استخدام جو روغان للإهانات العنصرية يزيد الضغط على منصة سبوتيفاي
يقول خبراء إن فريق إدارة سبوتيفاي يجب أن يختار ما إذا كان سيقطع العلاقات مع روغان، لأن في ذلك مخاطرة بانسحاب مزيد من الموسيقيين احتجاجا على روغان، أم أن هناك حلًا وسطًا قد يكون مقبولاً للفنانين والمشتركين

ترجمات - السياق
وضعت تصريحات جو روغان، مذيع البودكاست الشهير في الولايات المتحدة، خدمة البث سبوتيفاي في موقف صعب، إذ دفعت تعليقاته عن اللقاح المضاد لفيروس كورونا، والعنصرية في بعض حلقات البودكاست الشهير، المنصة إلى التفكير في الخيارات الصعبة.
ويجب أن تقرر "سبوتيفاي" موقفها من العلاقات بين الأعراق والمعلومات الخاطئة عن اللقاحات، في مجتمع يتسم بحساسية شديدة تجاه القضيتين، إذ إن هناك قرارًا يتعلق بالأعمال تحديدًا بشأن ما يجب فعله مع بودكاست روجان، الذي دفعت له الخدمة 100 مليون دولار لبثه عبر تردداتها، وأصبح يهدد أهداف الخدمة، لكنه في الوقت نفسه جزء أساسي من استراتيجية الشركة، لتكون محطة متكاملة للصوتيات.
حل وسط
يقول خبراء إن فريق إدارة "سبوتيفاي" يجب أن يختار ما إذا كان سيقطع العلاقات مع روغان، لأن في ذلك مخاطرة بانسحاب مزيد من الموسيقيين احتجاجا على روغان، أم أن هناك حلًا وسطًا قد يكون مقبولاً للفنانين والمشتركين؟
وقالت أديا هارفي وينجفيلد، أستاذة علم الاجتماع في جامعة واشنطن في سانت لويس، إن الخيار في ما يتعلق بالعرق، بين إبقاء روغان وإرسال رسالة مفادها أن المجتمع أصبح ينحو بشكل متزايد نحو الـ woke أو إظهار أن "سبوتيفاي" أكثر انسجامًا مع مجتمع متعدد الأعراق.
وقالت: "سبوتيفاي لا يمكننا استبعاده ومن حقه أن يقول ما يريد، وأضافت: "سيمثل هذا دعمًا ضمنيًا لقول أمور عنصرية على هذه المنصات".
بدوره، قال جون ويهبي، الأستاذ بجامعة نورث إيسترن والمتخصص في التقنيات الناشئة: يتعين على موقع البث أيضًا أن يقرر ما إذا كانت الكلمات المسيئة مسموحًا بها في أي مكان آخر على التطبيق، حيث تتوفر الأغاني التي تحتوي على رسائل عنصرية ومعادية للمثليين ومناهضة للمهاجرين.
وأضاف: هناك جانب من الفحص الذاتي الحقيقي، الذي يجب على المنصة القيام به، حتى خارج نطاق الجدل حول روغان... هذه لحظة كبيرة لتقييم منصات الترفيه ومنصات البث لمعرفة حدودها".
الاستغناء عن الفنانين
قال إريك جوردون، أستاذ القانون والأعمال بجامعة ميتشيغان، إن السؤال النهائي يجب أن يكون بسيطًا جدًا بالنسبة إلى "سبوتيفاي": "يقف روغان المحافظ على النقيض من الموسيقيين الأكثر ليبرالية الذين يدرون الجزء الأكبر من أرباحها".
وأضاف: "لا يمكنهم الاستغناء عن الفنانين... إنهم بحاجة إلى الاتفاق مع روغان، والسماح له بالذهاب إلى منصة تتوافق مع هويته، وسيكون الجميع أفضل حالًا".
لكن بقاء روغان على "سبوتيفاي" يشبه وجود حزب سياسي داعم لدونالد ترامب كمرشح رئاسي والليبرالية، وفي الوقت نفسه مناصر لإليزابيث وارين كنائبة للرئيس، وقال جوردن: "إن ذلك لا يمكن أن ينجح".
وتفيد تقارير "سبوتيفاي" بوجود 406 ملايين مستخدم شهري نشط، بزيادة تقارب 20% عن العام الماضي، وقد نما الإعلان بشكل كبير بسبب خدمة البث الصوتي.
كما حصلت الشركة على 31% من 524 مليون اشتراك في بث الموسيقى بجميع أنحاء العالم، في الربع الثاني من عام 2021، أي أكثر من ضعف المكانة التي احتلتها ابل ميوزك الثانية في الترتيب، وفقًا لأبحاث أجراها موقع الدراسات الموسيقية "Midia".
"احذفوا سبوتيفاي"
وبدأت مشاكل روغان في 24 يناير، عندما طلب الموسيقي نيل يونغ إزالة موسيقاه بسبب مخاوف من أن روغان كان يروج للشكوك في لقاحات كورونا، ثم تبعه فنانون آخرون، بمن في ذلك جوني ميتشل وروكسان جاي.
وتكثف التدقيق في بودكاست المذيع روغان، بعد مقطع فيديو الأسبوع الماضي يظهره وهو يستخدم مفردات عنصرية بشكل متكرر نشرته مغنية حازت جائزة جرامي، على حسابها في إنستغرام باستخدام هاشتاغ "احذفوا سبوتيفاي".
ولم تعالج الشركة ما جاء في الفيديو علنًا ، لكن الخدمة أزالت مؤخرًا عشرات الحلقات من البودكاست.
وحذفت منصة البث الصوتي سبوتيفاي Spotify نحو 113 حلقة من مدونة جو روغان الصوتية Joe Rogan Experience، بعد اعتذار روغان عن استخدام إهانات عرقية.
و قالت إنها ستضيف قريبًا تحذيرًا إلى جميع المدونات الصوتية التي تناقش موضوع كورونا، مع توجيه للمستمعين نحو معلومات واقعية ومحدثة من العلماء وخبراء الصحة العامة.
و اعتذر روغان، السبت، قائلًا إن الإهانات كانت "أكثر شيء مؤسف ومخزٍ" واجهه على الإطلاق وأنه لم يستخدم كلمة N منذ سنوات.
بينما قال دانييل إيك، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة سبوتيفاي، الأسبوع الماضي، قبل ظهور الإهانات العنصرية مجددًا: "من المهم بالنسبة لي ألا نتولى منصب مراقب المحتوى".
وأعرب إيك لـ "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي، عن أنه يتحمل المسؤولية لكونه "بطيئًا جدًا في الاستجابة للنقد بشأن المعلومات الخاطئة عن اللقاح، حيث استغرقت الشركة خمسة أيام للرد علنًا".
وتابع إيك في بيان: "لقد أصبح واضحًا بالنسبة لي، أننا ملزمون ببذل المزيد من الجهد لتوفير التوازن والوصول إلى المعلومات المقبولة، على نطاق واسع من المجتمعات الطبية والعلمية، التي توجهنا خلال هذا الوقت غير المسبوق".
وقال وهبي إن روغان مزيج غريب من مضيف ومضيف يقود مناقشات عن السياسة العامة والفنون والثقافة، واصفًا علامته التجارية بالمحافظة.
وأضاف وهبي أن تعليقاته كانت عنصرية بشكل واضح، لكنه يأمل أن يرى روغان في ذلك، فرصة لمناقشة موضوعية لقضايا العرق واللقاح في الحلقات المستقبلية، لأن جمهوره قد لا يستمع لنقاشات من هذا القبيل.