انتخابات الرئاسة الفرنسية... المنافسة تشتد بين ماكرون ولوبان

يكثف المرشحون للانتخابات الرئاسية في فرنسا تحركاتهم في اليوم ما قبل الأخير من الحملة، مع اقتراب اقتراع يشهد يوميًا تراجع الفارق بين المرشحين الأوفر حظًا بالفوز، الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان

انتخابات الرئاسة الفرنسية... المنافسة تشتد بين ماكرون ولوبان

السياق

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يتضاءل الفارق بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، إذ تتوقع استطلاعات الرأي -منذ أسابيع- تأهلهما في الدورة الأولى.

يتقدم ماكرون بخمس نقاط (26.5%) على لوبان (21.5%)، لكن الانتخابات لا تثير اهتمام الفرنسيين، وتخيم نسبة امتناع قياسية عن التصويت على الاقتراع، بحسب استطلاعات الرأي التي أشارت إلى أنها قد تبلغ نحو 30%.

إلى ذلك، يكثف المرشحون للانتخابات الرئاسية في فرنسا تحركاتهم في اليوم ما قبل الأخير من الحملة، مع اقتراب اقتراع يشهد يوميًا تراجع الفارق بين المرشحين الأوفر حظًا بالفوز، الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

بالنسبة إلى المتنافسين الـ12 لدخول قصر الإليزيه، هناك تحديان يفرضان نفسيهما، قبل انتهاء الحملة منتصف ليل الجمعة: حشد أنصارهم بينما تخيم مخاوف من نسبة امتناع عن التصويت عالية قد تقارب النسبة القياسية المسجلة عام 2002 (28.4%) أو تتجاوزها، والسعي إلى استمالة المترددين، ويشكلون ثلث عدد الذين من المؤكد أنهم سيصوتون.

يأتي اقتراع الأحد في جو دولي متوتر جدًا، مع الحرب في أوكرانيا وتداعياتها، التي لها آثار ملموسة في الحياة اليومية للفرنسيين، مع ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، كما تنظم الانتخابات على خلفية وباء كورونا.

بعد دخوله الحملة في وقت متأخر وانشغاله بالوضع في أوكرانيا، يتوجه الرئيس المنتهية ولايته، الذي لا يزال المرشح الأوفر حظًا للفوز مع 27% من الأصوات في الدورة الأولى، وفائزًا في الدورة الثانية بحسب استطلاعات الرأي، إلى قراء صحيفة "أوجوردوي ان فرانس-لو باريزيان".

مساء الأربعاء، وعد بتعديل رواتب التقاعد بحسب التضخم "بدءًا من هذا الصيف" مؤكدًا في الوقت نفسه أنه يجب إصلاح هذه المعاشات "في الخريف".

وقال عضو من الأغلبية الرئاسية لوكالة فرانس برس: "هدفنا تعزيز تقدمنا، وتجنُّب تقدُّم مارين لوبان في الدورة الأولى".

 

أمور جدية

وقال المسؤول: "يجب إدراك أنه في حال انتخابها، يتعين على مارين لوبان إدارة حرب وأزمة كبرى. نتحدث عن أمور جدية هنا. ستكون لدينا حجج بشأن برنامجها، لاسيما في الشق الاقتصادي".

في برنامجه، وعد الرئيس المنتهية ولايته، بخفض الضرائب والعودة الى التوظيف.

لكن المسؤول أضاف أن الحملة بين الدورتين، تحسبًا لتكرار المواجهة بين ماكرون ولوبان، كما حصل عام 2017 مع فارق أضيق بينهما "ستكون عنيفة جدًا".

من جهتها، تعقد مرشحة اليمين المتطرف، التي عملت كثيرًا لتلميع صورتها، رغم أن مشروعها يبقى "متطرفًا" على صعيد الهجرة والمؤسسات، آخر تجمع لها في أكبر معقل للتجمع الوطني في بيربينيان جنوبي فرنسا.

رفيقها السابق، نائب رئيس الحزب لويس أليو هو هناك رئيس البلدية الوحيد من الحزب الذي يدير مدينة تعد أكثر من مئة ألف نسمة، بعدما أفشل "جبهة جمهورية" نظمها رئيس البلدية المنتهية ولايته من حزب "الجمهوريين".

 

دينامية ميلانشون

تريد مارين لوبان، التي حققت تقدمًا كبيرًا في استطلاعات الرأي في الأيام الماضية، تصل إلى نحو 21 و22%، حشد قاعدة ناخبة شعبية، في مواجهة التهديد بالامتناع عن التصويت، تشير إليه استطلاعات الرأي، وقد يكون كبيرًا لدى الطبقات المتواضعة.

أما مرشح حركة "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي) جان لوك ميلانشون فهو مصمم على بلوغ الدورة الثانية، وسجل ارتفاعًا في التصويت بالأيام الماضية ليصل إلى 16% ويكثف جهوده أيضًا.

كثفت حركة فرنسا الأبية التجمعات العامة- على الأقل تجمع في كل دائرة- يديرها مسؤولو الحملة.

كما أن مرشح حزب البيئة يانيك جادو مصمم على الظهور وسيتوجه إلى نانت، حيث يعقد مساءً آخر تجمع انتخابي له.

تخوض مرشحة "الجمهوريين" (يمين) فاليري بيكريس ومرشح اليمين المتطرف إريك زمور (استرداد!) وكلاهما يسجل 8 إلى 9% من نوايا التصويت معركة شديدة، لإعادة تنظيم معسكريهما. ستعقد بيكريس لقاءً عامًا مساءً في ليون (شرق) بينما يعقد زمور تجمعًا في باريس.

ويعقد الشيوعي فابيان روسيل، الذي نال 5% أو أقل من نوايا التصويت، وهي العتبة التي تخوله الحصول على نفقات حملته، تجمعًا في ليل (شمالي شرق) والاشتراكية آن إيدالغو في روان (شمال) ومرشح أقصى اليسار فيليب بوتو في تولوز (جنوبي غرب).

في الحزب الاشتراكي، يجرى التفكير بفترة ما بعد الانتخابات الرئاسية.

وأقر مسؤول في حملة آن إيدالغو التي تنال ما بين 2% و3% من نوايا التصويت في استطلاعات الرأي، بأن "الحزب الاشتراكي فقد جاذبيته، لقد أمضينا الكثير من الوقت في تقييم فترة السنوات الخمس من رئاسة فرنسوا هولاند".

وأضاف: "الحزب الاشتراكي الذي انطلق من مؤتمر ايبيناي، يقترب من نهاية تاريخه، لقد أنشئ في إطار خاص جدًا" موضحًا: "قد يتغير الاسم، إنما يجب أن يكون ذلك نتيجة تحرك سياسي".