هل تصبح أفغانستان ملاذاً للإرهابيين؟.. تقرير استخباراتي يوضح
يقدر مسؤولو الأمم المتحدة أن نواة القاعدة لديها عشرات المسؤولين الذين يعيشون في أفغانستان، بمن فيهم زعيم الجماعة أيمن الظواهري، بينما يُعتقد أن القاعدة في شبه القارة الهندية، لديها ما يصل إلى 400 مقاتل في أفغانستان، بعضهم جزء لا يتجزأ من وحدات طالبان.

السياق
رغم المخاوف المستمرة بين مسؤولين أمريكيين، من أن أفغانستان في طريقها إلى أن تصبح مرة أخرى ملاذاً إرهابياً، فإن تقييمات دفاعية واستخباراتية أمريكية، أكدت أن التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» و«القاعدة» ليست مستعدة في الوقت الحالي، لاستخدام البلد الآسيوي نقطة انطلاق للهجمات ضد الغرب.
وقال موقع «صوت أمريكا»، في تقرير، إن التقييم من القيادة المركزية الأمريكية ووكالة استخبارات الدفاع وآخرين، جزء من تقرير صدر من المفتش العام بوزارة الدفاع، لفحص التهديدات المحتملة من أفغانستان، بعد انسحاب الولايات المتحدة منها قبل ستة أشهر.
وأكد الموقع الأمريكي، أن تلك التقييمات تتعارض مع المخاوف التي أعرب عنها كبار مسؤولي البنتاغون منذ أكتوبر الماضي، الذين حذروا من أن تنظيم داعش في خراسان، قد يكون جاهزًا لضرب الغرب والولايات المتحدة في أقل من ستة أشهر، مع استعادة «القاعدة» القدرة نفسها، في أقل من عام.
عمليات خارجية
كان وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للسياسة كولين كال، قال في تصريحات للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في ذلك الوقت: «لدى كل من القاعدة وداعش-خراسان النية لإجراء عمليات خارجية».
ورغم تلك التصريحات فإن التقييمات الجديدة تتفق على أن النية لا تزال موجودة، فقط لأن القادة من المجموعتين الإرهابيتين لديهم أولويات أخرى، بحسب «صوت أمريكا».
وقال الموقع: يبدو أن ولاية خراسان، كما يُعرف أيضًا بفرع تنظيم داعش، يركز على تعزيز دعمها داخل أفغانستان، بدلاً من الاستعداد لضرب الأعداء في مناطق أبعد.
وجاء في التقرير أن «وكالة الاستخبارات العسكرية قالت إن الأولوية لتنظيم داعش خراسان للهجمات داخل أفغانستان، على العمليات الخارجية»، مشيرًا إلى سلسلة من الهجمات ضد نقاط التفتيش الأمنية لطالبان، فضلاً عن هجوم مميت في نوفمبر المنصرم، على مستشفى عسكري في العاصمة الأفغانية كابل، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصًا وجرح أكثر من 50.
عجز طالبان
التقرير أشار إلى أن «الهجمات الموجهة لداعش في خراسان على البنية التحتية الحيوية، سلَّطت الضوء على عجز نظام طالبان عن توفير الأمن، وعملت على نزع الشرعية عن حركة طالبان مع السكان المحليين».
وأضافت أن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، أشارت إلى أن «تنظيم داعش في خراسان، ربما استغل المشاعر المناهضة لطالبان وأوجه القصور في الحكم لتعزيز تجنيده، لاسيما بين الفئات المهمشة».
وحذر التقرير من أن «داعش خراسان يحافظ على اتصالات بمقاتلين من دول عبر وسط وجنوب آسيا، ما يجعله الأرجح تهديدًا لمصالح الولايات المتحدة في تلك البلدان».
تضاعف داعش
المعلومات الاستخباراتية، التي تشاركتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة حذرت كذلك، في تقرير سابق، من أن حجم تنظيم داعش في خراسان تضاعف تقريبًا منذ انسحاب الولايات المتحدة إلى ما يقرب من 4000 مقاتل، مشيرة إلى أن التنظيم يسيطر على مناطق محدودة في الجزء الشرقي من البلاد.
وبدأ مسؤولو طالبان جهودًا لقمع تنظيم داعش في خراسان، رغم أن محللين أشاروا إلى أن العمليات المختلفة حققت نجاحًا محدودًا.
وحذرت الدول نفسها الأعضاء في الأمم المتحدة من أن القاعدة، التي لها تاريخ أطول في أفغانستان، تمتعت بـ«دفعة كبيرة» منذ انسحاب الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن «بعض المتعاطفين معها في صفوف طالبان، يحتلون الآن مناصب عليا في الأمر الواقع».
ومع ذلك، يقول تقرير المفتش العام، إن الوكالات الأمريكية تعتقد أن طالبان ما زالت تُبقي مسؤولي القاعدة في عزلة إلى حد ما، مشيرًا إلى أن «طالبان لم تسمح لأعضاء القاعدة بلعب دور مهم في ما تسمى الحكومة المؤقتة، ومن المرجح أن تهدف إلى منع هجمات القاعدة على الولايات المتحدة، في الوقت الذي تحاول فيه كسب الشرعية الدولية».
طالبان والقاعدة
وتشير تقديرات المسؤولين الأمريكيين، إلى أن قادة طالبان ليسوا في عجلة من أمرهم، لقطع العلاقات مع الجماعة الإرهابية، رغم تأكيداتهم لواشنطن كجزء من اتفاق الدوحة.
ووفقًا لتقرير المفتش العام، من المرجح جدًا أن تسمح طالبان للقاعدة في أفغانستان بالحفاظ على مكانة منخفضة، للحفاظ على العلاقات القديمة، وتجنُّب إغضاب أكثر المسلحين تشددًا داخل طالبان.
ويقدر مسؤولو الأمم المتحدة أن نواة القاعدة لديها عشرات المسؤولين الذين يعيشون في أفغانستان، بمن فيهم زعيم الجماعة أيمن الظواهري، بينما يُعتقد أن القاعدة في شبه القارة الهندية، لديها ما يصل إلى 400 مقاتل في أفغانستان، بعضهم جزء لا يتجزأ من وحدات طالبان.