محاولة أخيرة من الغرب لردع روسيا.. هل تنجح في تكبيل أطماع موسكو في كييف؟

قال ديريك شوليت:  بوتين يجب ألا يشكك على الإطلاق، في مصداقية الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، إزاء فرض عقوبات قاسية على روسيا، في حال غزو أوكرانيا.

محاولة أخيرة من الغرب لردع روسيا.. هل تنجح في تكبيل أطماع موسكو في كييف؟

ترجمات - السياق

حزمة بعيدة المدى من العقوبات المحتملة، محاولة قد تكون الأخيرة من الغرب، لردع روسيا عن مهاجمة أوكرانيا، وسط تقارير تفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يتخذ قرار الغزو في أي وقت.

ورغم التلويح الغربي بالعقوبات، فإن صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، قالت في تقرير ، إنها ستكون مشروطة بالاتفاق على أي حزمة عقوبات، بالتفصيل والتوقيع عليها بالإجماع من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27، مشيرة إلى أن هذا الاتفاق يستدعي قمة طارئة على مستوى الزعماء.

وقال ديريك شوليت، المستشار في الخارجية الأمريكية، في تصريحات للصحيفة: «بوتين سيعاني انتكاسة استراتيجية كبرى في حال غزو أوكرانيا، في ضوء العقوبات الموضوعة من جانب الغرب».

وأضاف المسؤول الأمريكي، أن العقوبات ستكون ديناميكية، ما يعني أن الحلفاء يمكن أن يبتكروا ويطوروا فيها، بعد فرض الشريحة الأولى منها، بينما يسعون إلى مواصلة الضغط على موسكو.

 

جاهزية الغرب

وعن جاهزية الغرب لمواجهة أي تحرك روسي نحو غزو أوكرانيا، قال شوليت لـ«فاينانشال تايمز»، عقب محادثات أمريكية مع المسؤولين في الاتحاد الأوروبي ببروكسل: «نحن نتقدم بسرعة، وإذا ظهرت حالة طارئة حيث تتحرك روسيا، سنكون جاهزين».

ورغم أن دولًا عدة في الاتحاد الأوروبي أعربت عن قلقها من التأثيرات، التي يمكن أن يمثلها فرض المزيد من العقوبات على روسيا، في أوضاعها الاقتصادية الداخلية، فإنها تعهدت بالتزامها بأي قرارات يتخذها الغرب تجاه روسيا، في حال غزو أوكرانيا، بحسب صحيفة فايننشال تايمز.

وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن الاتحاد الأوروبي كان يسعى لفرض حزمة من العقوبات، بالتنسيق مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى، لتكون جاهزة قبل أي إجراء من جانب روسيا، على عكس عام 2014 عندما فوجئ الغرب بخطوة بوتين تجاه القرم.

واجتاحت روسيا، أوكرانيا عام 2014 وضمت شبه جزيرة القرم، ردًا على ثورة موالية للغرب في كييف، ورد الغرب بفرض عقوبات لم يكن لها حتى الآن أي تأثير في سياسة الكرملين.

إلا أن شوليت قال، إن الحالة المتقدمة للتخطيط للعقوبات، تعني أن الوضع قد يحدث في (ليلة وضحاها)، مقارنة بعام 2014، عندما استغرق الغرب أشهرًا لتسوية العقوبات المتخذة بعد ضم بوتين شبه جزيرة القرم.

 

مصداقية الغرب

وعن مصداقية الغرب هذه المرة تجاه بوتين، قال ديريك شوليت:  بوتين يجب ألا يشكك على الإطلاق، في مصداقية الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، إزاء فرض عقوبات قاسية على روسيا، في حال غزو أوكرانيا.

وتتشاور المفوضية الأوروبية مع عواصم دول القارة العجوز، لمعرفة وجهات نظرها في العقوبات، مع الحفاظ على خصوصية تفاصيل خططها، على عكس الولايات المتحدة التي كانت أكثر علنية بشأن نواياها.

كانت الصحيفة الأمريكية، كشفت في تقرير، ما تسببه العقوبات الأمريكية أو الغربية، على روسيا في حال غزوها لأوكرانيا، من أضرار كبيرة بالاقتصادات الأوروبية، لاسيما في قطاعات الطاقة والتجارة والتصنيع والبنوك والأسواق.

 

ورقة رابحة

وأشارت إلى أن قطع تدفق الغاز إلى أوروبا، لا يزال الورقة الاقتصادية الرابحة لموسكو، إذا فرض الغرب عقوبات أكثر صرامة ضدها في حال غزو أوكرانيا، إلا أنها أكدت أن ضعف الاتحاد الأوروبي أمام الإجراءات المضادة من الكرملين، قد يمتد إلى ما هو أبعد من الطاقة.

وأوضحت "فايننشال تايمز" أن الاتحاد الأوروبي عازم على تقليل المدى الذي يفاوض فيه الدول الأعضاء، على الاستبعاد من حزمة العقوبات، لتخفيف التأثير في الصناعات ذات الانكشاف الكبير لروسيا، إلا أنه مع ذلك توقع دبلوماسيون أن تستمر الدول الأعضاء في الاتحاد والرغبة معًا، في إنزال عقوبات قاسية بحق روسيا، في حال غزو أوكرانيا.

ورغم أن باب العقوبات مفتوح، فإن باب الدبلوماسية لم يغلق، بحسب شوليت، الذي حذر من أن نشر قوات روسية في بيلاروسيا مثير للقلق، لأنه يشير إلى ما يمكن أن يقوم به الروس تجاه أوكرانيا، كما أن وجود القوات البحرية الروسية في البحر الأسود مثير للقلق أيضًا.

وأكد شوليت أن تحركات بوتين عززت دور "الناتو" في المنطقة، مشيرًا إلى أن الحلف توسع حول الحدود الشرقية لأوكرانيا، ما جعلها أقرب إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، من موسكو، مطالبًا الرئيس الروسي بأي يعي هذه الحقيقة على الأرض.