من يخلف الظواهري؟ خبير يكشف لـلسياق خريطة القادة المحتملين
هناك أسمين بارزين يتوقع إعلان تنظيم القاعدة أحدهما لتولي الإمارة خلفًا لزعيمها أيمن الظواهري

السياق
جاء قتل أيمن الظواهري في منزله الآمن بكابول ليفتح أبواب العديد من الأسئلة عن مستقبل التنظيم الإرهابي وسيناريوهات تحلله أو عودته إلى صدارة الجماعات المتطرفة من جديد، وكذلك من سيكون الزعيم الجديد للتنظيم، وذلك في ظل ضربات متلاحقة يعانيها بالأساس بين صراعات متصاعدة مع داعش، وانشقاقات بين صفوفه في الأقطار المختلفة.
ورغم أن الظواهري -بحسب العديد من المراقبين- كان ذا سلطة ضعيفة، فإن مكانته كذراع أيمن لمؤسس القاعدة أسامة بن لادن، ومن الرعيل المؤسس للتنظيم، كانت سببًا في التئام فروعه مع المركز، لذلك يشكل قتله منعطفًا مهمًا في مستقبل القاعدة.
سيف العدل المصري
أحمد سلطان الخبير المصري في شؤون الجماعات المتطرفة يجيب عن هذه التساؤلات لمنصة "السياق"، إذ يقول إن هناك أسمين بارزين يتوقع إعلان تنظيم القاعدة أحدهما لتولي الإمارة خلفًا لزعيمها أيمن الظواهري، الذي قُتل قبل أيام في غارة أمريكية.
ويشير سلطان، إلى أن محمد صلاح الدين زيدان الملقب بـ"سيف العدل المصري"، أحد هذين الاسمين، هو الأوفر حظا في تولي إمارة التنظيم.
ويستدل الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة على قوله إن "سيف العدل المصري" هو الزعيم المحتمل للقاعدة، لأنه نائب أمير القاعدة حاليًا، وإذا كان هناك تصعيد لابد أن يكون هو خلفًا للأمير.
ويوضح سلطان، أن ما يدعم ترشيح "سيف العدل المصري"، هو ما جاء في ما تعرف بـ"وثيقة التعهد" التي أقر بها ووقَّعها قادة تنظيم القاعدة.
وتنص الوثيقة -بحسب الخبير- على أن يبايع أبو الخير المصري أميرًا للقاعدة، إذا كان حيًا، وإن لم يكن موجودًا "توفي أو في السجن أو غيره من الأسباب"، يبايع أبو بصير الوحيشي في اليمن، وإذا لم يكن موجودًا يبايع أبو محمد المصري، وإذا لم يكن موجودًا يبايع "سيف العدل".
ويلفت سلطان إلى أن كل هؤلاء المذكورين بحسب وثيقة التعهد، قُتلوا في غارات مختلفة، ما عدا "سيف العدل المصري"، وهو ما يجعله الأوفر حظًا.
ويعتقد سلطان، أنه ربما جرى التجهيز لتصعيد "سيف العدل المصري" لإمارة القاعدة من دول إقليمية مثل إيران، لأنه ببساطة يعيش في إحدى محافظاتها، حتى لو نفت طهران ذلك، فضلًا عن أن علاقاته بنظام طهران وثيقة للغاية، ومعظم قادة القاعدة بمجلس الشورى العالمي يعيشون هناك.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن "سيف العدل المصري" كان متهمًا بالتورط في اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981، وهرب من مصر عام 1988 متجهًا إلى أفغانستان.
وأشارت التقارير إلى أنه انضم إلى ما يعرف بـ "مكتب الخدمات"، وهي منظمة أسسها أسامة بن لادن وأيمن الظواهري عام 1984 لتمويل وتجنيد وتدريب المقاتلين المدعومين ضد السوفييت.
ونشر مركز مكافحة الإرهاب، التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت، تقريرًا أشار فيه إلى أن "سيف العدل المصري" حارب الأمريكيين في الصومال بالأسلحة الروسية، وشن هجومًا عليها عام 1993 عرف بـ"حادثة بلاك هوك داون" في مقديشو.
وتولى "سيف العدل المصري" إمارة القاعدة بشكل مؤقت في فترة انتقالية بعد قتل زعيمه أسامة بن لادن، عام 2011، حتى تسلَّم أيمن الظواهري الإمارة في يونيو من العام نفسه.
أبو محمد المغربي
أما الاسم الثاني المطروح لخلافة الظواهري -بحسب سلطان- فهو محمد أباتي الملقب بـ"أبو محمد المغربي" وهو صهر أيمن الظواهري، ومسؤول مؤسسة السحاب الإعلامية، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة.
ويشير الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة إلى أن "أبو محمد المغربي"، ليس له ثقل تنظيمي كبير، فهو يتولى أعمالًا دعائية، وكانت تربطه صلة مصاهرة بالظواهري ولا يتجاوز هذا الأمر.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن صهر الظواهري درس البرمجة في كولونيا بألمانيا، لكنه عام 1999 توجه إلى أفغانستان، وارتبط اسمه بالمغرب وألمانيا وباكستان وأفغانستان وإيران.
وتشير تقارير إلى أن "أبو محمد المغربي" هرب إلى إيران، لكنه توجه في ما بعد إلى باكستان عام 2003.
كما يلفت سلطان إلى أن هناك أسماء أخرى مطروحة، لكنها من خارج القيادة الإقليمية والمركزية للقاعدة، فهناك أحمد ديري، أمير الفرع الصومالي، وهناك أيضًا أبو همام الشامي أمير تنظيم حراس الدين، وكلاهما عضوان في ما تسمي لجنة حطين ويرأسها أمير تنظيم القاعدة وهي المسؤولة عن إدارة التنظيم ومنبثقة من مجلس الشورى العالمي.
لكن الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، يقول إن هناك دائمًا ما تسمى الأعراف التنظيمية، بمعني أنه من المعروف أن التنظيم يسير بطريقة معينة أو يتم الاختيار بطريقة معينة، وأن المجموعة القيادية للقاعدة حاليًا لن تسمح باختيار أحد من خارج التنظيم المركزي، وبذلك فالمرشح الأوفر حظًا هو سيف العدل المصري.
وربما يتم الإتيان بأمير غير متوقع، بحسب سلطان، لكنها ستكون مجازفة، لأنه سيكون مطالَب بإطلاق حملة للتعريف به ولإقناع الأفرع الخارجية بمبايعته، حتى لا تكون هناك حالات انشقاق.
أيضًا يلفت في هذا الصدد، إلى أن تنظيم القاعدة منقسم على من يخلف أيمن الظواهري، وإلا لما تأخر كل هذا الوقت، من دون أن يعلن عن أمير ولو حتى أمير مؤقت.
ويستند سلطان في رؤيته إلى أنه عندما قُتل أسامة بن لادن في مايو 2011، سارع التنظيم لتأكيد قتله، وإعلان اختيار "سيف العدل" كأمير مؤقت حتي الاستقرار على أمير لإدارة شؤون التنظيم، وحتى الآن لم يتم الاستقرار ولا الإعلان وهو من الأزمات الكبرى التي تواجه تنظيم القاعدة، لأن جميع المؤسسين ماتوا، وبقتل أيمن الظواهري لم يتبق أحد منهم، حتى "سيف العدل" نفسه لم يكن من مؤسسي التنظيم، لكن انضم عام 1998 أي بعد تأسيس التنظيم بنحو عامين.