توربين نورد ستريم.. أحدث أسلحة روسيا في حرب الطاقة ضد الغرب

كل ما على موسكو فعله هو تقديم المعلومات الجمركية الضرورية حتى تتسلمه.

توربين نورد ستريم.. أحدث أسلحة روسيا في حرب الطاقة ضد الغرب

السياق

توربين غاز يصل طوله 12 مترًا فقط، تهدد به موسكو أوروبا بعدما رفضت استلامه من ألمانيا، إلا بعد تزويدها بأوراق تؤكد أنه ليس خاضعًا للعقوبات، وكذلك بالحالة الفنية.

في يونيو الماضي أرسل التوربين إلى كندا للصيانة، وخفضت روسيا تدفقات الغاز إلى 40% فقط من السعة المتفق عليه البالغة 167 مليون متر مكعب يوميًا، ومع عودة التوربين إلى ألمانيا أكدت شركة غازبروم أنها تحتاج لوثائق لاستلامه، قبل أن تشير إلى مشلكة فنية في أحد التوربينات ما دفعها لتقليل التدفقات إلى 20% تقريبًا.

برلين من جانبها أكدت عدم تأثر المعدات بالعقوبات، متهممة روسيا باتخاذ مواقف سياسية وعدم احترام العقود الموقعة بينهما.

واتهم المستشار الألماني أولاف شولتز -خلال زيارته لمصنع سيمنز للطاقة حيث التوربين محل الخلاف- موسكو بعرقلة تسليمه، وأنه جاهز لإعادة الشحن إلى روسيا في أي وقت، مضيفًا: "لكن يجب أن يقول أحدهم: نريد الحصول عليه، فكل ما على موسكو فعله هو تقديم المعلومات الجمركية الضرورية حتى تتسلمه.

وبينما تخشى أوروبا شتاء صقيع تتجمد فيه من قلة الغاز، وتسارع دول الاتحاد لتوفير بدائل للغاز الروسي، يبدو أن موسكو لديها خطة بديلة، وتسعى أن تحقق منها الاستفادة القصوى، عبر تشغيل خط الغاز المغضوب عليه نورد ستريم2 الذي علقت ألمانيا افتتاحه ردا على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية أواخر فبراير الماضي.

وتظهر نية روسيا عبر تصريح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عن لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر في موسكو وسؤال الأخير عما إذا كان من الممكن من الناحية الافتراضية، تشغيل خط «نورد ستريم2» عند الأزمة، وأن الرئيس بوتين أخبره بأنه من الناحية التكنولوجية ممكن.

وشدد المتحدث باسم الكرملين على أن الرئيس بوتين لم يبادر بفتح  الموضوع ولم يقترح تشغيله، لكنه رد من الناحية العملية فقط، مشيرًا إلى أن روسيا قادرة على إمداد أوروبا بـ 27 مليار متر مكعب سنويًا من أصل 55 مليار متر مكعب تقريبًا ينتجها الخط. 

ويرجح مراقبون أن موسكو عمدت إلى خفض ضخ الغاز عبر «نورد ستريم1» لرغبتها في تشغيل الخط الآخر، وأنها مدركة أنها لن تستطيع تشغيله من دون موافقة ألمانيا أولاً والولايات المتحدة ثانياً.

ويعد خط غاز نورد ستريم2 البالغ طوله 1.2 كم جاهز تقنيًا منذ سبتمبر الماضي، إلا أنه لم يبدأ العمل حتى الآن، ودائمًا ما عارضت تشغيله الولايات المتحدة وبريطانيا وأوكرانيا وعدد من دول الاتحاد الأوربي مشيرة إلى أن المشروع يزيد نفوذ موسكو، لكن المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل نجحت في رفع العقوبات الأمريكية عليه في مايو قبيل تسليمها للسلطة.