الموت لخامنئي يغزو شوارع إيران... اعتراف حكومي بالاحتجاجات واعتقالات

المتظاهرون في مدينة جنقان جنوب غربي البلاد، أحرقوا مقرًا للباسيج التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني

الموت لخامنئي يغزو شوارع إيران... اعتراف حكومي بالاحتجاجات واعتقالات

السياق

بهتافات مناهضة للسلطات، خرج آلاف المتظاهرين في مدن عدة بإيران، احتجاجًا على الارتفاع المضاعف لأسعار بعض السلع الأساسية، والسياسات المختلفة للنظام الإيراني.

فالمحتجون الإيرانيون انتفضوا إلى الشوارع في محافظات عدة، منها خوزستان ولورستان وتشار محال وبختياري وكوهكيلويه وبوير أحمد وكرمانشاه، وفي مدينة فشافويه بمحافظة طهران، مرددين هتافات ضد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن المتظاهرين في مدينة جنقان جنوب غربي البلاد، أحرقوا مقرًا للباسيج التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، مطالبين بإعادة النظام الملكي السابق وطرد «الملالي» من إيران.

شرارة الاحتجاجات، انطلقت مساء الخميس، في مدينة شهركرد، عاصمة إقليم تشارمحال وبختياري، ونزل المتظاهرون إلى الشوارع مرددين هتافات مناهضة للجمهورية الإسلامية والسلطات الإيرانية.

إطلاق النار

إلا أنه منذ الدقائق الأولى للمظاهرات في شهر كورد، فإن القوات الأمنية بدأت إطلاق النار على التجمعات الاحتجاجية، وفقًا لمقاطع فيديو، أعاد نشرها مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتشير التقارير إلى أن قوات الأمن التابعة للنظام وسط محافظة شهرمحال وبختياري، أطلقت النار في الهواء والقنابل المسيلة للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين، وأطلقت أعيرة نارية على المحتجين، الذين رددوا شعارات ضد السلطات الإيرانية، بينها: «الموت لخامنئي، وعار على رئيسي، وعليك أن ترحل».

وفي محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد، شهدت مدن إيذه وأنديمشك ودزفول والشوش والأهواز وشادكان احتجاجات في الشوارع، إلا أن المظاهرات كانت في إيذه وأنديمشك أكثر انتشارًا، رغم قطع الإنترنت في المدينتين، بحسب «إيران إنترناشيونال».

اعتراف نادر

وفي اعتراف نادر، أکدت وکالة أنباء إرنا الحكومية، اندلاع المظاهرات في مدن دورود، وشهرکرد، وإيذه، وإندیمشك، ودزفول، ویاسوج، وجونقان، وفشافویه، إلا أنها أرجعتها إلى الغضب من قانون تعدیل نظام دفع المعونات النقدية، وليس السياسات الإيرانية.

واتهمت الوکالة شبه الرسمية، المتظاهرین في إيذه بمهاجمة بعض الممتلكات العامة والمتاجر، وإضرام النار في أحد المساجد، مشيرة إلى أنهم تفرقوا مع تدخل الشرطة.

ورغم الاعتراف الحكومي بالتظاهرات وبعض أسبابها، فإن مكتب النائب العام في مدینة دزفول، جنوب غربي إيران، أعلن اعتقال ما لا یقل عن 15 من المحتجین في هذه المدینة، بينما اعتقلت قوات الأمن الإيرانية، لیل الخمیس، عددًا من المتظاهرین في مدن مختلفة.

قطع الإنترنت

في موازاة ذلك، أعلنت وسائل إعلام محلية، أن السلطات الحكومية في إيران، قطعت شبكة الإنترنت أو خفضت سرعتها أو عطلتها في ما لا یقل عن ست محافظات عقب الاحتجاجات، هي: خوزستان، وتشارمحال وبختیاري، وکرمنشاه، ولرستان، وکردستان، وأصفهان.

وبات الوصول إلی الإنترنت الجمعة، عبر الهاتف المحمول في جمیع مدن خوزستان، مستحيلًا، رغم مرور أسبوع على قرار السلطات الحكومية.

وبحسب التقارير، فإن المواطنین في دزفول وبعض المدن الأخری في محافظة خوزستان، یمكنهم الوصول للإنترنت الوطنیة فقط.

من جانبها، قالت «إینتربان» التي تراقب أوضاع الإنترنت في إيران، إن الشبكة كانت شبه مقطوعة في محافظة کردستان من مساء الأربعاء لمدة 24 ساعة، کما انتشرت تقارير عن بطء الإنترنت في نقاط من محافظة یزد.

ورغم أن الإنترنت في محافظة خوزستان كانت مقطوعة أو شبه مقطوعة من 6 مايو الجاري، فإن المواطنين نجحوا في التجمهر ليلة الخميس في مدن عدة من هذه المحافظة، وكذلك في محافظات لرستان، وتشارمحال وبختياري، وكهكيلولة وبوير أحمد، وكرمانشاه، وكذلك مدينة فشافويه بمحافظة طهران، مرددين شعارات ضد خامنئي ورئيسي.

مشاهد مفزعة

تلك الاحتجاجات تزامنت مع مشاهد مصورة انتشرت على مواقع التواصل، أظهرت «تقاتل» المواطنين على المواد الغذائية والسلع.

وبحسب مقاطع الفيديو، فإن مواطنين لجأوا إلى نهب بعض المحال للحصول على سلع غذائية، بعد رفع أسعارها بشكل مفاجئ من قِبل السلطات، كما أظهرت لحظات ذعر، في أعين المواطنين الذين هرعوا إلى المتاجر ولم يتمكنوا من الحصول على ما يودون شراءه.

وأثناء تسوقها في أحد متاجر طهران، قالت مينا تهراني، وهي أم لثلاثة أطفال، في تصريحات لوكالة أسوشيتدبرس: «أنا متأكدة من أن الحكومة لا تهتم بالمواطنين»، مشيرة إلى أن سعر المكرونة ارتفع من 75 ألف ريال الشهر الماضي إلى 165 ألف ريال للرطل.

بينما قال عامل بمتجر للبقالة في سوسنرد، مدينة في مقاطعة الأهواز الغنية بالنفط جنوبي غرب إيران، إن هذه القفزة في أسعار الدقيق أثارت غضب الإيرانيين، مشيرًا إلى أن سعر كيس الدقيق الذي يزن 40 كيلوغرامًا ارتفع إلى ما يعادل 18 دولارًا مقارنة بـ2.5 دولار في الأسابيع الأخيرة، ما أثار غضبًا شديدًا.

وتابع صالح: «هرع الكثيرون إلى محلات البقالة لشراء المكرونة وأغراض أخرى يومية».

تدمير الاقتصاد

تستورد إيران نِصف زيت الطهي من أوكرانيا، ونِصف قمحها من روسيا، بينما تصاعد تهريب الخبز الإيراني المدعوم بشدة إلى العراق وأفغانستان المجاورتين مع انتشار الجوع في جميع أنحاء المنطقة.

ويدمر الجفاف الاقتصاد الإيراني، وتسببت العقوبات الغربية المفروضة على البرنامج النووي الإيراني في صعوبات إضافية، بينما ارتفع معدل التضخم إلى ما يقرب من 40%، وهو أعلى مستوى له منذ عام 1994.

ولا تزال بطالة الشباب مرتفعة أيضًا، فنحو 30% من الأسر الإيرانية تعيش تحت خط الفقر وفقًا لمركز الإحصاء الإيراني، لا تزال ذكريات ارتفاع أسعار الوقود بإيران في نوفمبر 2019 حاضرة أيضًا.