قاهر النساء.. منظمات إيرانية تطالب كندا بطرد قائد شرطة طهران السابق

مرتضى طلعي كان على رأس قوة الشرطة في العاصمة الإيرانية عندما ألقي القبض على المصورة الصحفية الكندية زهرة كاظمي وتعذيبها حتى الموت في أحد سجون طهران

قاهر النساء.. منظمات إيرانية تطالب كندا بطرد قائد شرطة طهران السابق

ترجمات - السياق

أعربت جماعات حقوق الإنسان عن غضبها، بعد ظهور أدلة على أن كندا أصدرت تأشيرة زيارة لقائد شرطة طهران السابق، المتورط في انتهاكات لحقوق الإنسان.

وصُوِّر الرئيس السابق للشرطة بصالة ألعاب رياضية في ريتشموند هيل، بالقرب من تورنتو، وأخبر صحفيًا إيرانيًا مقيمًا في أوروبا، بأن زيارته لكندا كانت لرؤية ابنته، وهي مسألة لا تخص أي شخص آخر.

واشتهر طلعي بتشكيل وحدة خاصة لقمع النساء والاحتجاجات بقوة، وقيادة عملية للاستيلاء على أطباق التليفزيون الفضائية، المستخدمة لبث البرامج الغربية.

وقبل أن يصبح قائدًا للشرطة، كان ضابطًا في الحرس الثوري، القوة العسكرية المسيسة التي أسقطت طائرة ركاب مكتظة بالكنديين عام 2020، بطريق الخطأ وفقًا لإيران.

 

ملاذ آمن

وقال تحالف من جماعات حقوقية إيرانية، في رسالة مفتوحة إلى الحكومة الفيدرالية الأسبوع الماضي، إن كندا يجب ألا تعرض ملاذًا آمنًا و"الإفلات من العقاب في الخارج" لأفراد مثل طلعي. 

وحثت المنظمات أوتاوا، بدلاً من ذلك، على فرض عقوبات على هؤلاء المسؤولين بموجب قانون ماغنيتسكي، لمعاقبة منتهكي حقوق الإنسان من الأجانب .

 وجاء في الرسالة، أن السماح لمرتضى بدخول كندا، يبعث برسالة خطيرة، وهي إهانة للإيرانيين الذين لجأوا بأنفسهم إلى كندا، ويجب عدم إدراج منتهكي حقوق الإنسان في حملة رئيس الوزراء "الجميع موضع ترحيب".

وقال الصحفي الإيراني المقيم في سويسرا عبدالله عبدي، الذي نشر القصة بعد أن أرسل له أحد المشاهدين مقطع فيديو من صالة الألعاب الرياضية قبل نحو شهرين، إنه شعر بالحيرة من قرار كندا، وأضاف: "لديّ الكثير من الأسئلة لرئيس الوزراء جاستن ترودو...  "هذه فضيحة، إنه يهدد أمن كندا عندما تسمح لشخص مثل هذا بدخول البلاد".

وقارن النقاد زيارة طلعي لتورنتو، بتجربة بعض الإيرانيين الذين حاولوا وفشلوا في الوصول إلى كندا في الآونة الأخيرة.

وقال حامد إسماعيليون، رئيس جمعية أقارب الضحايا، إن شقيق راكب قُتل في إسقاط طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية، الرحلة 752، حُرم الشهر الماضي من الحصول على تأشيرة لحضور احتفالات الذكرى السنوية الثانية للكارثة.

وقال شقيق ندى آغا سلطان، الشابة التي صورت أحد أفراد الميليشيات الحكومية، وهم يطلقون النار على المتظاهرين، ولفتت الانتباه الدولي إلى مظاهرات الحركة الخضراء عام 2009 في طهران، يقول إنه وشقيقته هدى مُنعوا أيضًا من دخول كندا.

وأضاف محمد آغا سلطان، في بيان لصحيفة ناشيونال بوست: "على مر السنين، منحت الحكومة الكندية تأشيرات لعدد لا يحصى من منتهكي حقوق الإنسان (الإيرانيين)... بينما لم تمنح عائلتي تأشيرات كضحايا لهذه الحكومة، هذا عار."

 

رفض التعليق

 محمد ليس الوحيد  في غضبه، عندما أعادت الصحفية الإيرانية الأمريكية مسيح علي نجاد نشر فيديو الصالة الرياضية، شاهده أكثر من 1.8 مليون مرة وأثار ما يقرب من 9000 تعليق.

وقالت: "لقد أثار ذلك غضب الشعب الإيراني، أريد أن يجري الكنديون تحقيقًا في كيفية حصوله على تأشيرة."

 جيفري ماكدونالد، المتحدث باسم الهجرة واللاجئين والمواطنة في كندا، قال إن الوزارة لا يمكنها التعليق على القضية بسبب قوانين الخصوصية.

لكنه أضاف: "الفحص الأمني ​​وتقييم المخاطر جزء مهم في تحديد إذا كان شخص ما مقبولاً لدخول كندا لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

ومن غير الواضح ما إذا كان طلعي له علاقة مباشرة باحتجاز كاظمي أو وفاتها في الحجز، لكنه كان بالتأكيد جزءًا لا يتجزأ من نظام إنفاذ القانون بالمدينة في ذلك الوقت".

في المقابل هناك مجموعة من الأفعال الأخرى موثقة، إذ قاد تشكيل وحدة جديدة من شرطة طهران عام 2006، التي نشرت 50 طرادًا في جميع أنحاء المدينة، لفرض قواعد اللباس الصارمة على المرأة، فضلًا عن القواعد ضد امتلاك الكلاب.

ونقلت قناة إخبارية عن طلعي قوله في ذلك الوقت: "في حملتنا، سنواجه من يظهرن أرجلهن عارية في سروال قصير، سنحارب أيضًا اللاتي يرتدين المعاطف القصيرة، واللائي يتجولن بالحيوانات الأليفة في الحدائق والشوارع."

 ودفع هذا الفيديو، منتقديه على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى وصفه بأنه منافق، مشيرين إلى أن فيديو الصالة الرياضية يُظهر نساء غير محجبات يعملن بالقرب منه.

 كرئيس، دعم طلائي أيضًا حملة لإزالة أطباق الأقمار الصناعية من المنازل الخاصة، التي عدها النظام غير قانونية، وفقًا لتقرير وكالة الحدود والهجرة في المملكة المتحدة، حيث استخدم العديد من المواطنين الأطباق في متابعة بث البرامج التلفزيونية الغربية.

 

قمع الاحتجاجات

 ويقول الصحفيان مسيح وعبدي، إنه كان جزءًا من قوة الشرطة، عندما قمعت السلطات الاحتجاجات، التي حرض عليها الطلاب في جامعة طهران عام 1999.

وقال عبدي إنه تلقى مقطع الفيديو  في ريتشموند هيل من أحد أعضاء الجمهور واتصل بطلعي مباشرة. 

وقال الصحفي إن الشرطي السابق رفض الإجابة عن كيفية حصوله على تأشيرة دخول كندا، ووبخ المراسل لتدخله في شؤونه الخاصة.

 "لماذا يجب التعامل مع القضايا الشخصية للأفراد في الفضاء الإعلامي؟" سأل طلعي عبدي، في جزء من المقابلة التي بثتها خدمة "بي بي سي" الناطقة بالفارسية... "لماذا يجب أن آتي إلى وسائل الإعلام وأقول ما الرحلة التي ذهبت إليها؟".

وقال عبدي، إن طلعي وجَّه له أيضًا تهديدات مبطنة، واتهمه بالانتماء إلى جماعة مجاهدي خلق المناهضة لطهران، التي أدرجتها كندا جماعة إرهابية، وكشف أنه يعرف والديه وأين يعيشان في إيران.

وقال إسماعيليون، الذي فقد زوجته وابنته في إسقاط الرحلة الكندية في طهران، إنه يأمل إثارة الحادث مع وزير الهجرة، لأن الصالة الرياضية التي شوهد فيها طلعي، قريبة من منزله.

 وقال: "لا نشعر بالأمان هنا، عندما يأتي قادة الحرس الثوري الإيراني وعائلاتهم بحرية إلى كندا".