أمريكا تتوعد روسيا برد حازم.. هل تفسد التحذيرات خطوات تعزيز المسار الدبلوماسي؟

رغم أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قال إن الولايات المتحدة وافقت على رد كتابي على مطالب روسيا، بشأن مواقف حلف شمال الأطلسي في أوروبا، الأسبوع المقبل، فإن نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، توعد برد موحد وصارم إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.

أمريكا تتوعد روسيا برد حازم.. هل تفسد التحذيرات خطوات تعزيز المسار الدبلوماسي؟

السياق

في أحدث خطوات تعزيز المسار الدبلوماسي، بين روسيا وأمريكا، والذي بدأ منذ 11 يوما في جنيف، عقد وزيرا خارجية البلدين اجتماعًا اليوم الجمعة، سادته شكوك من مسؤولي البلدين في إمكانية حدوث اختراق قريب.

ورغم أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قال إن الولايات المتحدة وافقت على رد كتابي على مطالب روسيا، بشأن مواقف حلف شمال الأطلسي في أوروبا، الأسبوع المقبل، فإن نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، توعد برد موحد وصارم إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.

وخلال جلسة محادثات لافروف وبلينكن، في جنيف السويسرية، تصافح الرجلان اللذان يعرفان بعضهما جيدًا، ودخلا في صلب الموضوع مباشرة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، إن بلاده ملتزمة بالحوار والدبلوماسية، مؤكدًا أن طريق الحوار والدبلوماسية سيبقى مفتوحًا لوقف محاولات روسيا بغزو أوكرانيا مجددًا.

من جهة أخرى، وصف وزير الخارجية الروسي مناقشته، التي استمرت ساعتين مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكين، بأنها «بناءة ومفيدة»، إلا أنه مع ذلك رفض وصف وعد واشنطن برد كتابي بأنه خطوة إيجابية.

وقال لافروف: «لا أستطيع أن أقول ما إذا كنا على الطريق الصحيح أم لا. سنرى عندما نحصل على الردود الأمريكية»، مشيرًا إلى أنه لا يتوقع اختراقًا.

 

تهدئة الأزمة

جاء اجتماع جنيف بسويسرا، لتهدئة الأزمة على الحدود الأوكرانية، بعد 11 يومًا من الجولة الأولى للمناقشات في المدينة السويسرية التي لم تسفر عن نتائج.

وقبل 20 دقيقة فقط من بدء الاجتماع، أعلنت موسكو أنها تريد خروج قوات "الناتو" الأجنبية من رومانيا وبلغاريا، كجزء من أي معاهدة، بينما رفضت بوخارست بشكل قاطع هذا الطلب.

وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن طلب روسيا تخفيض عدد قوات "الناتو" في جميع الدول التي انضمت إلى الحلف بعد عام 1997 «غير مقبول ولا يمكن أن يكون موضوع تفاوض، بالنظر إلى أن موقف الردع والدفاع مرتبط بشكل وثيق، بآلية الدفاع الجماعي لحلف الناتو، التي لا يمكن لأي دولة ثالثة أن تستخدم حق النقض عليها».

وأضافت أن وجود قوات الناتو في الدول الحليفة «رد فعل دفاعي صارم على السلوك العدواني المتزايد للاتحاد الروسي في الجوار الشرقي، خاصة منذ عام 2014 عندما احتلت روسيا أراضي القرم الأوكرانية بشكل غير قانوني».

وندد الكرملين بتصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووصفها بـ«المزعزعة للاستقرار» ووعد برد قاس من الولايات المتحدة وحلفائها في حال التوغل العسكري الروسي في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن تصريحات بايدن يمكن أن تعطي أفكارا لـ«المتهورين بين المسؤولين الأوكرانيين».

 

نتائج كارثية

ووصل بلينكين إلى جنيف، بعد جولة سريعة أخذته من كييف إلى برلين، المدينة التي كانت رمزًا لإعادة توحيد أوروبا بعد الحرب الباردة، لإجراء محادثات مع الحلفاء الألمان والفرنسيين والبريطانيين.

وقال بلينكن، إن السماح لروسيا بانتهاك هذه المبادئ مع الإفلات من العقاب، من شأنه أن يجرنا جميعًا إلى وقت أكثر خطورة وعدم استقرار، عندما انقسمت هذه القارة -وهذه المدينة- إلى قسمين، تفصل بينهما أراض يحرسها الجنود (..) سنرسل رسالة للآخرين في جميع أنحاء العالم، مفادها أن الاستغناء عن هذه المبادئ، يمكن أن تكون له أيضًا نتائج كارثية.

وفي محادثات أولية الأسبوع الماضي في سويسرا، اقترحت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية، ويندي شيرمان، البناء على معاهدة نزع الأسلحة النووية متوسطة المدى (INF) التي تم توقيعها خلال الحرب الباردة مع موسكو.

ولم ترفض روسيا المقترحات الخاصة بالصواريخ والمناورات، لكنها كررت أن هذه ليست القضية الرئيسة، وفي خطوة جديدة، أعلنت عن مناورات بحرية واسعة النطاق في يناير الجاري وفبراير في المحيط الأطلسي والقطب الشمالي والمحيط الهادئ والبحر المتوسط.

وحثَّ رئيس الدبلوماسية الأمريكية، بوتين على اختيار الطريق السلمي، مشيرًا إلى أنه لن يقترح إجابات مكتوبة على المطالب التفصيلية للغاية، التي طرحها الروس قبل أسابيع، بشأن نقاط الخلاف.

جاء اجتماع بلينكن مع لافروف في جنيف، بعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدها نائب وزير الخارجية، ويندي شيرمان، في وقت سابق من هذا الشهر مع الحلفاء الأوروبيين ونظيرته الروسية في مقر "الناتو"، تلاها المزيد من اللقاءات التي عقدها بلينكن هذا الأسبوع في كييف وبرلين.

 

رسالة صارمة

كانت شيرمان قالت إن الأمريكيين وحلفاءهم مدوا أيديهم، لكن حتى الآن رُفضت خطواتنا التي تدل على حُسن نية، بينما قال نظيرها الروسي سيرغي ريابكوف، إن موسكو لا تخاف أحدًا، ولا حتى الولايات المتحدة.

وأضاف: «المحاولة الأميركية لزيادة التوترات لا تهيئ المناخ اللازم للمحادثات (..) سنحاول جعل الأمريكيين يغيرون لهجتهم، وحثهم على العمل بحسب أجندتنا».

كان وزير الخارجية الأوكراني، حذر من أن قواته المسلحة والمدنيين يمكن أن يضحوا بدمائهم، مقابل أي تأخير في إطلاق حزم العقوبات التي يمكن فرضها على موسكو إن غزت بلاده.

وطالبت روسيا، التي حشدت قرابة 100 ألف جندي على الحدود، بألا تصبح أوكرانيا عضوًا في منظمة حلف شمال الأطلسي، وأن يتراجع التحالف عن وجوده في دول أوروبا الشرقية، إلى مستواه بعد الحرب الباردة بوقت قصير.