منع الأفغانيات من العمل وضرب الصحفيين.. وجه طالبان الحقيقي يظهر مبكرًا
رغم المخاطر، فإن كثيرات من الأفغانيات، خرجن إلى الشوارع في العديد من المدن الكبرى، منذ وصول طالبان إلى السلطة هذا الصيف، للاحتجاج على القيود المفروضة على العمل والتعليم، بينما شاركت بعض النساء في المسيرات المضادة لصالح حُكم طالبان

ترجمات - السياق
في خطوة كشفت عن مستقبل «قاتم» ينتظر الأفغانيات تحت حُكم طالبان، فرضت الحركة المسلحة مزيدًا من القيود على موظفات حكومة المدينة في العاصمة الأفغانية، ومنعت الكثيرات من العودة إلى العمل الأسبوع المقبل.
وقالت نعمة الله باراكزاي، رئيسة قسم التوعية العامة في حركة طالبان لبلدية كابل، لـ «واشنطن بوست»، إن الكثيرات من موظفات المدينة، طُلب منهن عدم الحضور إلى وظائفهن، مشيرة إلى أن المسؤولين يعدون خطة جديدة، للسماح للنساء بالعمل في المكاتب الحكومية.
وبحسب باراكزاي، فإن الأمر لا يشمل النساء في قطاعي الصحة والتعليم، مشيرة إلى أن رواتب الموظفات الحكوميات سيستمر دفعها.
وقالت «واشنطن بوست»، إن حركة طالبان -عندما سيطرت على كابل وبقية أفغانستان بين عامي 1996 و2001- فرضت تفسيرًا متطرفًا للشريعة الإسلامية، أجبر النساء على ارتداء غطاء من الرأس إلى أخمص القدمين في الأماكن العامة، وتقييد وصول الفتيات إلى التعليم، واشتراط أن تكون المرأة برفقة قريب، عندما تكون خارج المنزل.
النساء إلى الشوارع
ورغم المخاطر، فإن كثيرات من الأفغانيات، خرجن إلى الشوارع في العديد من المدن الكبرى، منذ وصول طالبان إلى السلطة هذا الصيف، للاحتجاج على القيود المفروضة على العمل والتعليم، بينما شاركت بعض النساء في المسيرات المضادة لصالح حُكم طالبان.
ومنذ استعادة أفغانستان، اقترحت طالبان أن الجماعة يمكن أن تسمح للمرأة، بمزيد من الحرية في إطار الشريعة الإسلامية، بحسب الصحيفة، التي قالت إنه بينما تعيش أفغانستان في خضم أزمة اقتصادية، تدعو بعض الدول، التي تبرعت بمليارات الدولارات في مجال التنمية والمساعدات الإنسانية، حركة طالبان -التي تعاني ضائقة مالية- لإظهار التقدُّم في مجالات حقوق المرأة والحقوق المدنية، قبل استئناف تدفق أموال المساعدات.
ومنذ عودتها إلى السلطة، تحركت طالبان أيضًا، لفرض قواعد اللباس وتقييد حركة النساء في الأماكن العامة، مطالبة المرأة بارتداء «الزي الإسلامي»، في مصطلح ليس له تعريف محدد.
إلا أن عددًا من الأفغانيات بدأن الشهر الماضي، مشاركة صورهن على الإنترنت، مرتديات ملابس تقليدية مشرقة ومعقدة، في ما بدا أنه احتجاج شخصي.
وبينما طالبت أفغانيات كثيرات، بإشراك المرأة في الحكومة الجديدة، شكلت حركة طالبان حكومة تصريف أعمال، من الرجال فقط في سبتمبر الماضي.
وفي محاولة من الحركة، لإبداء وجه أكثر انفتاحًا، قال نائب رئيس الوزراء بالإنابة عبدالسلام حنفي، خلال زيارة لروسيا، إنه في جميع أنحاء البلاد، ستواصل النساء العمل في مراكز الشرطة ومكاتب الجوازات، مشيرة إلى أن الحركة «ستحاول توفير ظروف عمل للمرأة، في القطاعات التي تحتاجها، وفقًا للشريعة الإسلامية».
وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد في أغسطس الماضي: «نؤكد للمجتمع الدولي، أنه لن يكون هناك تمييز ضد المرأة، لكن بالطبع ضمن الأطر التي لدينا».
نهج متقلِّب
نهج حركة طالبان المسلحة تجاه النساء لم يكن موحدًا، ففي حين كانت حركة طالبان منفتحة منذ سنوات، أمام العاملات في مجال التعليم والرعاية الصحية، وسُمح للنساء بالتنازل عن الالتحاق بالجامعة، في بعض الأراضي الخاضعة لسيطرتها، إلا أنه في بعض المناطق الأخرى، لا يُسمح للنساء والفتيات بأي تعليم.
ومنذ توليها السيطرة على كابل، قالت حركة طالبان، إن الأفغانيات يمكنهن الدراسة في الجامعات وبرامج الدراسات العليا، لكن فقط في الفصول الدراسية، التي يتم فيها الفصل بين الجنسين وبالزي الإسلامي.
وقال عبدالباقي حقاني، القائم بأعمال وزير التعليم العالي للصحفيين، إن «التعليم المختلط يتعارض مع الشريعة الإسلامية»، لكنه أضاف أن طالبان تعتزم البناء على ما هو موجود.
ضرب الصحفيين
لم تكن النساء فقط، صاحبة نصيب الأسد في الانتهاكات، من حركة طالبان المسلحة، بل إن الصحفيين كانوا كذلك، فمقاتلو طالبان اعتدوا على ثلاثة صحفيين، كانوا يغطون مظاهرة نسائية مناهضة للجماعة، ويطالبون بـ«العمل والخبز والتعليم» في العاصمة كابل، وفقًا لتقارير إخبارية وبولينت كيليش، المصور بوكالة الأنباء الفرنسية، الذي كان من الذين تعرَّضوا للاعتداء.
وذكرت تلك التقارير، أن مقاتلي طالبان ضربوا صحفيين آخرين، بينما لم تتمكن لجنة حماية الصحفيين، من تحديد هؤلاء الصحفيين، أو مدى إصاباتهم.
وقالت لجنة حماية الصحفيين، في بيان ترجمته «السياق»: يجب على طالبان إجراء تحقيق شامل، في الهجمات على الصحفيين، الذين كانوا يغطون مظاهرة في كابل، والتأكد من أنهم يمكنهم تغطية القضايا العامة، بلا خوف من الاعتداء والمضايقات.
وقال كارلوس مارتينيز دي لا سيرنا، مدير برنامج لجنة حماية الصحفيين في نيويورك: «على طالبان قبول حق الصحفيين في تغطية الأحداث التي تهم الجمهور، بما في ذلك الاحتجاجات المناهضة لهم(..) يجب على قيادة طالبان إجراء تحقيق شامل في الهجمات على الصحفيين، الذين غطوا احتجاجات النساء، والتأكد من أن أعضاءها لا يهاجمون الصحفيين ويضايقونهم».
وأخبر كيليش لجنة حماية الصحفيين، بأنه بعد وقت قصير من بدء الاحتجاج في التاسعة صباحًا، صوَّر أحد مقاتلي طالبان وهو يلكم صحفيًا أفغانيًا، لم يتمكن من تحديد هويته.
ثم ضرب المهاجم نفسه كيليش، بعقب بندقية وركله في ظهره وشتمه، بينما لكمه مقاتل آخر من طالبان، بحسب الصحفي، وتقرير من صاحب العمل، وفيديو للحادث نشرته «يورو نيوز».
وطارد مقاتلا طالبان كيليش، أثناء فراره محاولين ركله من الخلف وضربه ببندقية، رغم أنه عرَّف نفسه بأنه صحفي، وفقًا لتلك المصادر، بينما قال إن مقاتلًا آخر من طالبا،ن تدخل لوقف الحادث، لكنه أهان كيليش وأمره بالمغادرة، مضيفا أنه واصل الاحتجاج من مسافة بعيدة.
ولم يستجب سهيل شاهين، المتحدث باسم طالبان في قطر وبلال كريمي نائب المتحدث باسم طالبان في أفغانستان، لطلبات لجنة حماية الصحفيين للتعليق.
وفي 8 سبتمبر الماضي، اعتقلت طالبان 14 صحفياً على الأقل وأطلقت سراحهم بينما كانوا يغطون الاحتجاجات المناهضة للتنظيم في كابل، بحسب لجنة حماية الصحفيين، التي وثَّقت تلك الأحداث في ذلك الوقت، قائلة إن الحركة المسلحة ضربت وجلدت العديد من هؤلاء الصحفيين.