2021... عام فشل بايدن
2021عام فشل الرئيس بايدن، هكذا وصف تشارلز كريستوفر ويليام كوك، العام الأول لـجو بايدن في البيت الأبيض، مشيرًا إلى أنه وعد بتحقيق الكثير من الانجازات، التي ستميزه عن سلفه دونالد ترامب، إلا أن شيئًا من ذلك لم يحدث حتى الآن.

ترجمات – السياق
هبطت شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع، إلى أدنى مستوى خلال فترة رئاسته، وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس، أن 43% من الأمريكيين يؤيدون أسلوب بايدن، بينما يرفضه 52%، بينما لم يكن الباقون متأكدين من موقفهم.
"عام فشل الرئيس بايدن"، هكذا وصف الكاتب تشارلز كريستوفر ويليام كوك، العام الأول لجو بايدن في البيت الأبيض، مشيرًا إلى أنه وعد بتحقيق الكثير من الانجازات، التي قال إنها ستميزه عن سلفه دونالد ترامب، إلا أن شيئًا من ذلك لم يحدث حتى الآن.
وقال كوك، في تحليل بمجلة ناشيونال ريفيو الأمريكية، إنه كقانون الجاذبية للعالم الشهير نيوتن، فإن الأزمات تجذب بعضها بعضًا، لتلاحق الرئيس الأمريكي، كما لو أنها تسير في مسار متفق عليه.
وأضاف أنه عندما فكر بايدن في استعادة القوات الأمريكية من أفغانستان، وهو القرار الذي أيده الشعب، إلا أن مشاهد الفوضى التي شابت عملية الانسحاب ذاتها، أضرت بصورته بشكل كبير، وربما لهذا الأمر تأثير مستمر حتى الآن.
مشيراً إلى أن قرارات الرئيس بشأن ملاحقة كورونا، لم تؤتِ ثمارها، بل إنه حينما أصدر قرارًا بفرض اللقاح المضاد لكورونا في الشركات التي توظف أكثر من مئة، رفضته المحكمة العليا واعتبرته غير دستوري.
ووصف كوك في تحليله، بايدن، بـ«سيف ديموقليس»، إذ غالى الجميع في أن حكمه سيكون "منتهى السعادة"، إلا أن الأمر جاء بالعكس، سواء في العلاقات الخارجية، أم على المستوى الداخلي.
وقال الكاتب إن بايدن ارتكب أخطاء كثيرة ومعروفة للجميع أثرت في سُمعته، تمثلت في الكثير من القرارات التي قوبلت بردود فعل غاضبة، مضيفًا: "هكذا تلعب الجاذبية دورها في سقوط متواصل لسُمعة الرئيس، الأمر الذي ينذر بكارثة وشيكة".
تبرير القصور
ويرى الكاتب أن المدافعين عن بايدن، يبررون تزايد الأزمات التي تواجهه، التي أثرت بشكل كبير في شعبيته بعامه الأول، بأنه تولى الحكم في ظل استمرار أزمة تفشي كورونا، وأن قرار الانسحاب من أفغانستان، اتخذ منذ عهد سلفه ترامب، فضلًا عن بعض الأزمات الأخرى، مثل ارتفاع التضخم والبطالة وغيرهما من الأمور الداخلية التي واجهته في عامه الأول.
وتعليقًا على هذه التبريرات، قال الكاتب: "من المؤكد أن هذا الرئيس ورث مشهدًا لا يحسد عليه، ففي اليوم الذي أصبح فيه بايدن رئيسًا، كانت كورونا مستعرة ، وبدأ التضخم الظهور، وتوقفت سلسلة التوريد العالمية، وارتفعت معدلات الجريمة بشكل لم يحدث من قبل، وبلغ الدين الأمريكي مستويات قياسية".
وأضاف: "المشكلة أن كل هذه الأمور رغم أنها كانت قبل بايدن، تفاقمت أكثر وأكثر، خلال عام واحد له في البيت الأبيض".
وأشار إلى أن بايدن وعد قبل انتخابه، بأنه سيعمل على حل كل هذه الأزمات، إلا أنه للآن لم يفعل شيئًا.
وقال كوك: "بايدن تعهد بأنه سيعيد الشرف إلى البيت الأبيض، إلا أنه لم يفعل، بل إنه في خطاب تنصيبه، تعهد بأنه سيوقف صرخات المحتاجين، ويحارب الأزمات البيئية، وسيقاتل بقوة من أجل أولئك الذين لم يدعموه بالقدر نفسه مع داعميه، إلا أنه أيضًا لم يفعل".
الحزبي الشرير
ورأى الكاتب، أن بايدن بدلاً من تحقيق كل هذه العهود، "أثبت أنه الحزبي الشرير، إذ اتبع أجندة سياسية أكبر من إمكاناته وتنافي العقل، كما لو أن حزبه حصل على 70 مقعدًا في مجلس الشيوخ، بدلاً من 50، فضلًا عن أنه تخلى عن كونه مؤسسيًا وراح يؤيد التدمير الشامل للمعايير ذاتها، التي أقسم على التمسك بها".
واعتبر كوك، أنه رغم أن بايدن تعهد بعدم السير على خطى ترامب، فإنه خلال عامه الأول بدا مثله تمامًا، إذ استمر في قرار الانسحاب من أفغانستان من دون دراسات كافية، فتم الأمر بشكل فوضوي لم يسبق له مثيل، كما واصل خلافاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأوضح أن بايدن وعد في عامه الأول بأن يقدِّم نفسه كنموذج من "الكفاءة والاعتدال والتواضع والخبرة واليقظة"، إلا أن ذلك لم يظهر منه شيء حتى الآن، مضيفًا: "في عهد الرئيس بايدن، لم تعد أمريكا إلى طبيعتها، بل أصبحت أكثر غرابة من أي وقت مضى، ولهذا فإن تراجع شعبيته يأتي كرد فعل على التخلي عن كل هذه الوعود".
مزيد من الوعود
وأشار كوك، إلى أن بايدن لم يتخل عن تقديم المزيد من الوعود، إذ ظهر خلال مؤتمر صحفي قبل يومين، من الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض، وهو يعد بـ "إعادة الأمور إلى نصابها"، إلا أنه لم يقدم أي دليل على أي شيء من هذا القبيل.
وقال: "إن بايدن ظهر خلال المؤتمر الصحفي، من البداية إلى النهاية، وكأنه فوضوي غير مركز وغير مستعد وغير جاد وسيئ المزاج"، كما أشار إلى أنه سيكون من الجيد أن تقوم روسيا بغزو أوكرانيا، لأن هذه الخطوة تمثل "توغلًا بسيطًا"، ودافع عن طريقة تعامله مع أفغانستان، رغم إدانة الحزبين لتلك القضية، كما حاول تقديم أجندته للإنفاق على أنها انكماشية، رغم أنها كُتبت قبل أن يترسخ التضخم بهذا الشكل، كما أنه انتقد السناتور ميتش ماكونيل -زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ- ووصفه بأنه يعرقل سياساته، متناسيًا أن ماكونيل وقع على مشروع قانون البنية التحتية نفسه، الذي قيمته تريليون دولار، والذي أعلنه بايدن على أنه انتصار في نوفمبر الماضي".
وقال الكاتب: "خلال مؤتمره الصحفي أصر بايدن -في تحد لجميع الأدلة والبراهين- على أنه لم (يبالغ في الوعود) وأنه (تفوق) في أدائه كرئيس، وهو ما يعني أن القادم سيكون أكثر مأساوية".