لن نستسلم.. أوكرانيا ترفض عرضًا روسيًا بإلقاء السلاح في ماريوبول
اتفقت روسيا وأوكرانيا على تأمين مسار يسمح لسكّان ماريوبول، بالوصول إلى الأراضي التي تُسيطر عليها كييف في 21 مارس

السياق
رفضت أوكرانيا، إنذارًا أخيرًا وجَّهته لها روسيا، لإلقاء السلاح في مدينة ماريوبول المحاصَرة، قائلة إن الاستسلام غير وارد، في وقت أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه سيزور بولندا الجمعة.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، لصحيفة "أوكراينسكايا برافدا": "الحديث عن الاستسلام أو إلقاء السلاح غير وارد، لقد سبق أن أبلغنا الجانب الروسي بذلك".
ووصفت المطلب الروسي بأنّه "تلاعب متعمَّد واحتجاز رهائن حقيقي".
كانت وزارة الدفاع الروسيّة دعت أوكرانيا إلى "إلقاء أسلحتها"، وطالبت "بردّ مكتوب" على إنذارها هذا قبل الساعة الخامسة من صباح الاثنين، لحماية السكّان والبنية التحتيّة لمدينة ماريوبول.
وقال ميخائيل ميزينتسيف، مدير المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع، في رسالة وزَّعتها وزارة الدفاع الروسيّة: "نطلب من السلطات الرسميّة في كييف، أن تكون منطقية وأن تُلغي التعليمات التي ألزمت الناشطين بالتضحية بأنفسهم، وبأن يُصبحوا شهداء ماريوبول".
ووفقًا لميزينتسيف، اتّفقت روسيا وأوكرانيا على تأمين مسار يسمح لسكّان ماريوبول، بالوصول إلى الأراضي التي تُسيطر عليها كييف في 21 مارس.
وقال: "من الساعة 10 صباحًا بتوقيت موسكو(...) تفتح روسيا ممرّات إنسانيّة من ماريوبول نحو الشرق، وبالاتّفاق مع الجانب الأوكراني، نحو الغرب".
وردّت فيريشتشوك عبر "تلغرام": "المحتلّون يواصلون التصرّف مثل إرهابيّين". وأضافت: "يقولون إنّهم يوافقون على إقامة ممرّ إنساني، وفي الصباح يقصفون مكان الإجلاء. الحكومة تفعل كلّ ما في وسعها. الأهمّ بالنسبة إلينا إنقاذ حياة مواطنينا".
وأفادت السلطات بأن الجنود الروسي نقلوا بالقوة نحو ألف من السكان إلى روسيا، وحرموهم جوازات سفرهم الأوكرانية، ما يمكن أن يشكل جريمة حرب.
وأفادت فيريشتشوك للصحيفة بـ "خطف" أطفال من دور أيتام.
وقالت: "سينقل 350 طفلًا بالقوة إلى روسي، من دون السماح لنا بتسلُّمهم" وطلبت من السلطات الروسية توضيح سبب ذلك وتحديد "دار الأيتام"، مؤكدة: "هذا إرهاب".
ودعت إلى منح الأولويّة لممرّ إنساني، يسمح لنحو 350 ألف شخص -ما زالوا عالقين في ماريوبول- بالمغادرة.
ستة قتلى في كييف
في كييف، أدّى القصف الروسي إلى قتل ستة أشخاص على الأقل ليل الأحد الاثنين، حسب ما أفاد صحفي في وكالة فرانس برس.
وشاهد الصحفي ست جثث أمام المركز التجاري "ريتروفيل" شمالي غرب كييف، بعدما أصيب بضربة بالغة، حطمت سيارات في الموقف وخلفت فجوة عرضها بضعة أمتار.
من جهتها، قالت خدمات الطوارئ عبر "فيسبوك" إنّ "قصفا نفّذه العدو تسبّب باندلاع حريق في طبقات عدّة من المركز التجاري الواقع في منطقة بوديلسكي شمالب غرب المدينة، وباندلاع النار في آليّات عدّة".
شمالي البلاد، أفاد الحاكم المحلي في سومي دميترو جيفيتسكي بـ "تسرب أمونياك" في منشآت شركة سوميخيمبروم، يشمل منطقة تمتد على مسافة 2.5 كلم حول المصنع الذي ينتج أسمدة.
ولم يعرف مدى الحادث وسببه، لكن طُلب من السكان اللجوء إلى الأقبية، أو إلى مبان منخفضة، لتفادي تعرضهم للتسرب.
كان وزير الدفاع الروسي صرح بأن "قوميين فخخوا منشآت تخزين الأمونياك والكلور في سوميخيمبروم، لتسميم سكان منطقة سومي بشكل جماعي، في حال دخول وحدات من القوات المسلحة الروسية المدينة".
مدينة أشباح
قبيل ذلك، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن سيتوجّه إلى وارسو الجمعة، للقاء نظيره البولندي أندريه دودا، ومناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال البيت الأبيض، في بيان: "الرئيس سيناقش كيفيّة استجابة الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائنا وشركائنا، للأزمة الإنسانيّة وأزمة حقوق الإنسان، التي خلّفتها حرب روسيا غير المبرّرة على أوكرانيا"، مشيرًا إلى أنّ زيارة بايدن هذه ستكون بعد توجّهه إلى بلجيكا، حيث يلتقي قادة في حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع والاتّحاد الأوروبي.
تُعد مدينة ماريوبول الساحليّة الجنوبيّة هدفًا رئيسًا، في الحرب التي يخوضها الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا. وهي تؤمّن تواصلًا بين القوّات الروسيّة في شبه جزيرة القرم، بالجنوب الغربي، والأراضي التي تسيطر عليها روسيا في الشمال والشرق.
وتعرّضت المدينة -التي يتكلم معظم سكّانها بالروسيّة- لقصف عنيف من القوّات الروسيّة، منذ بدء الغزو في 24 فبراير.
ولدى وصوله الأحد إلى أثينا، شبّه القنصل اليوناني العام في ماريوبول مانوليس أندرولاكيس، الذي نظّم عمليّات إجلاء عدّة ليونانيّين، هذه المدينة الأوكرانيّة بغيرنيكا وحلب.
وقال أندرولاكيس لصحفيّين في المطار: "ماريوبول ستكون على لائحة مدن العالم التي دُمّرت بسبب الحرب، مثل غيرنيكا وستالينغراد وغروزني وحلب".
ووفقًا للإدارة العسكريّة لمنطقة دونيتسك، أصبحت ماريوبول "مدينة أشباح".
وقال المسؤول بافلو كيريلينكو: "حاليًا، أكثر من 80% من البنية التحتية للمدينة تضررت أو دُمرت، ومن أصل نسبة الـ80%، هناك نحو 40% غير قابلة للإنقاذ".
ووصفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني في المدينة بأنه "خطير جدا"، قائلة إن السكان "يواجهون نقصًا خطيرًا في الغذاء والماء والأدوية يهدّد حياتهم".
وقال الرئيس الأوكراني، في مقابلة بثتها شبكة "سي إن إن"، إنه "مستعد لمفاوضات" مع الرئيس الروسي. وصرح: "كنت مستعدًا خلال العامين الماضيين، وأعتقد أنه من دون مفاوضات لن تتوقف الحرب".
كان زيلينسكي ندد بقصف مدرسة ماريوبول للفنون، التي دمرتها ضربات روسية في وقتٍ لجأ إليها 400 شخص، من نساء وأطفال وكبار السنّ، وفقًا للسلطات.
القدس مكان مناسب
ويرى الرئيس الأوكراني، أنّ القدس يمكن أن تُشكّل "المكان المناسب لإيجاد السلام"، في إشارة إلى المفاوضات التي دعا إلى إجرائها مع روسيا.
وقال زيلينسكي، في رسالة عبر "تلغرام": "رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يحاول إيجاد طريق للتفاوض مع روسيا، ونحن ممتنّون له على جهوده، حتى نتمكّن -عاجلًا أم آجلًا- من بدء المفاوضات مع روسيا. ربّما في القدس. إنّه المكان المناسب لإيجاد السلام، إذا كان ذلك ممكنًا".
وأفادت الأمم المتحدة، بأن زهاء 10 ملايين أوكراني فروا من ديارهم، توجَّه نحو ثلثهم إلى الخارج، خصوصًا إلى بولندا.