وسط توترات متصاعدة مع روسيا... تركيا ترسل المزيد من القوات إلى سوريا
ونقلت الشبكة عن المسؤولين الأتراك قولهم: إن آلاف الجنود الإضافيين، سيساعدون في ردع أي محاولة تقدُّم للقوات البرية السورية في إدلب، والسيطرة على الطرق المؤدية إلى الحدود التركية.

ترجمات - السياق
في تصعيد جديد واستمرارًا لنهج أردوغان، القائم على التدخل العسكري في الدول، كشف شبكة بلومبرغ الأمريكية، أن آلاف الجنود الأتراك أرسلوا حديثًا إلى محافظة إدلب شمالي غرب سوريا، في الوقت الذي تستعد فيه أنقرة لعقد اجتماع "حاسم" مع قادة روسيا وإيران الأسبوع المقبل.
وأوضحت الشبكة -في تقرير- أنه طالما كانت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، تخشى أن تؤدي محاولة القوات السورية المدعومة من روسيا، التحرك إلى معقل "المعارضة المسلحة" ما يعني تدفق المزيد من اللاجئين نحو الحدود التركية.
وتقول "بلومبيرغ": رغم عدم وجود أي مؤشر على هجوم شامل، فإن تصاعد الهجمات التي تشنها الطائرات الحربية الروسية والقوات السورية على الأراضي، لفت انتباه المسؤولين الأتراك، الذين يواجهون انتقادات محلية متزايدة بشأن تكلفة إيواء أكبر عدد من اللاجئين في العالم.
رفع التصعيد
وتوقعت "بلومبرغ" أن يرفع أردوغان التصعيد في إدلب، عندما يلتقي في 29 سبتمبر الجاري فلاديمير بوتين، الداعم المهم الآخر للنظام السوري، وهو الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وذلك وفقًا لمسؤولين تركيين اشترطا عدم كشف هويتهما.
ونقلت الشبكة عن المسؤولين الأتراك قولهم: إن آلاف الجنود الإضافيين، سيساعدون في ردع أي محاولة تقدُّم للقوات البرية السورية في إدلب، والسيطرة على الطرق المؤدية إلى الحدود التركية.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن المواقع القتالية حول إدلب، ظلت مستقرة إلى حد كبير منذ مارس 2020، عندما توصل أردوغان وبوتين إلى اتفاق هدنة، أنهى القتال العنيف بين القوات التركية والسورية.
لكن -تضيف الشبكة- الرئيس السوري بشار الأسد، عازم على إعلان النصر في الحرب المدمرة، التي استمرت 10 سنوات، موضحة أنه في اجتماع "نادر" للكرملين مع الرئيس السوري الأسبوع الماضي، وصف بوتين استمرار وجود القوات الأجنبية غير المصرح بها من "حكومة الأسد" بأنها "المشكلة الرئيسة" لسوريا، في إشارة إلى القوات التركية، والأمريكية شرقي سوريا.
تركيا لن تنسحب
واستبعدت "بلومبرغ" أن تنسحب تركيا أو أمريكا قريبًا من سوريا، ونقلت عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله، خلال زيارة للحدود السورية في 11 سبتمبر الجاري، بعد يوم من مقتل ثلاثة جنود أتراك في إدلب: "لا يمكننا تحمُّل موجة جديدة من اللاجئين، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمنع الهجرة، وأساس ذلك يكمن في جعل المنطقة آمنة ومستقرة، ومن ثم نحن نسعى لتحقيق ذلك".
ورفض أكار الانتقادات التي وجَّهها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بأن تركيا تخفق في الوفاء بالتزاماتها، بفصل المتطرفين عن المعارضين الآخرين للأسد في إدلب.
إلى ذلك بموجب اتفاق أبرم عام 2016، دفع الاتحاد الأوروبي لتركيا مليارات الدولارات، لاستضافة السوريين الفارين من الحرب، الذين يتطلعون إلى الاستقرار في أوروبا.
سوريا تستعيد أراضيها
وتستضيف تركيا الآن ما يقرب من أربعة ملايين سوري، ومع تعثر الاقتصاد خلال الوباء، وتهديد سيطرة طالبان في أفغانستان بأزمة لاجئين جديدة، نمت المعارضة داخل أوروبا لوجود اللاجئين مجددًا، حسب تقرير الشبكة.
ونقلت "بلومبيرغ" عن أردوغان، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفيه قال عن قضية النازحين: "بصفتنا دولة أنقذت الكرامة الإنسانية في الأزمة السورية، لا نملك الوسائل ولا الصبر لمواجهة موجات الهجرة الجديدة".
بينما ردت إيلينا سوبونينا، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط ومقرها موسكو بأنه مع قيام القوات التركية بدور الردع ضد موجات اللاجئين الجديدة، فإن أقصى ما يمكن للقوات السورية فِعله، استعادة الأراضي خطوة بخطوة، وأضافت لـ "بلومبيرغ": "لم تتغير الأمور بشكل أساسي، رغم أنه قد تكون هناك جهود لاستعادة بعض المناطق".