ورقة بيضاء بلا ملامح ترسم مستقبل لبنان في الجلسة الأولى لاختيار الرئيس

ينتخب رئيس الجمهورية في لبنان بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الجلسة الأولى أي يحتاج لـ 86 صوتًا، ويكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي ذلك أي 65 صوتًا، على أن تدوم رئاسته ست سنوات ولا تجوز إعادة انتخابه إلا بعد ست سنوات لانتهاء ولايته

ورقة بيضاء بلا ملامح ترسم مستقبل لبنان في الجلسة الأولى لاختيار الرئيس

السياق

فشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد الخميس في غياب التوافق على اسم خلف للرئيس الحالي ميشال عون رغم أزمة اقتصادية غير مسبوقة تعصف بالبلاد. وتنتهي ولاية عون البالغ 88 عاما، في 31 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
و انتصرت  الورقة البيضاء بواقع 63 صوتا من دون  نتائج كما كان متوقعا  حتى وإن ظهر ميشال معوض كمرشح يحاول خرق كتل الأسماء التقليدية للرئاسة بـ 36 صوتا فضلا عن 4 آخرين دعموه ولم يحضروا الجلسة الأولى

الـ 40 صوتًا الذين بجعبة ميشال نظريًّا هم أقل من نصف ما يحتاجه للمرور من الجلسة الأولى للبرلمان للمرور للجلسة الثانية التي تفرض التوافق على المرشح بواقع 50% + 1. 

وينتخب رئيس الجمهورية في لبنان بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الجلسة الأولى أي يحتاج لـ 86 صوتًا، ويكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي ذلك أي 65 صوتًا، على أن تدوم رئاسته ست سنوات ولا تجوز إعادة انتخابه إلا انقضائها. 


الورقة البيضاء 
وبعد انتصار الورقة البيضاء في الجلسة الأولى بـ 63 صوتًا، وحصول ميشال معوض على 36 صوتًا، و11 لسليم إده، و10 كتب فيهم لبنان، قال رئيس المجلس نبيه بري إن الجلسة الثانية ستعقد فورًا قبل أن يغادر عدد كبير من النواب قاعة البرلمان وبالتالي فقدان النصاب القانوني.

وبينما تعالت أصوات النواب بمطالبة رئيس المجلس وقائد حركة أمل أن يدعو الأعضاء للبقاء قال بري إنه لا يستطيع فعل شيء في الوقت الذي غادر فيه نواب “حزب الله” و”حركة أمل” -المتحالفتين- من القاعة، ودون تحديد موعد لجلسة أخرى.

وقال بري: "إن لم يحصل توافق لا يمكننا أن ننتخب رئيسًا ولا مجلسًا نيابيًا ولا لبنان وفي المرة المقبلة حين أشعر أنه يمكن أن يحصل توافق سأدعو فورًا لجلسة ثانية". 
توافق بالسلاح 
وقال ميشال معوض، إنه لم يكن هناك أيّ توقّع بأن تُنتج الجلسة الأولى رئيسًا للجمهورية. وأكّد معوّض أنّه لا يمكن أن يُبنى التوافق على السلاح أو فرض أيديولوجيات، ولا يمكن أن يُبنى إلا تحت سقف الدولة اللبنانية، وأن خياره هو إعادة ربط لبنان بالشرعية العربية والدولية.

إسراف المفاوضات
إخفاق البرلمان في اختيار رئيس جديد لم يكن حادثًا غير متوقع أو جديدًا على التاريخ اللبناني الذي وصلت في بعض الأحيان إلى 45 جلسة لتسمية الرئيسٍ، لكن الواقع الحالي والأزمات المتلاحقة التي تضرب لبنان منذ قرابة 3 سنوات، تفرض أن يكون التحرك أكثر سرعة وألا تسرف الكتل السياسية في وقت النقاشات والمفاوضات المطوّلة بشأن رئيس البلاد الجديد وسط مخاوف من تسليم البلاد إلى فراغ رئاسي في وقت لم يتم تسمية فيه الحكومة من الأساس وهو ما يزيد من حدة الأزمة. 

وتدور المفاوضات على خليفة عون دون توافق في ظل الحديث عن أسماء تقليدية منها جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، وسمير جعجع، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللّبنانية، وسليمان فرنجية، رئيس تيار المردة، وأخيرًا ظهر ميشال عوض وسط توافق كفل له الوجود كأبرز المرشحين لكن بـ 36 صوتًا فقط. 
وينظر للمرشحين الثلاثة الآخرين على أنهم من أركان النظام وجزء من النخبة السياسية التي خرجت عليها ثورة 17 تشرين الأول عام 2019، واتهمها البنك الدولي بالتسبب في الانهيار الاقتصادي للبلاد خلال السنوات الماضية، وفقًا لتقارير إعلامية. 

وتشهد الليرة اللبنانية أعنف انخفاض في تاريخها بواقع فقدان أكثر من 90 % من قيمتها أمام الدولار، وهي الأزمة التي وصفها البنك الدولي بالأعنف منذ 1850.