واشنطن تايمز: القاعدة قد تهدِّد الولايات المتحدة مجددًا من أفغانستان
أفغانستان تحت حُكم طالبان ستكون مرة أخرى، نقطة جذب للمقاتلين الجهاديين العالميين، كما كانت خلال السنوات التي سبقت 11 سبتمبر 2001

ترجمات - السياق
قالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، إن تنظيم القاعدة الإرهابي، قد يهدِّد الولايات المتحدة مجددًا من أفغانستان، بعد سيطرة حركة طالبان على السلطة، منذ 15 أغسطس الجاري.
وقالت الصحيفة -في تقرير- إن مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، يقللون من خطر عودة ظهور تنظيم القاعدة، تحت حُكم طالبان في أفغانستان، لكن المحللين الأمنيين، والجنرالات العسكريين الأمريكيين السابقين، وأعضاء الكونجرس وحتى الأمم المتحدة، يقولون إن الإرهابيين سيصبحون أكثر نشاطًا، بعد عودة مضيفيهم من طالبان إلى السُّلطة في كابل.
ونقلت واشنطن تايمز، عن الجنرال المتقاعد جاك كين، رئيس مجلس إدارة معهد دراسات الحرب -مركز أبحاث غير حزبي وغير ربحي تأسس عام 2007 ويُعنى بالشؤون العسكرية- قوله: "إنهم سيزدهرون تحت قيادة طالبان، لأنهم لم يعودوا مضطرين إلى الاختباء".
ويشتهر مركز أبحاث الحرب في واشنطن، بتحليله الدقيق لتطورات الحرب العالمية، التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب.
وأوضح الجنرال كين -في تصريح لقناة فوكس بيزنس- أن أفغانستان تحت حُكم طالبان ستكون مرة أخرى، نقطة جذب للمقاتلين الجهاديين العالميين، كما كانت خلال السنوات التي سبقت 11 سبتمبر 2001، وتابع: "ستكون بؤرة لمزيد من الجهاديين الآخرين".
فلول القاعدة
ورأى التقرير، أن تقييم الجنرال كين يقدِّم تباينًا صارخًا، مع محاولات إدارة بايدن تجنُّب الأسئلة الشائكة عن احتمال ظهور "فلول" القاعدة في أفغانستان، خلال الأشهر المقبلة.
وأشار الرئيس بايدن، إلى أنه لا جدوى من بقاء القوات العسكرية الأمريكية في أفغانستان، لأن أسامة بن لادن، العقل المدبر للقاعدة، مؤسس التنظيم، قُتل قبل عقد من الزمان في باكستان المجاورة، مشدِّدًا على أن القاعدة لم تعد نشطة في أفغانستان.
وسأل بايدن المراسلين، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: "ما الفائدة التي لدينا في أفغانستان في هذه المرحلة، بعد رحيل القاعدة؟"، إلا أن هذه التصريحات لقيت اعتراضات واسعة من الخبراء والمحللين، ما حدا بكبار مساعدي بايدن بالتراجع عنها، ومحاولة توضيح ما قاله الرئيس، بأنه لا يقصد انتهاء خطر القاعدة.
وعندما سُئل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، من شبكة فوكس نيوز: "هل هناك أعضاء من القاعدة وبقاياها في أفغانستان؟"، كانت الإجابة (نعم)، وعن تفسيره لتصريح بايدن، قال بلينكين للشبكة: إن الرئيس يعني أن القاعدة لم تعد قادرة على شن هجوم كبير ضد الولايات المتحدة.
وأضاف وزير الخارجية: "ما كان الرئيس يشير إليه، هو قدرة القاعدة على فِعل ما فعلته في 11 سبتمبر، فقد تم تقليص قدرات التنظيم الإرهابي."
تهديد أمريكا
وأضاف التقرير: "منذ ذلك الحين، كان بايدن أكثر حذراً في تصريحاته عن المتطرفين في أفغانستان".
ومساء الثلاثاء الماضي، قال: إن جماعة لتنظيم داعش، معروفة في دوائر المخابرات باسم داعش خراسان، تشكل تهديدًا للقوات الأمريكية، التي تدير مهمة الإجلاء بالمطار الدولي في كابل.
وأضاف بايدن: "كل يوم نقضيه على الأرض، هو يوم آخر يسعى فيه تنظيم داعش خراسان، لاستهداف المطار ومهاجمة القوات الأمريكية، والقوات المتحالفة والمدنيين الأبرياء".
وذكرت الصحيفة، أن تصريحات بايدن تشير إلى حذر شديد، من الجماعة التي يقول بعض المحللين، إنها تشكل خطرًا أكبر من القاعدة.
وفي الوقت نفسه، تحاول أجهزة الاستخبارات الأمريكية، تحديد ما إذا كان يمكن الوثوق بطالبان، وهي نفسها حركة متشدِّدة، لتبادل المعلومات عن الجماعات الإرهابية المتطرفة، ومنعها من الازدهار في أفغانستان.
وبموجب شروط اتفاق سلام دقيق، تفاوضت عليه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مع قادة طالبان العام الماضي، تعهد المتشدِّدون بوقف إيواء القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى، مقابل انسحاب تدريجي للقوات الأمريكية والأجنبية المقاتلة.
وبينما يزعم قادة طالبان، كجزء من حملتهم الجديدة، لإقامة علاقات دولية جيدة، أنه لا مصلحة لهم في الانتماء إلى القاعدة، إلا أن موجات التفجيرات الإرهابية، التي طالت المدنيين الأفغان العام الماضي، أدت إلى كشف نوايا الحركة، إذ لا ينسى مجتمع الاستخبارات، أن طالبان رفضت تسليم مقاتلي القاعدة إلى الولايات المتحدة، بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، حتى بعد أن قال الرئيس جورج دبليو بوش: إن أي دولة تأوي القاعدة ستُعد دولة إرهابية.
إتمام الانسحاب
وعلى الصعيد الميداني، تطالب طالبان بإنهاء مهمة الإجلاء، التي تقودها الولايات المتحدة، بحلول 31 أغسطس الجاري، وهو الموعد النهائي الذي حدَّده بايدن لإنهاء الوجود الأمريكي في أفغانستان، بينما يقول مسؤولو البنتاغون، إنهم واثقون بأن المهمة ستنتهي في الوقت المناسب.
ويقول قادة البنتاغون أيضًا: إن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى قوات على الأرض في أفغانستان، لأن الجيش قادر على شن مهمة "فوق الأفق" لمكافحة الإرهاب.
ومع ذلك، قال الجنرال المتقاعد إتش آر ماكماستر، مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب: من المرجَّح أن يتم استدعاء القوات الأمريكية إلى أفغانستان، للسبب نفسه الذي جعل القوات تعود إلى العراق، بعد الانسحاب العسكري في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.
ونقلت "واشنطن تايمز" عن ماكماستر قوله، خلال مناقشة في معهد هدسون: إن مكافحة الإرهاب عبر الأفق لا تنجح، فهو حلم بعيد المنال... هذه ليست حربًا لا نهاية لها... إنه جهاد لا نهاية له ضدنا".
هنا القاعدة
من جانبه، ذكر تقرير لمجلس الأمن الدولي، أن جزءًا كبيرًا من القيادة العليا للقاعدة، مازال في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان، مشيرًا إلى أنه يمكن العثور على أعداد كبيرة من مقاتلي القاعدة، في جميع أنحاء أفغانستان، وهم متحالفون مع طالبان.
وأشار تقرير الأمم المتحدة، إلى أن طالبان بدأت إحكام قبضتها على القاعدة، من خلال تسجيل مقاتليها، وتقييد بعض تحركاتها في أفغانستان، لكن التقرير أكد أن طالبان لم تقدِّم أي تنازلات للغرب، لا يمكن عكسها بسهولة وسرعة، في إشارة إلى عدم الاعتماد على الحركة، في تسليم أعضاء القاعدة مستقبلًا.
وكتب مسؤولو الأمم المتحدة في التقرير: "من المستحيل أن نقيِّم بثقة، أن طالبان ستفي بالتزاماتها، بقمع أي تهديد دولي مستقبلي من القاعدة في أفغانستان".
وأعرب النائب الجمهوري عن فلوريدا، مايكل والتز، عن غضبه في الأيام الأخيرة، من التهديد المزدوج المتمثِّل في استيلاء طالبان على مخابئ كبيرة من المعدات العسكرية الأمريكية، واحتمال عودة ظهور القاعدة في أفغانستان.
ونشر والتز -وهو من أبرز المعارضين لبايدين- مقطع فيديو على "تويتر" هذا الأسبوع يقول فيه بالقرب من مبنى الكابيتول: "طالبان ستكون مسلَّحة في كل الأوقات، حتى عندما يضطر الجنود الأمريكيون في المستقبل، إلى العودة للتعامل مع المشكلة، بسبب عدم كفاءة هذه الإدارة، فكم عدد الذين سيموتون؟".
وتساءل والتز عما إذا كان على الأمريكيين، الاستعداد لموجة من الهجمات الإرهابية، مثل تلك التي نفَّذتها القاعدة، أو مستوحاة من تنظيم داعش على مدى العقدين الماضيين، وأضاف: هل يكون لدينا سان بيرنادينو آخر؟ وهل نواجه أحداث 11 سبتمبر أخرى؟