الهاوية الجميلة.. يامن المناعي يفوز بجائزة الأدب العربي في فرنسا

يرى يامن عبر صفحات الهاوية الجميلة أن المناطق الأكثر فقرًا في تونس، أصبحت للعديد من المراهقين هاوية ينزلقون فيها، معتبرًا نفسه صوت المراهق للتعبير عن رأيه وأزماته.

الهاوية الجميلة.. يامن المناعي يفوز بجائزة الأدب العربي في فرنسا

السياق

أعلنت لجنة تحكيم جائزة الأدب العربي في فرنسا، تحت إشراف مؤسسة جان لوك لاغاردير ومعهد العالم العربي في باريس، فوز الروائي التونسي يامن المناعي بالجائزة عن روايته "الهاوية الجميلة" التي تتناول العنف الأسري بالمناطق الأكثر فقرًا في بلاده، وتحكي قصة مراهق "15 عامًا" يواجه عقوبة السجن لقتله والده.

وانطلقت الجائزة لأول مرة عام 2013، ويحصل الفائز بها على 10 آلاف يورو، وتشجع عملًا أدبيًا ألّفه كاتب من إحدى دول جامعة الدول العربية، سواء كان صادرًا بالفرنسيّة أم مترجماً إلى الفرنسية.

وأشادت لجنة التحكيم بـ"الرواية القصيرة المشوقة المكتوبة بأسلوب بسيط وقوي، التي تفضح من خلال مسار مراهق متمرّد، مظالم المجتمع القاسي في الضواحي الشعبية التونسية، إذ يثور المراهق على أسرته ومجتمعه وكل ما يُفرض عليه بالعنف والقوة من الأسرة، شأنه شأن كثيرين من الشباب التونسي".

 

صوت المراهق

ويرى يامن عبر صفحات "الهاوية الجميلة" أن المناطق الأكثر فقرًا في تونس، أصبحت للعديد من المراهقين هاوية ينزلقون فيها، معتبرًا نفسه صوت المراهق للتعبير عن رأيه وأزماته.

ورغم إقامة يامن ذي الـ 42 عامًا في فرنسا، منذ قرابة 24 عامًا وعمله مهندسًا بمجال تكنولوجيا الاتصال والمعلومات الحديثة في باريس، فإنه يرى أنه لا يزال يحمل معه رواسب ما عاشه في تونس من أجواء ظلم وعنف، وأن الكتابة عن تلك الأحداث -بشكل أو بآخر- علاج نفسي له.

 

الهمجية والشرور

وأصدر يامن 4 روايات باللغة الفرنسية، أبرزها مسيرة الشك والركام الساخن، وفاز بجوائز عدة منها الكومار الذهبي مرتين عامي 2009 و2017، وآلان فوربيه عام 2012، إضافة إلى أن روايته الهاوية الجميلة، الصادرة باللغة الفرنسية، سبق أن فازت بجائزة أورانج للكتاب الإفريقي، يونيو الماضي. 

ورأت هيئة التحكيم -وقتها- أن الراوي ندد بالهمجية والشرور التي ابتلي بها مجتمعه من الأسرة إلى المدرسة، وصولاً إلى المؤسسات السياسية، من خلال التعبير عن غيظه وغضبه وشغفه.

ويحصل الفائز بجائزة "أورانج للكتاب في إفريقيا" على مكافأة قدرها 10 آلاف يورو تمنحها "مؤسسة أورانج".

تقدير حمور

وفي سياق متصل، أعلنت لجنة تحكيم جائزة الأدب العربي في فرنسا، منح تقدير خاص للكاتب السوداني حمور زيادة عن روايته "الغرق" التي تتناول قصة قرية على ضفاف نهر النيل، هزّها العثور على جثة مراهقة عام 1969، وصدرت الرواية في فرنسا بعنوان "غريقات النيل".

تتناول الرواية القهر الذي تتعرض له النساء، خصوصاً اللاتي كن خادمات أو إماء عند العمد والمشايخ، وبعد تحريرهن أصبحن حبيسات هذه النظرة الاجتماعية الظالمة، يلهو بهن رجال القرية وتعنفهن نساؤها.

ويركز حمور في أعماله على السودان وقضاياه، رغم عيشه في مصر لما يزيد على عشر سنوات، بعدما رأى المتشددون في السودان إبان حكم عمر البشير إحدى قصصه، التي كانت تدور حول الاعتداء الجنسي على الأطفال خادشة للحياء، وأحرقوا منزله، ما دفعه للهرب إلى القاهرة.

 

جوائز مرموقة

وسبق له الفوز بجوائز مرموقة، والوصول للقائمة القصيرة أكثر من مرة، سواء لجائزة الأدب العربي في فرنسا أو البوكر للرواية العربية، إذ فازت روايته "شوق الدرويش" بجائزة نجيب محفوظ، التي تمنحها الجامعة الأميركية في القاهرة عام 2014، وتُرجمت إلى الإنجليزية، ووصلت الرواية نفسها إلى القائمة القصيرة للبوكر في مجموعة.

وقدم حمور رواية  "النوم عند قدمي الجبل" 2014 التي تم تحويلها إلى الفيلم الشهير  "ستموت في العشرين".