مساعدات عسكرية... واشنطن تواصل دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا
من غير المرجح أن يذهب بايدن أو هاريس إلى كييف، لأن المتطلبات الأمنية للرئيس أو نائب الرئيس في منطقة الحرب هائلة، وتتطلب عددًا كبيرًا من الأفراد والمعدات الأمريكية

السياق
مع اقتراب الحرب الروسية في أوكرانيا من إكمال شهرها الثاني، تدرس الولايات المتحدة إرسال مسؤول رفيع المستوى إلى كييف، في الأيام المقبلة، كدليل على دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وفقًا لما كشفه مصدر مطلع على المناقشات الداخلية لصحيفة نيويورك تايمز.
يأتي ذلك، بعد أيام من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، البلدان المجاورة لأوكرانيا مع اشتعال المعارك، كما زارها مسؤولون أميركيون كبار، اقترب بعضها من الحدود، لكن لم يزر أي مسؤول أميركي أوكرانيا علنًا، منذ أن شنت روسيا غزوها أواخر فبراير.
وأكد المصدر لصحيفة نيويورك تايمز، أنه من غير المرجح أن يذهب بايدن أو هاريس إلى كييف، لأن المتطلبات الأمنية للرئيس أو نائب الرئيس في منطقة الحرب هائلة، وتتطلب عددًا كبيرًا من الأفراد والمعدات الأمريكية.
لكن من الممكن أن يقوم مسؤول آخر -ربما وزير في مجلس الوزراء أو عضو بارز في الجيش- بالرحلة بأمان مع فريق أصغر، بحسب المصدر.
إلى ذلك، وافق الرئيس الأميركي جو بايدن، على تقديم مساعدة عسكرية ضخمة لأوكرانيا، تشمل مدرعات ومدفعية ومروحيات، أي معدات أثقل من تلك التي قدمتها واشنطن لكييف.
وأعلن الرئيس الأميركي -في اتصال هاتفي بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي- أنه أفرج عن دفعة جديدة من المساعدات بـ 800 مليون دولار، حسب بيان صحفي للبيت الأبيض.
وأضاف أن عمليات تسليم الأسلحة الأميركية الجديدة ستشمل بعض "المعدات الفعالة جدًا التي قدمناها" إلى أوكرانيا وكذلك "قدرات جديدة" بما في ذلك "أنظمة المدفعية" و"ناقلات جند مدرعة".
ونشر الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي لائحة بالمعدات، موضحا أنها "من المخزون العسكري الأميركي وجميعها متوافرة وستسلم في أقرب وقت".
300 طائرة
تشمل المعدات 18 مدفعية "هاوتزر إم777" أحدث جيل من قطع المدفعية التي استخدمها الجيش الأميركي في أفغانستان حتى وقت قريب، مع أربعين قذيفة من عيار 155 ملم وعشرة رادارت مضادة للمدفعية من نوع "إيه إن/تي بي كيو36" ورادارات مضادة للطائرات "سانتينيل" (إيه إن/إم إتش كيو64).
كما تشمل هذه الدفعة الجديدة 300 طائرة من دون طيار يمكن تزويدها بالسلاح من طراز "سويتشبليد" و500 صاروخ "جافلين" و"آلاف الأنظمة الأخرى المضادة للدبابات"، إلى جانب مئتي ناقلة جند مدرعة من طراز "إم113" ومئة آلية مدرعة خفيفة من طراز "هامفي" حسب كيربي.
ووافق بايدن أيضًا على تزويد كييف بعدد إضافي من المروحيات. ويتعلق الأمر بـ11 مروحية سوفيتية الصنع "مي-17" كانت مخصصة للجيش الأفغاني قبل استسلامه أمام تقدم مقاتلي طالبان.
وأكدت وسائل إعلام أميركية أن هذه المروحيات شُطبت من اللائحة بعد إدراجها.
وحرصت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، على توضيح أن هذا التردد يرجع إلى الجانب الأوكراني وليس إلى واشنطن.
وقالت للصحفيين: "لفترة من الوقت لم يكونوا واضحين، بشأن رغبتهم في الحصول على مزيد من المروحيات، اليوم قالوا إنهم يريدون تسلمها".
دونباس
وقال كيربي إنها المرة الأولى التي تزود فيها إدارة بايدن أوكرانيا بمدفعية، موضحًا أن معركة دونباس ستكون مختلفة عن معركة كييف، لأن القوات الروسية أقل تشتتًا مما كانت عليه بداية الغزو، والتضاريس شرقي البلاد مختلفة.
وأوضح أن "هذا الجزء من أوكرانيا يشبه إلى حد ما كانساس، فهو مسطح أكثر بقليل" من الشمال و"مفتوح أكثر بقليل"، موضحًا أنه "من الأماكن التي يتوقع أن يستخدم الروس فيها دبابات ومدفعية ثقيلة لضرب أهدافهم قبل إرسال الجنود".
كانت كييف دعت سكان هذه المناطق إلى الفرار في أسرع وقت، قبل أن يشن الجيش الروسي هجومًا كبيرًا للسيطرة على دونباس، التي تتقاسمها القوات الأوكرانية مع أعدائها الانفصاليين الموالين لروسيا منذ 2014.
وبينما يستعد الجيش الروسي للسيطرة على ميناء ماريوبول الاستراتيجي على بحر آزوف، ويمكن أن يوسع هجومه انطلاقًا من البحر الأسود، تشمل الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية من واشنطن أيضًا سفنًا دفاعية ساحلية بلا طواقم، لم يحدد عددها.
وهذه "الطائرات المسيرة" العائمة التي بدأت البحرية الأمريكية تجهيزها، خصوصًا لعمليات إزالة الألغام، يمكن أيضًا تزويدها بأجهزة استشعار للمراقبة البحرية وتحت الماء.
الولايات المتحدة -حتى الآن- مترددة في تسليم معدات ثقيلة طلبها الأوكرانيون، بحجة أن الأمر لن يؤدي سوى إلى زيادة التوتر بين واشنطن وموسكو وإلى خطر اعتبار الأميركيين طرفًا في الحرب.
مع ذلك تخلى البيت الأبيض -على ما يبدو- عن التمييز بين تسليم معدات "دفاعية" سمح بها و"هجومية" رفض تقديمها.
ومنحت الولايات المتحدة أوكرانيا الجزء الأكبر من المساعدات العسكرية الدولية، التي تلقتها كييف منذ الخريف.
وبلغ إجمالي هذه المساعدة العسكرية -قبل إعلان الأربعاء- 2.4 مليار دولار.
ويرى محللون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الذي يواجه مقاومة أوكرانية شرسة- يريد تحقيق نصر في دونباس، قبل العرض العسكري في التاسع من مايو في الساحة الحمراء، بمناسبة انتصار السوفييت على النازيين عام 1945.