارَي الرجُلِ القويِ والبيروقراطيِ المُتقاعِد

في الرابعَ عشرَ مِنْ هذا الشهر، يقفُ التركيُ أمامَ الصندوق، ليُقررَ ما إذا كانَ سيمضي معَ الرجُلِ القوي، أو البيروقراطيِ المُتقاعِد، في الانتخاباتِ الرئاسيةِ والبرلمانيةِ المُنتظَرَة.

مُفترَقُ الخِياراتِ بدأ معَ ظُهورِ غريمِ أردوغان، جالسًا إلى طاولةِ مطبخِه، الشهرَ الماضي، مُشمِرًا كُمَيْه، ويحملُ في يدهِ بصلة.

هذهِ البصلة، هيَ السكينُ التي أرادَ كمال كليجدار أوغلو أنْ يقطعَ بها حبلَ الوصل، بينَ الشعبِ التركيِ وأردوغان، حينَ قالَ إنَ بقاءهُ في السُلطة، أوصلَ سِعرَ البصلة، إلى ثلاثينَ لَيرة، وسيوصِلُها استمرارهُ في الحُكم، إلى مئةِ لَيرة.

المقصودُ هُنا سِعرُ كيلو البصل، وما عاناهُ مِنَ التضخُم، في عهدِ أردوغان...!

في اليومِ التالي، ظهرَ أردوغان، في قاعِدةٍ بحرية، لافتتاحِ سفينةٍ حربيةٍ جديدة، مُتباهيًا بقوةِ تركيا ونُفوذِها، تحتَ قيادتِه.

وما بينَ البصلةِ والسفينة، يختارُ التركي، لأنَّ الجمعَ بينَ الخِيارين، غَيرُ مسموحٍ به، لحُسنِ الحظ، وإلا لانتهتْ الانتخابات، إلى سفينةٍ تشُقُ بحرَ مرمرة، بينما رائحةُ البصلِ تزكُــمُ الأنوف...!

3

هَلْ لدى بوتين الكثيرُ ليخسرَهُ لو هُزمَ أردوغان؟

لِماذا السؤال؟ لأنَّ عَلاقةَ الرجلينِ الوثيقة -ببساطة- حققتْ مكاسِبَ كبيرةً لبلديهِما، بما في ذلك زيادةُ التعاونِ الاقتصادي، ودعمُ روسيا لتركيا، بعدَ مُحاولةِ الانقلابِ الفاشلة، عامَ ألفينِ وسِتةَ عَشَر، وموقفُ أنقرة المُعتدل، مِنَ الصراعِ الأوكراني، ورفضُها الامتثالَ للعقوباتِ الغربيةِ على روسيا، وتحويلُ تركيا إلى مركزٍ للغازِ الأوروآسيوي، وهوَ طموحٌ جغرافيٌ اقتصاديٌ تركيٌ قديم.

مكاسبُ قَدْ تتبددُ كُلُها، إذا خَسِرَ "صديقُ بوتين العزيز" الانتخاباتِ الرئاسية.

طبعًا التغييرُ الأكثرُ أهميةً في تركيا، سیكونُ مُرتبطًا بالسياساتِ الأمنيةِ والدفاعية، الأمرُ الذي دفعَ روسيا إلى الحركة.

بوتين -قبلَ أيام- حيى صديقَهُ العزير أردوغان، بهديةٍ سَخية، حيثُ  سلَّمَهُ وقودًا نوويًا روسيًا إلى محطةٍ تركيةٍ نووية... قبلَ أسابيعَ مِنَ الانتخابات... يا للمُصادفة...!

في المُقابل، المُعارضةُ إذا فازت، ستجدُ نفسَها بينَ فَكَي كماشة، فأيةُ خُطوةٍ في الاتجاهِ المُعاكسِ لأردوغان، ستكلفُها الكثير... يا لاحتمالاتِ السياسة...!

4

ما تفاصيلُ الخِلافِ بينَ بوريس جونسون وملكِ بريطانيا؟

بعيداً عنْ صِورِ تتويجِ ملكِ بريطانيا الجديد، بعرباتِها الذهبية، وقُبعاتِ الحرسِ البريطاني والخيول، ظهرتْ إلى العلنِ أسبابُ الخِلاف، بينَ ملكِ بريطانيا وبوريس جونسون، رئيسِ الوزراءِ البريطانيِ السابق.

حسبَ الدستور، تبقى تفاصيلُ محادثاتِ رئيسِ الحكومةِ والملك، سِرًا يحملهُ الطرفانِ معَهُما إلى القبر.

بوريس جونسون، كسرَ ظهرَ هذهِ القواعد، وسربَ تفاصيلَ مُحادثاتهِ معَ الملك تشارلز، خِلالَ قِمةِ الكومنولث، في يونيو ألفينِ واثنينِ وعِشْرين.

تشارلز وصفَ حينَها سياسةَ جونسون، بترحيلِ اللاجئينَ إلى رواندا، بالسياسةِ المُروِّعة... هذا التفصيلُ تسربَ -بشكلٍ مُريب- إلى وسائلِ الإعلام، ما يعني ضرراً كبيراً بصورةِ تشارلز، الذي كانَ حينَها ولياً للعهد، خصوصًا أنَ هذهِ السياسةَ تلقى تأييدًا واسعًا مِنَ الجمهور، حسبَ استطلاعاتِ الرأي.

تفسيرٌ لمجلةِ سبيكتاتور، يقولُ إن الحكومةَ أرادتْ توريطَ النظامِ الملكي، في صراعٍ يُخبرُ الملكَ تشارلز، بأنَ تدخلَهُ في السياسة، سيجعله يتجرعُ قليلًا من ألمِها.

اللافِتُ أنَ الملكية، المُتهمةَ في تاريخِها بالعُنصريةِ وانتهاكاتِ حقوقِ الإنسان، هيَ التي وجدتْ ترحيلَ اللاجئينَ مُروِّعا...!