واشنطن تايمز: مصير بايدن السياسي مرتبط بطالبان

قرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، يؤكد لأي مدى، أن مستقبل بايدن السياسي في أيدي الآخرين

واشنطن تايمز: مصير بايدن السياسي مرتبط بطالبان

ترجمات - السياق

قالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، إن مصير الرئيس الأمريكي جو بايدن بات مرتبطًا بحركة طالبان، عقب سيطرة الحركة على أفغانستان بعد حرب دامت عقدين، وهي الآن في موقع السيطرة وأفضل تسليحًا من أي وقت مضى.

وأضافت الصحيفة -في تقرير- أن العلاقة المربكة لبايدن مع حركة طالبان، أصبحت موضع تركيز حاد، بعد أن استهدف انتحاريون مطار كابل، ما أدى إلى عدد من القتلى والجرحى.

 

مقصلة طالبان

ورأى التقرير، أن قرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، يؤكد لأي مدى، أن مستقبل بايدن السياسي في أيدي الآخرين.

ونقل التقرير عن ريتشارد فلاناغان، أستاذ السياسة الأمريكية في كلية ستاتن آيلاند قوله: إن بايدن وضع "رقبته" تحت مقصلة طالبان.

وأضاف فلاناغان: "يجب أن يكون ذلك شعورًا سيئًا، لأنهم إذا بدأوا إطلاق النار على طائرات الشحن الكبيرة التي تغادر كابل، فستكون النتائج سيئة للغاية"، متابعًا: "ماذا لو أطلق أحد هؤلاء القادة المجانين صاروخًا مضادًا للطائرات، وأسقط طائرة أمريكية محمَّلة بالجنود أو المواطنين؟".

كان بايدن قال قبل أيام للصحفيين: لا يوجد أي دليل على تواطؤ بين طالبان وداعش لتنفيذ هجمات كابل، واصفًا طالبان بأنهم ليسوا رجالًا جيدين لكن هناك مصالح، قائلًا: "لا أحد يثق بطالبان لكننا نراهن على مصالحهم في طريقة تعاملنا معهم"، موضحًا أنه ليس لديه خيار سوى العمل معهم، والاعتماد عليهم في تأمين محيط المطار.

 

موقف صعب

ويقول جوردون آدامز، أستاذ السياسات الخارجية بالجامعات الأمريكية، إن بايدن وُضع في موقف صعب، واصفًا علاقة الرئيس مع طالبان بأنها "حالة رهينة متبادلة" حيث يمكن للطرفين الاستفادة بشكل أكبر من تجنُّب المزيد من الفوضى.

وقال آدامز، لـ "واشنطن تايمز": "إذا بدت طالبان مجنونة، فهناك مشكلات كبيرة بالنسبة لها، من حيث الاعتراف الدبلوماسي واستعداد المجتمع الدولي للعمل معها، فضلًا عن مشكلات اقتصادية ومالية كبيرة في أفغانستان، لذا فهم قادرون على حساب مصلحتهم أكثر من أي شخص آخر، وربما يكونون أفضل في ذلك، مما كانوا عليه قبل 25 عامًا عندما تولوا السُّلطة في تسعينيات القرن الماضي."

وأوضح آدامز أن كفاءة بايدن، تخضع الآن للاختبار في محكمة الرأي العام، وقال: "أظن أن جزءًا من الدافع للالتزام بالموعد النهائي للانسحاب، يتعلق بالسياسة الداخلية، إذ إنه كلما تم إجراؤها بشكل أسرع، نسيها الناخبون بشكل أسرع"، مشيرًا إلى أن "الذكريات السياسية دائمًا ما تكون قصيرة".

بالمقابل، يتخذ النشطاء الديمقراطيون، في جميع أنحاء البلاد، نهج الانتظار والترقُّب قبل الحُكم على بايدن، زاعمين أن إدارة ترامب وضعته في موقف صعب.

ويقول بريت نايلز، رئيس الحزب الديمقراطي في مقاطعة لين في آيوا: "الرئيس السابق هو المتسبِّب في هذا المأزق، والناس يدركون ذلك، لكنهم يأملون ألا يتحول ذلك إلى كارثة، وأن يخرج الناس من كابل بأمان".

وأوضح نايلز أن الخطر الذي يواجهه بايدن، هو أن أي شخص يُترك في كابل، سيصبح مشكلة بالنسبة له أمام الناخب الأمريكي، كما أن أي هجوم أو انتقام في المستقبل، ضد أي أفغاني ساعد المجهود الحربي الأمريكي، سيذكر الناخبين بما حدث على الأرض، ما قد يضره انتخابيًا".

 

صدمة الأمريكيين

وذكر التقرير أنه حتى قبل هجوم الخميس الماضي، صدمت البلاد صور الفوضى في المطار، والجثث المتساقطة من الهيكل السفلي لطائرة شحن عسكرية أمريكية، وأثارت غضب الجمهور الذي كان يمنح الرئيس ثقة متناهية.

فقد أظهر استطلاع، أجرته "يو إس إيه توداي" هذا الأسبوع، أن التصنيف الإجمالي لموافقة بايدن على بعض الوظائف الجديدة، نال استحسان 41% من الأمريكيين، بينما رفضها 55%.

وقال ديفيد باليولوجوس، مدير مركز سوفولك للأبحاث السياسية: "لو كان هذا الانسحاب تم بشكل مريح، لنظر الجميع إلى بايدن على أنه زعيم، وكان سيقطع خطوات كبيرة مع الناخبين، قبل انتخابات التجديد النصفي عام 2022، لكن يبدو أن الأمر سيترك أثرًا على الديمقراطيين خلال هذه الانتخابات".

وقال النائب جيم لانجفين، ديمقراطي بارز في لجنة القوات المسلَّحة بمجلس النواب: "يجب على الرئيس أن يلتزم بالتأكد من أن كل أمريكي وكل واحد من شركائنا الأفغان، الذين ساعدوا القوات الأمريكية، الذين يسعون لمغادرة أفغانستان، يمكنهم القيام بذلك، حتى لو بقيت قواتنا بعد 31 أغسطس".

 

إصلاح الفوضى

من جانبها، دافعت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي عن الرئيس جو بايدن، قائلة إنها تثق بـ"حُكمه" في ظِل الهجوم الذي يتعرَّض له من المشرِّعين بشأن موعد سحب جميع القوات من أفغانستان.

وقالت بيلوسي، في تصريح من مبنى الكابيتول: "قرار المغادرة أصدره الرئيس، وعليه أن يوازن بين ما يمثِّل تهديدًا لجيشنا والناس في مطار كابل مقابل ميزة البقاء"، مشيرة إلى أن "العديد من المشرِّعين يريدون تشجيع الرئيس على البقاء فترة أطول وأنا أثق بحُكمه".

مقابل ذلك، هاجم الجمهوريون كثيرًا قرار الانسحاب، وغرَّد النائب الجمهوري دان كرينشو ردًا على هجمات الخميس قائلًا: "السيد الرئيس، أصلِح الفوضى التي خلقتها، توقَّف عن الهرب... فما زلنا في حالة حرب... أنت لم تنهِ الحرب، بل منحت العدو تفوقًا جديدًا".