تبنيه روسيا ومطالبات بتأميمه... هل بات المشروع النووي التركي في مهب الريح؟
بلومبيرغ تقول إن مشروع بناء محطة أكويو للطاقة النووية جنوبي تركيا، في مهب الريح، بعد أن استبعدت شركة روساتوم الروسية، شركة مقاولات تركية كبيرة من تنفيذه.

ترجمات - السياق
كشفت شبكة بلومبرغ الأمريكية، أن مشروع بناء محطة أكويو للطاقة النووية جنوبي تركيا، في مهب الريح، بعد أن استبعدت شركة روساتوم الروسية، شركة مقاولات تركية كبيرة من تنفيذه، ما دفع الأخيرة إلى التلويح باتخاذ إجراءات قانونية.
وأوضحت الشبكة، أن المشروع النووي التركي -الذي تبلغ قيمته نحو 20 مليار دولار- قد يتعرَّض للتأجيل إلى أجل غير مسمى، بسبب الخلافات الناجمة عن استبعاد المقاول، الذي هدد باتخاذ إجراءات قانونية لوقف العمل بالمشروع.
وأوضحت شركة روساتوم الحكومية الروسية، في بيان، أن تغيير المقاول الرئيس لمواصلة العمل في أعمال بناء المحطة "لن يتسبب في تأخير بناء المشروع"، إلا أن شركة (آي سي إكتاس) التركية عارضت ذلك، وأعلنت عزمها إقامة دعوى قضائية أمام المحاكم.
تفاصيل المشروع
وحسب "بلومبرغ" تبني تركيا محطة تبلغ قدرتها 4800 ميغاوات، بالقرب من مدينة مرسين المطلة على البحر المتوسط، لتقليص اعتمادها على الطاقة المستوردة، إذ وقعت اتفاقًا مع روسيا عام 2010 لبناء المنشأة، وتأمل أن ترى أول مفاعل من أصل 4 مفاعلات جاهزًا للعمل عام 2023.
وألغت شركة أكويو التابعة إلى روساتوم، الأسبوع الماضي، عقدًا للهندسة والمشتريات والبناء مع (آي سي إكتاس)، ووقعت صفقة مع (تي إس إم إينرجي)، وهي شركة مدمجة في تركيا مملوكة لثلاث شركات روسية.
ومنحت شركة روساتوم الروسية، شركة (تي إس إم إينرجي) عقدًا لاستئناف أعمال البناء المتبقية في محطة الطاقة النووية البالغة قيمتها 20 مليار دولار، التي تبنيها في أكويو جنوبي تركيا.
وقالت أكويو نوكلير، وهي شركة تابعة لشركة روساتوم، التي تشرف على بناء 4 مفاعلات في الموقع على البحر المتوسط، إنها وقَّعت عقد الهندسة والمشتريات والبناء مع (تي إس إم إينرجي) لإنهاء اتفاقها مع شركة (آي سي إكتاس) التركية.
وكشفت شركة أكويو نوكلير، في بيان، أنه ستنقل جميع الأعمال بموجب العقود الحالية من الباطن إلى (تي إس إم إينرجي)، وسيتم توقيع عقود جديدة مماثلة بينها وبين المقاولين من الباطن.
وأوضحت أن العقد المبرم مع (تي إس إم إينرجي) يضمن اكتمال العمل في المواعيد المتفق عليها، وأن العمال حصلوا على رواتبهم في الوقت المحدد.
مهارات متخصصة
ولتبرير القرار، أوضح مسئول في شركة روساتوم لـ "بلومبرغ" أن العمل المقبل يتطلب "مهارات متخصصة في البناء النووي لضمان جودة العمل والوفاء بالمواعيد النهائية للبناء والتركيب".
بينما قالت (آي سي إكتاس): إن إلغاء عقدها "كان إجراءً غير قانوني ويمكن أن يؤدي إلى تأخير في المشروع"، لافتة -في بيان- إلى أن (تي إس إم إينرجي) كانت شركة ذات مسؤولية محدودة وليست لديها القدرة على إكمال العمل، كما أن تسلمها المشروع يهدد بالخروج من معايير التفتيش النووي.
وأضافت أنها "ستقاضي شركة روساتوم أمام التحكيم الدولي في لندن، إضافة إلى متابعتها الإجراءات القانونية المحلية في تركيا".
بدوره، وصفت ميرال أكشينار، رئيسة حزب "الخير" المعارض، تحرك الشركة الروسية بأنه "محاولة لعرقلة تطوير تركيا في مجال الطاقة النووية".
وأضافت عبر "تويتر": "أحث وزارة الطاقة على ممارسة صلاحياتها القانونية، وإذا لزم الأمر، اتخاذ خطوات لتأميم المصنع".
وحسب الشبكة الأمريكية، قال مسؤولون أتراك -الأسبوع الماضي- إن الشركة الروسية حوَّلت أموالاً إلى شركة تابعة لها تتولى بناء محطة "أكويو" للطاقة النووية التي تبلغ تكلفتها 20 مليار دولار، جنوبي تركيا، في خطوة تبدد المخاوف من إمكانية تأجيل المشروع بسبب العقوبات المفروضة على موسكو جراء غزو أوكرانيا.
ونقلت "بلومبرغ" عن مسؤولين أتراك قولهم، إن شركة روساتوم الروسية، أرسلت -الأسبوع الماضي- نحو 5 مليارات دولار إلى شركة أكويو نوكلير للمقاولات، التي تتخذ من تركيا مقرًا لها، مع وجود خطط لإجراء عمليتي تحويل مماثلتين بالدولار الأمريكي، واحدة الأسبوع الجاري، والأخرى الأسبوع المقبل.
وكشفت "بلومبرغ" أنه بموجب آلية التسعير المتفق عليها بين تركيا و"روساتوم"، تبيع الأخيرة نصف الطاقة المولدة بالسعر المتفق عليه 12.35 سنت للكيلووات لكل ساعة، والنصف الآخر بسعر السوق، لكن السعر ارتفع إلى 18.6 سنت في الأول من أغسطس، وفقًا لبيانات أسعار المقاصة في سوق الطاقة التركي (إيبياس).
وحسب الشبكة، يعود ارتفاع الأسعار في تركيا إلى حد كبير إلى انخفاض الليرة مقابل الدولار، إذ تراجعت العملة المحلية بنسبة 26% منذ بداية العام، في أسوأ أداء بالأسواق الناشئة.
وتهدف الحكومة التركية إلى بدء تشغيل المفاعل الأول في المصنع بإجمالي 4800 ميغاوات قبل الانتخابات العام المقبل، ومن المتوقع أن ينتج المصنع ما يصل إلى 10% من الكهرباء في البلاد بمجرد تشغيل المفاعلات الأربعة.