طالبان من موسكو: لن نقبل بأي ضغوط.. وإعادة إعمار أفغانستان واجب على أمريكا
اقترح المشاركون أن يُعقد مؤتمر المانحين، الذي تقوده الأمم المتحدة، بتأكيد أن العبء الأساسي لإعادة الإعمار الاقتصادي والمالي لأفغانستان وتنميتها بعد الصراع، يجب أن تتحمَّله القوات الأمريكية

السياق
كشف موقع "صوت أمريكا"، أن اجتماعًا دوليًا استضافته روسيا الأربعاء، طلب خلاله الكرملين من طالبان، تشكيل حكومة "شاملة حقًا"، كما دعا الاجتماع الأمم المتحدة، إلى عقد مؤتمر للمانحين في أقرب وقت ممكن، للمساعدة في تجنُّب ما وصفها بالكارثة الإنسانية المحتملة في أفغانستان.
وأشار الموقع الأمريكي -في تقرير- إلى أن التجمع الدولي، المعروف باسم مشاورات موسكو بشأن أفغانستان، عُقد بمشاركة قادة "حكومة طالبان المؤقتة" وكبار مسؤولي روسيا والصين وإيران وباكستان والهند، إضافة إلى خمس دول "سوفييتية سابقة" من آسيا الوسطى.
حكومة شاملة
وأكد "صوت أمريكا" حسب بيان مشترك لـ "التجمع الدولي" أن الدول المشاركة تدعو القيادة الأفغانية الحالية، إلى مزيد من الخطوات لتحسين الحُكم، وتشكيل حكومة شاملة حقًا، تعكس مصالح القوى العِرقية والسياسية الرئيسية في البلاد.
وشملت المطالب، الصادرة في البيان "احترام حقوق المرأة" و"عدم إعاقة خروج اللاجئين" ومنع "عودة الإرهاب" و"تسهيل وصول المساعدات"، فضلًا عن تشكيل "حكومة شاملة".
وأشار "صوت أمريكا" إلى أن الدول المشاركة في "المؤتمر" أعربت عن قلقها العميق من تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في أفغانستان.
إعادة إعمار أفغانستان
إلى ذلك -حسب صوت أمريكا- اقترح المشاركون أن يُعقد مؤتمر المانحين، الذي تقوده الأمم المتحدة، بتأكيد أن العبء الأساسي لإعادة الإعمار الاقتصادي والمالي لأفغانستان وتنميتها بعد الصراع، يجب أن تتحمَّله القوات الأمريكية، والقوات المتحالفة مع الغرب، التي مهد انسحابها المفاجئ من أفغانستان بعد 20 عامًا، الطريق أمام طالبان، لاستعادة السيطرة على البلاد في أغسطس الماضي.
وأوضح الموقع الأمريكي، أن واشنطن دُعيت أيضًا إلى محادثات موسكو، لكن المسؤولين الأمريكيين، لم يشاركوا ووعدوا بالانضمام إلى الجولات المقبلة.
الموقف الروسي
ونقل "صوت أمريكا"، عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إشادته بجهود حكومة طالبان، لتحسين الوضع الأمني والسياسي، وقال لافروف: نرى أنه لاستمرار الحل الناجح في أفغانستان، على الحركة أن تُشكل حكومة شاملة حقًا، تعكس مصالح الجميع، ليس فقط القوى العِرقية، ولكن أيضًا جميع القوى السياسية في البلاد.
ويؤكد "صوت أمريكا" أن روسيا تحشد الدعم اللازم لكابل، مخافة أن يصبح استمرار عدم الاستقرار، مشجعًا للجماعات الإرهابية في تهديد أمن جيران أفغانستان، ويمتد لمناطق أوسع.
وأوضح الموقع الأمريكي، أن وزير الخارجية الروسي سلَّط الضوء على تلك المخاوف، أثناء الاجتماع الذي حثَّ فيه طالبان على الوفاء بتعهدها، بمنع الجماعات الإرهابية من تهديد "أصدقاء وحلفاء" روسيا.
عزل أفغانستان
من جانبه، جدد رئيس وفد طالبان، نائب رئيس الوزراء عبدالسلام حنفي، أثناء كلمته في "الاجتماع الآسيوي"، دعوة المجتمع الدولي للاعتراف بالحكومة الجديدة في كابل، وعاود مطالبته واشنطن، بإلغاء تجميد نحو 10 مليارات دولار في البنك المركزي الأفغاني.
وفي السياق ذاته، دافع عبدالسلام حنفي عن "حكومة طالبان" المؤقتة ووصفها بأنها "شاملة بالفعل" وشدد على أن "الحركة المتشددة" لن تقبل بأي اتفاق تحت الضغط، كما حذر مما وصفه بـ"عزل أفغانستان".
وأضاف حنفي: "أود أن أذكركم جميعًا بأن الشعب الأفغاني لا ينوي إيذاء أي دولة، وأن حكومة طالبان تقف على أهبة الاستعداد لمعالجة مخاوف المجتمع الدولي، بوضوح تام وشفافية وانفتاح".
عقوبات ضد طالبان
وأشار "صوت أمريكا" إلى أن خطاب حنفي خلال اجتماع موسكو، جاء بعد يوم من تصريح نائب وزير الخزانة الأمريكية والي أديمو، أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، الذي أكد فيه أنه لا يرى أي موقف يسمح فيه لطالبان، بالوصول إلى أموالها في الاحتياطيات الأمريكية، وأضاف: "نعتقد أنه من الضروري أن نحافظ على عقوباتنا ضد طالبان، لكن في الوقت نفسه، نجد طرقًا للمساعدات الإنسانية المشروعة، للوصول إلى الشعب الأفغاني".
ونقل "صوت أمريكا" عن نائب وزير الخزانة الأمريكية والي أديمو، قوله: إن وزارة الخزانة تتخذ كل ما في وسعها، في إطار برنامج العقوبات، لتوضح للمنظمات الإنسانية، أن واشنطن تريد تسهيل تدفق المساعدات إلى أفغانستان.