اليمن... مساعٍ أممية لتمديد الهدنة وسط خرق حوثي وعمليات تهجير بقوة السلاح في الحديدة
تشهد قرى ومديريات بالحديدة عمليات مكثفة من الحوثيين للاستيلاء على الأراضي والعقارات بالمنطقة تحت قوة السلاح، مع اعتقال المعترضين والزج بهم في السجون، للتنازل عن الممتلكات مقابل الحرية.

السياق
وسط محاولات دولية وتحركات أممية لتمديد هدنة اليمن 6 أشهر إضافية، يأمل خلالها المجتمع الدولي بدء حوار سياسي ينهي الحرب باليمن، يسارع الحوثيون إلى خرق الهدنة المفروضة بالفعل والممتدة حتى 2 أكتوبر المقبل، بعمليات سطو وتهجير وانتهاكات بمحافظة الحديدة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وتشهد قرى ومديريات بالحديدة عمليات مكثفة من الحوثيين للاستيلاء على الأراضي والعقارات بالمنطقة تحت قوة السلاح، مع اعتقال المعترضين والزج بهم في السجون، للتنازل عن الممتلكات مقابل الحرية.
ووصلت الانتهاكات الحوثية على الأهالي إلى حد اعتقال أكثر من 70 شخصًا والاعتداء على امرأتين في العقد السادس من عمرهما بالضرب المبرح، لدرجة إدخالهما في غيبوبة، الاثنين الماضي.
سلاح الدين
مصادرمطلعة قالت لوسائل إعلام محلية إن الحوثيين يستخدمون الدين لتحليل عمليات السطو، وإن هناك فتوى حوثية متداولة شفهيًا غير مكتوبة، تجيز للقيادات مصادرة الأراضي في مناطق بالسهل التهامي.
وأضافت أن الحوثيين صادروا آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية الخصبة قرب الأودية التهامية، لتأجيرها أو منحها لمستثمرين تابعين للمليشيات، وأنهم بدأوا إعداد عقود لتأجير الأراضي لصالح تجار تابعين لهم بمقابل مادي زهيد.
وأشارت تقارير إعلامية إلى بدء الميليشيات الحوثية حملة تهجير لسكان 4 قرى وإحلال مكانهم تابعين لها من محافظتي صعدة وحجة، وأن الحوثيين بدأوا -منذ فجر الثلاثاء- عملية عزل لقرى المعاريف، والحضارية، وبني السهل، بني الصباحي، والقرى المتناثرة في عزلة القصرة باستخدام القوة المفرطة مع منع إسعاف الضحايا وبينهم 18 امرأة.
مداهمات واعتقالات
وأنذر الحوثيون سكان القرى بإخلاء منازلهم ومزارعهم، بزعم أن أراضيهم تابعة للأوقاف، قبل أن يقتحموا القرى بـ 30 عربة عسكرية و 8 جرافات لتجريف المزارع تحت غطاء كثيف من النيران التي أطلقت لإرهاب السكان وضمان استمرار التهجير والتخويف.
وأكد وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي، أن الحوثيين داهموا منازل المواطنين لنهب مستندات قانونية تثبت امتلاكهم أراضيَ يستفيد منها أكثر من 5 آلاف مواطن يعملون في الزراعة، وتسعى لمصادرتها بقوة السلاح.
وقال إن الميليشيات ضربت النساء واعتقلت المشايخ وكبار السن وزجت بهم في السجون، ساعية إلى إجبارهم على التنازل عن ممتلكاتهم والتوقيع في محاضر من أجل الإفراج عنهم"
من جانبه استنكر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، انتهاكات الحوثيين، مشيًرا إلى إطلاقهم النيران بشكل عشوائي على المواطنين واقتحامهم المنازل واعتقال عشرات المواطنين، بينهم أطفال ومسؤولون بالقرى.
مناشدة للمجتمع الدولي
وعدَّ الإرياني ما حدث جريمة نكراء، تأتي ضمن مخطط ميليشيا الحوثي الإرهابية لمصادرة أكثر من 10 كم من الأراضي، تعود ملكيتها لأبناء المنطقة، موضحًا أن الميليشيات تحاول تحويل القرى إلى منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب منها، مطالبًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمبعوثين الأممي والأميركي بإدانة الجريمة، وممارسة ضغط على ميليشيا الحوثي الإرهابية، لوقف عمليات مصادرة أراضي وممتلكات المواطنين في مديريات محافظة الحديدة، والإفراج الفوري عن المعتقلين، وإعادة المهجرين لمنازلهم.
كان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، دعا المجتمع الدولي لممارسة مزيد من الضغط على الميليشيات، للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالهدنة القائمة منذ أبريل الماضي.
كانت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" أعربت عن قلقها البالغ من الانتشار المسلح الكبير لمليشيات الحوثي في مدينة الحديدة.
وقالت البعثة إنها لاحظت -بقلق بالغ- الحضور العسكري الكبير في مدينة الحُديدة خلال الأيام الماضية، ويجب أن تبقى الحُديدة خالية من المظاهر العسكرية، كما تم الاتفاق عليه في ستوكهولم.
وحثت قيادات مليشيات الحوثي على احترام بنود اتفاق الحديدة، والامتناع عن الأعمال التي قد تسهم في التصعيد، لصالح جميع اليمنيين".