عمليات نقل دم فاسدة تتسبب في وفاة 1820 شخصًا ببريطانيا.. تعرف على التفاصيل

تعد هذه أسوأ كارثة علاجية في التاريخ البريطاني الحديث، نتيجة نقل دم المتبرع به في عملية جراحية أو عند الولادة، ومن خلال إعطاء مجموعة حقن بصورة منتظمة، لعلاج اضطراب تخثر الدم.

عمليات نقل دم فاسدة تتسبب في وفاة 1820 شخصًا ببريطانيا.. تعرف على التفاصيل

السياق

مأساة عاشها البريطانيون، أودت بحياة وأصابت المئات في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، إذ كشف تقرير بحثي حديث أن أكثر من 26800 شخص أصيبوا بالتهاب الكبد سي، بعد عمليات نقل دم ملوث لهم، بين عامي 1970 و1991، وأن قرابة 1820 شخصًا لقوا حتفهم للسبب ذاته.

وأصيب نحو 3650 شخصًا في تلك المجموعة بفيروس نقص المناعة المكتسب أو التهاب الكبد الوبائي سي.

وتعد هذه أسوأ كارثة علاجية في التاريخ البريطاني الحديث، نتيجة نقل دم المتبرع به في عملية جراحية أو عند الولادة، ومن خلال إعطاء مجموعة حقن بصورة منتظمة، لعلاج اضطراب تخثر الدم.

وكشفت الدراسة أن 1820 ماتوا نتيجة لذلك، رغم أن العدد قد يصل إلى 3320.

واعتمدت الدراسة -التي أجرتها مجموعة من عشرة أكاديميين، بتكليف من المسؤولين عن التحقيق- في نتائجها على معدل الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي سي، وعدد حالات التبرع بالدم التي أجريت في ذلك الوقت، ومعدل البقاء على قيد الحياة، إضافة إلى عوامل أخرى.

وكشفت أن ما لا يقل عن 79 شخصًا، ولا يزيد على 100 شخص، أصيبوا بفيروس نقص المناعة المكتسب من خلال الدم المتبرع به، استنادًا إلى البيانات التي قدمتها وكالة الأمن الصحي البريطانية، وكانت معظم الإصابات بين عامي 1985 و1987.

بدأ التحقيق في "فضيحة الدم الفاسد" عام 2019 ومن المتوقع أن يُنشر تقريره النهائي عام 2023.

وفي أغسطس الماضي، منحت الحكومة أكثر من 3 آلاف ضحية ناجية تعويضات مؤقتة بـ 100 ألف جنيه استرليني لكل منهم، تدفع على وجه السرعة بسبب الارتفاع الشديد في معدل الوفاة بين الناجين.

وحسب "بي بي سي" فإنه يجرى حاليًا فحص الدم المتبرع به في المملكة المتحدة، للكشف عن فيروس نقص المناعة البشري، وأشكال مختلفة من التهاب الكبد، وكذلك أمراض مثل الزهري.

ووافقت الحكومة البريطانية -الشهر الماضي- على دفع تعويضات لآلاف "ضحايا الدم الملوث".

يحصل الضحايا على دفعة أولى قدرها 119 ألف يورو حسب توصيات صدرت نهاية يوليو الماضي من رئيس لجنة التحقيق في هذه القضية.

تلك الدفعات التعويضية ستكون معفاة من الضرائب ويتسلمها الضحايا وذووهم نهاية أكتوبر المقبل.

وحسب التقرير فإنه بسبب الفترة الطويلة بين العدوى والأعراض، كان من الصعب معرفة عدد الذين أصيبوا بالتحديد.

التهاب الكبد سي، أو ما يعرف بالقاتل الصامت، يمكنه تدمير الكبد وإذا تم تجاهل علاجه، يمكن أن يتطلب زراعة كبد أو الإصابة بالسرطان.

ويسمى القاتل الصامت، لأن معظم المصابين بالفيروس لا يدركون ذلك، حتى تتطور الأعراض بعد عقود.