استقالة 'شمخاني' من أمانة مجلس الأمن القومي الإيراني.. ما علاقة مهسا أميني؟
توقع موقع صابرين نيوز، المقرب من الحرس الثوري الإيراني، تعيين علي أكبر أحمديان أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

السياق
رغم دوره في هندسة الاتفاق السعودي الإيراني، الذي أبرم برعاية صينية، فإن موقفه من الاحتجاجات الإيرانية، التي اندلعت في سبتمبر الماضي، ورفضه قمعها بالشكل الذي يرضى عنه النظام الإيراني، ظل يطارده.
فماذا حدث؟
حسمًا للشائعات الكثيرة، في دوائر مختلفة عن نية الأدميرال علي شمخاني الاستقالة من منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، كان بيت شعر، نشره الأخير بـ«تويتر»، رسالة تأكيد لطي السياسي الإيراني صفحة السنوات العشر الماضية.
ونشر شمخاني، بيت شعر للشاعر الإيراني محتشم كاشاني في «تويتر»، قال فيه: "الكلام الذي كان يقال سِرًا... انتشر -نهاية المطاف- من خلال الإيماءات والغدر».
الاستقالة الرمزية أكدها موقع نور نيوز، التابع للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، قائلًا إن استقالة علي شمخاني، أمين هذا المجلس، مؤكدة، بعد نشره بيت الشعر.
وقال «نور نيوز»: «في الأسابيع الأخيرة، سرت شائعات كثيرة في دوائر مختلفة، عن نية الأدميرال شمخاني الاستقالة من منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي».
في السياق نفسه، توقع موقع صابرين نيوز، المقرب من الحرس الثوري الإيراني، في «تلغرام»، تعيين علي أكبر أحمديان أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
تعيين أحمديان، أكدته وكالة تسنيم نيوز شبه الرسمية، قائلة إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قرر تعيين علي أكبر أحمديان رئيسًا لمجلس الأمن القومي، خلفًا لعلي شمخاني.
أسباب إطاحة شمخاني
حسب تقارير محلية، فإنه بعد قتل الفتاة مهسا أميني، على يد ما تعرف بـ«شرطة الأخلاق» في سبتمبر الماضي، وما نتج عنه من احتجاجات شعبية، كانت الاختبار الأكبر للنظام الإيراني، كان حميد رسائي، أحد الشخصيات الراديكالية في الحركة الأصولية، بين الذين طالبوا بإقالة شمخاني، لإدارة أفضل لقمع الاحتجاجات.
وطالب رسائي العضو السابق في البرلمان، في مقطع صوتي مسرب، بإقالة شمخاني لإدارة قمع الاحتجاجات بشكل أفضل، قائلًا إن المسؤولين بالمؤسسات المتورطة في القمع، الذين تحدث إليهم، يرون أن سبب عدم قمع الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد النظام، تصرفات علي شمخاني.
وأشار البرلماني الإيراني السابق ذو الصوت المؤثر، إلى أن أعلى منصب، بعد رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، أي إبراهيم رئيسي، هو أمين هذا المجلس، مؤكدًا أن أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي غير فعالة في قمع الاحتجاجات.
رسائي أضاف في المقطع المسرب: «علي شمخاني هو الأمين الموثوق لحسن روحاني وأحد أسباب الوضع الحالي، ويجب أن يحاسب إلى جانب روحاني».
من هو علي شمخاني؟
شمخاني، المولود عام 1955، عربي من الأحواز بالقرب من الحدود العراقية، وتولى قيادة سلاح البحرية في الحرس الثوري خلال حرب 1980-1988 مع العراق.
بعد المدرسة الثانوية، ذهب شمخاني إلى لوس أنجلوس مع والده وشقيقيه، بقي شقيقاه، أحدهما لدراسة الطب، والآخر للهندسة الميكانيكية.
لأنه لم يوافق على الثقافة الغربية، عاد إلى منزله لدراسة الهندسة في جامعة الأحواز بالمدينة التي ولد فيها، ورسم مسارًا مختلفًا تمامًا. وأثناء وجوده في الكلية، أطلق شمخاني حركة سرية لتحدي النظام الملكي في إيران.
بأوقات فراغه المحدودة، يحب شمخاني، تسلق الجبال ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع، كما يقول مساعدون سابقون له، مضيفين: يستيقظ الساعة 4 صباحًا حتى يتمكن من الوصول إلى المكتب الساعة 7 صباحًا، متزوج مدرسة، وأب لأربعة أطفال.
محطات على الطريق
بعد ثورة 1979، عندما كان في العشرينيات من عُمره، كوفئ شمخاني بوظيفة نائب قائد الحرس الثوري الجديد.
وخلال حرب إيران مع العراق من 1980 إلى 1988، وهي من أخطر الصراعات في القرن، قاد هجمات برية رئيسة.
شغل شمخاني منصب وزير الدفاع، في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، بين عامي 1997 و2005.
كوزير دفاع، لعب دورًا رائدًا في تحسين العلاقات بين مشيخات إيران والخليج العربي.
عام 2004، حصل شمخاني على أعلى وسام من المملكة العربية السعودية، وسام عبدالعزيز آل سعود، من الملك فهد لجهوده.
أدار شمخاني مركز القوات المسلحة الإيرانية للدراسات الاستراتيجية من عام 2005 حتى تعيينه من قبل روحاني.
بعد ذلك، عُين قائدًا للبحرية الإيرانية، ووصل إلى رتبة لواء بحري.
عام 2012، اختير شمخاني لمنصب وزير الدفاع، ليرأس قوة يزيد قوامها على 500 ألف، وهي أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط.
في 10 سبتمبر 2013، عيّن الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، وزير الدفاع السابق علي شمخاني أمينًا جديدًا للمجلس الأعلى للأمن القومي، ما جعله عمليًا مستشارًا للأمن القومي.
شمخاني، وهو من الوسط، حل محل المتشدد سعيد جليلي، الذي كان كبير المفاوضين في محادثات البرنامج الإيراني المثير للجدل، بين عامي 2007 و2013/ وأدرِج في قائمة العقوبات الأمريكية أثناء رئاسة دونالد ترامب.