هل ينجح العراق في القضاء على تنظيم داعش؟  

بدوره، قال محمد أرسلان، الكاتب العراقي والخبير المتخصص في الجماعات الإرهابية للسياق: منذ أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي السابق، تحرير مدينة الموصل في 10 يوليو 2017، حتى هذه اللحظة يلاحق الجيش العراقي فلول داعش وخلاياه النائمة، في بعض المناطق التي يتحصن بها.

هل ينجح العراق في القضاء على تنظيم داعش؟   
الجيش العراقي

السياق

خطوات ثابتة وضربات متتالية، تتخذها السلطات الأمنية العراقية، في سبيل الخلاص من فلول تنظيم داعش الإرهابي. فبعد أيام قليلة من إعلان مصطفي الكاظمي رئيس الوزراء العراقي، عمّا وصفه بـ"صيد ثمين" تمثَّل في اعتقال المسؤول المالي لتنظيم داعش المدعو سامي الجبوري، أعلنت السلطات الأمنية العراقية، اعتقال العضو البارز في التنظيم الإرهابي، غزوان الزوبعي المعروف بـ "أبو عبيدة بغداد"، وهو العقل المدبر والمسؤول عن تنفيذ هجوم الكرادة الدامي، الذي وقع قبل أكثر من 5 سنوات، وراح ضحيته نحو 300 شخص.

وبحسب ما أعلنه الكاظمي، جاءت عملية اعتقال "أبو عبيدة بغداد" خلال عملية استخباراتية، بالتعاون مع دولة مجاورة خارج البلاد –لم يذكر مكانها- مشددًا في بيان رسمي على أن "القبض على المتواطئين في إراقة دماء شعبنا واجب وطني".

وفي تدوينة عبر "تويتر"، قال الكاظمي: "بعد أكثر من خمس سنوات على جريمة تفجير الكرادة، التي أدمت قلوب العراقيين، نجحت قواتنا البطلة -بعد ملاحقة مخابراتية معقَّدة خارج العراق- في اعتقال الإرهابي غزوان الزوبعي، الملقب بـ (أبو عبيدة بغداد)، المسؤول عن هذه الجريمة وجرائم أخرى."

وأضاف: "محاسبة المتورطين في إراقة دماء أبنائنا، واجب وطني لن نحيد عنه، وقد وجَّهنا بتنظيم مسابقة لإنشاء نصب، يخلد ضحايا تفجير الكرادة، كجزء من الوفاء لتضحيات العراقيين."

من جانبه، نشر اللواء يحيى رسول، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية، صورًا تظهر رجلًا معصوب العيني،ن يجلس بجانب حارسين مسلحين في طائرة نقل عسكرية، قائلًا: إضافة إلى الإشراف على هجوم الكرادة كان "أبو عبيدة بغداد" وراء التفجيرات الدامية التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد، بين عامي 2016 و2017.

وعرضت القناة العراقية الفضائية، اعترافات الإرهابي غزوان الزوبعي، الذي يبلغ 29 عامًا من العمر، كشف خلالها تنفيذ تفجيرات عدة، في مناطق مختلفة من البلاد.

انضم الزوبعي، إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، حتي تم اعتقاله على يد القوات الأمريكية في العراق، ثم هرب عام 2013 من سجن أبو غريب، وانضم إلى تنظيم داعش الإرهابي تحت كنية "أبو عبيدة العراق".

وبحسب البيانات الرسمية، شارك الزوبعي، في التخطيط للهجمات الأكثر دموية التي شهدها العراق، وأعنفها تفجير الكرادة عام 2016، كما كان منها تفجير مزدوج بمحافظة بغداد في مركز النخيل، سبتمبر 2016، وتفجير عجلة مفخخة نوع ستاركس، في مجمع الليث بالكرادة، يوليو 2017 وغيرها.

الحرب باتت حقيقة

يري الخبير العراقي طارق حرب، في حديثه لـ"السياق" أن تنظيم داعش الموجود الآن، يختلف عن الذي ظهر في يونيو 2014.

واعتبر أن الضربات المتلاحقة للتنظيم وسقوط قياداته، بعد نجاحهم في الهروب والاختفاء سنوات، ربما يدفعان التنظيم إلى التراجع، ويمنعان آخرين من الانضمام إليه.

وأضاف: "يبدو أن القضاء على داعش أصبح حقيقة"، وتابع: "قبل سنوات كانت بغداد تنام على تفجيرات عدة يوميًا، أما الآن فلا نتذكر آخر مرة حصل فيها انفجار"، وتوقَّع أن تستمر الحكومة في محاربة التنظيم المتطرف.

بدوره، قال محمد أرسلان، الكاتب العراقي والخبير المتخصص في الجماعات الإرهابية لـ"السياق": "منذ أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي السابق، تحرير مدينة الموصل في 10 يوليو 2017، حتى هذه اللحظة يلاحق الجيش العراقي فلول داعش وخلاياه النائمة، في بعض المناطق التي يتحصن بها".

خريطة داعش بالعراق

ورغم الجهد العسكري والأمني، للجيش العراقي، فإن أرسلان يرى أن "فلول داعش ما زالت تقوم ببعض التفجيرات أو الاغتيالات هنا وهناك، مستفيدة من الصحراء التي تختبئ فيها، وكذلك بعض سلاسل الجبال، خاصة جبال حمرين ومخمور وصحراء الرمادي وصلاح الدين، رغم أن الجيش العراقي قام بعمليات ناجحة، بالقبض على بعض الذين كانوا مسؤولين في داعش وتواروا عن الأنظار".

وأشار إلى أن فلول داعش، تستفيد من حالة عدم الاستقرار التي يعيشها العراق، كي تنشط في بعض المناطق، خاصة أن الأنظار متجهة الى منطقة الطارمية شمالي بغداد، التي تنشط فيها فلول داعش، وكذلك في جبال حمرين وقرب الحدود العراقية السورية.

ويرى أن "القضاء على داعش، يستلزم مخططًا وبرنامجًا من الدولة والحكومة العراقية، لتجفيف منابع الفكر الذي يكون أرضية خصبة، يستفيد منها داعش في فرض أفكاره"، وتابع: "لكن مع الأسف حتى الآن معظم الجهود بقيت عسكرية وأمنية، ولم تصل لمستوى التعامل الفكري والإعلامي والثقافي معها، وذلك نابع -كما قلت- من ضعف الدولة وحالة عدم الاستقرار".

الأمر الآخر المهم، حسب قوله، هو دول الجوار خاصة إيران وتركيا "إذ يعلم الكل -حسب التقارير التي نُشرت في الإعلام- الدعم الذي تقدمه تركيا للفصائل المتطرفة بمختلف مسمياتها، إن كان في العراق أو سوريا".

وتابع: "منذ احتلال داعش للموصل، رأينا كيف أن أعضاء القنصلية التركية في الموصل، تم الإفراج عنهم نتيجة مقايضة بينهم وبين تركيا، ومنذ ذلك الوقت تقدِّم الدولة التركية وبعِلم أردوغان وجهاز الاستخبارات التركي، كل أنواع الدعم لداعش".

وفي ما يتعلق بإيران، يرى الخبير العراقي أنها "تعمل من خلال الحشد الشعبي، للسيطرة على المناطق والمدن التي تم تحريرها من داعش، لتأمين خط السيطرة الذي تسعى إيران للهيمنة عليه، المسمى الهلال الشيعي"، مؤكدًا أنه "لن يهدأ بال العراق ولن يستقر حاله، طالما بقيت التدخلات التركية والإيرانية، وبشكل علني، حتى أن تركيا أقامت أكثر من 20 نقطة عسكرية واستخباراتية ضمن العراق خاصة في شماله".

ويقول أرسلان: "تركيا تسعى لتنفيذ أجندتها التي تخدم مشروعها في استعادة أراض الخلافة العثمانية، خاصة الموصل وكركوك، وإيران تسعى لتنفيذ مشروعها عبر الهلال الشيعي، الذي يصل حتى البحر المتوسط من خلال سوريا ولبنان"، مضيفاً أنه بغياب المشروع العربي عن العراق وسوريا ولبنان، ستكون لتركيا وإيران اليد الطولى، في عدم استقرار العراق، من خلال دعمهما لداعش أو التنظيمات الأخرى بمختلف مسمياتها، سُنية أو شيعية".