سي إن إن: قتل زعيم داعش يثير أسئلة أكثر مما يقدم إجابات

وفقاً لخبراء الأمم المتحدة، فإن داعش فقد العديد من الأعضاء المهمين في قياداته العليا، ومع ذلك فإن التنظيم لا يزال يشكل تهديداً كبيراً، وخلص التقرير إلى أن عدم الاستقرار في العراق وسوريا يشير إلى أنه لا يمكن استبعاد عودة ظهور داعش في المنطقة نهاية المطاف

سي إن إن: قتل زعيم داعش يثير أسئلة أكثر مما يقدم إجابات

ترجمات - السياق

سلَّطت شبكة سي إن إن الأمريكية الضوء على قتل زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، وقالت إن غارة قوات الكوماندوز الأمريكية في سوريا، التي أسفرت عن قتل زعيم داعش، تبدو كأنها غيَّـرت قواعد اللعبة، لكن الخبراء يحذرون من أن التنظيم سيعود من جديد بلا رادع.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد ساعات من انتهاء العملية التي استهدفت القرشي في مدينة إدلب السورية: "بفضل شجاعة قواتنا، لم يعد هذا الزعيم الإرهابي الرهيب موجودًا".

 

حرب العصابات

ورأت شبكة سي إن إن، في تقرير، أنه ربما كان بايدن يأمل أن يلاقي الاحتفاء نفسه، الذي حظي به أسلافه، عندما أطاحوا مؤسس "داعش" أبو بكر البغدادي وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لكن الخبراء المتخصصين في شؤون داعش سارعوا إلى نفي أن يوجِّه قتل زعيم التنظيم ضربة كبيرة له، لأن القرشي ليس كالبغدادي، والتنظيم الذي كان يسيطر على قطعة أرض أكبر من المملكة المتحدة، يشن الآن تمردًا يشبه حرب العصابات مع انتشار قيادته في أماكن مختلفة.

وأوضحت أن "التنظيم الذي نفَّذ عمليات الإبادة الجماعية والإعدام الجماعي والقمع، أثبت أنه لا يزال قوة هائلة، إذ ذكر تقرير للأمم المتحدة، أن داعش لم يُهزم على الإطلاق، بل إنه في الواقع لا يزال قوة فاعلة في العراق وسوريا، مع وجود متزايد في أفغانستان وغرب إفريقيا".

 

تهديد أكبر

نقلت شبكة سي إن إن، عن التقرير، الذي كتبه خبراء الأمم المتحدة بشأن داعش والقاعدة قبل قتل القرشي، ويغطي الأشهر الستة الأخيرة من عام 2021، أن داعش ربما لا يزال لديه 50 مليون دولار في خزائنه.

ووفقاً لخبراء الأمم المتحدة، فإن داعش فقد العديد من الأعضاء المهمين في قياداته العليا، ومع ذلك فإن التنظيم لا يزال يشكل تهديداً كبيراً، وخلص التقرير إلى أن عدم الاستقرار في العراق وسوريا "يشير إلى أنه لا يمكن استبعاد عودة ظهور داعش في المنطقة نهاية المطاف".

وقالت الشبكة: "في العراق، يشن تنظيم داعش الهجمات بشكل شبه يومي، وفي لبنان، يقول المسؤولون إنهم وجدوا أرضًا خصبة لتجنيد المقاتلين في التنظيم بمدينة طرابلس، وتقول الأمم المتحدة إنه ربما لا يزال لديه 50 مليون دولار في خزائنه، و10 آلاف مقاتل في سوريا والعراق".

وذكرت "سي إن إن" أن تنظيم داعش شن -الأسبوع الماضي- أكبر هجوم له منذ ثلاث سنوات، عندما حاول مقاتلو التنظيم تحرير سجناء من أحد السجون شمالي شرق سوريا، لكنه خسر المواجهة التي استمرت أسبوعًا، كما لقي المئات من أعضاء التنظيم، بمن فيهم أطفال، وعشرات المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة، حتفهم في القتال.

 

شعور بالتوتر

وفقاً لشبكة سي إن إن، فإن تصاعد عنف داعش، أدى إلى شعور المسؤولين الأمنيين في المنطقة بالتوتر، لأن الصورة أكثر ضبابية مما كانت عليه في ذروة وجوده، عندما استولى على الموصل عام 2014، وهناك معارك مسلحة بين التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والشيعة والميليشيات المسلحة المدعومة من إيران، استمرت سنوات، أدت في النهاية إلى خسارة داعش الأراضي التي استولى عليها، لكن التنظيم الآن غير مرئي تقريبًا، كما أصبح انتشاره قابلًا للاكتشاف، لكن يبدو أنه ليس له مصدر واحد.

وقالت الشبكة: لهذا السبب، فإن الغارة الأمريكية الأخيرة التي قُتل فيها القرشي، والتي قد تكون رائعة بالنسبة للبعض، تثير أسئلة أكثر مما تقدم إجابات، وتساءلت: "ما الذي كان يفعله زعيم داعش في إدلب، التي يهيمن فيها منافسو التنظيم المزعومون "هيئة تحرير الشام"؟ وكيف استطاع قيادة خلايا التنظيم بمناطق أبعد في سوريا والعراق؟".

وأضافت "سي إن إن": بعيدًا عن تصريحات المراقبين والمسؤولين الأمنيين المطمئنة، يبدو أن الشيطان -الذي يكمن في تفاصيل غارة الخميس الماضي- يؤكد ما قاله الخبراء منذ أشهر، وهو أن القرشي لم يكن سوى رأس الثعبان فقط، لكن الأمر يتطلب الكثير من العمليات المعقدة والتعاون الدولي، للتخلص من الحفرة التي جاء منها.