السعودية تقتحم الفضاء.. ماذا نعرف عن أول رحلة لرائدي فضاء سعوديين؟

رحلة سعودية تاريخية تنطلق نحو الفضاء، وفيها أول رائدة فضاء سعودية وعربية مسلمة، تدعى ريانة برناوي، إضافة إلى علي القرني

السعودية تقتحم الفضاء.. ماذا نعرف عن أول رحلة لرائدي فضاء سعوديين؟

السياق

خطوة سعودية جديدة نحو الفضاء لاستكشاف أسراره، وسعة آفاقه، بما يحقق رؤية المملكة 2030 لإحداث تغيير جذري في الحياة بالمملكة.

تلك الرؤية، لم تستثن مجالًا بعينه، فحولت المملكة العربية السعودية -في سنوات معدودة- من دولة تعتمد اعتمادًا كليًا على النفط، إلى أخرى لديها مصادر متنوعة للدخل، ووجهة للمستثمرين في الشرق والغرب.

أحد تلك المجالات، التي حاولت المملكة صبغه بصبغتها الخاصة، كان الفضاء، الذي سيشهد –اليوم الأحد- حدثًا فريدًا، قد يضع السعودية في مرتبة مختلفة تمامًا، عن تلك التي تبوأتها طوال مراحلها السابقة.

فما هو؟

رحلة سعودية تاريخية تنطلق نحو الفضاء، وفيها أول رائدة فضاء سعودية وعربية مسلمة، تدعى ريانة برناوي، إضافة إلى علي القرني، الذي يُعد -كذلك- أول رائد فضاء سعودي يصل إلى محطة الفضاء الدولية.

الرحلة -التي تنطلق الأحد- تعد جزءًا من برنامج السعودية لرواد الفضاء، الذي أطلقته الهيئة العامة للفضاء، الذي وضع أهدافًا سامية، أبرزها تأهيل فرق سعودية لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى، والمشاركة في التجارب العلمية، والأبحاث الدولية، والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالميًا.

موقف الرحلة

الهيئة السعودية للفضاء، قالت عبر «تويتر»، إن الاستعدادات النهائية لرائدي الفضاء السعوديين اكتملت، قبيل انطلاق مهمتهما العلمية التاريخية.

ونشرت هيئة الفضاء السعودية صورًا لمنصة الإطلاق، أظهرت استعداد صاروخ فالكون 9 ومركبة دراجون لحمل رائدَي الفضاء السعوديين ضمن فريق مهمة AX-2 إلى محطة الفضاء الدولية.

تفاصيل الرحلة

بحسب الهيئة السعودية للفضاء، فإن رائدَي الفضاء السعوديين سيجريان مع زملائهما، 11 تجربة علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، وثلاث تجارب توعوية تعليمية.

تستهدف التجارب السعودية، التي يشارك فيها 12 ألف طالب بـ 42 موقعًا بالسعودية عبر الأقمار الاصطناعية، الأبحاث البشرية وعلوم الخلايا، وعمل الأمطار الصناعية في الجاذبية الصغرى.

وتقول هيئة الفضاء، إن الفريق سيجري -كذلك- ست تجارب لشركة سديم للبحث والتطوير، لمعرفة مدى التكيف البشري في رحلات الفضاء، وفهم تأثيرات الوجود بالفضاء في صحة الإنسان، وإجراء اختبار وظائف الأعضاء والأجهزة الحيوية للإنسان في الجاذبية الصغرى، مثل: تقييم الضغط داخل الجمجمة، وقياس تدفق الدم إلى الدماغ، والنشاط الكهربائي للدماغ، وأخذ عينات الدم والعينات البيولوجية لفحص المؤشرات الحيوية المرتبطة برحلات الفضاء، ومراقبة التغيرات في العصب البصري، ورسم خريطة التغيرات في الطول والبنية والتخلق الوراثي للجينات.

ومن المقرر أن يأخذ فريق المهمة عينات من الحمض الريبونووي لتحليلها على الأرض، في محاولة للمساهمة في فهم أفضل لصحة الإنسان خلال وجوده في الفضاء، والتحقيق في الاستجابة الالتهابية للخلايا المناعية البشرية في الجاذبية الصغرى.

أهمية تاريخية 

خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته شركة أكسيوم سبيس، أثناء الحجر الصحي لرواد الرحلة، أكد رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي، وعلي القرني اكتمال استعداداتهما لخوض المهمة العلمية الفضائية المتجهة لمحطة الفضاء الدولية.

وأكد رائدا الفضاء السعوديان أن الرحلة -التي تقلع الأحد- تمثل أهمية تاريخية للقيادة والشعب السعودي، مشيرين إلى أنها ستعلن مرحلة جديدة للمملكة في مجال الفضاء، وتسهم في إلهام أجيال المستقبل، بحسب وكالة الأنباء السعودية «واس».

من جانبها، قالت رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي، خلال المؤتمر الصحفي، إنها متحمسة للانطلاق نحو الفضاء «لتحقيق إنجازات تاريخية لوطننا الغالي وللبشرية أجمع»، مشيرة إلى أنها تؤمن بأنه لا حدود للعلم، «وننطلق من هذا المبدأ في رحلتنا لمحطة الفضاء الدولية، لنبحث ونستكشف ونشارك في بناء مستقبل مشرق للبشرية، ونحمل على عاتقنا آمال الوطن وطموحاته الكبيرة».

رائدة الفضاء السعودية أضافت: «أعمل على مدى 10 سنوات في مجالات البحوث العلمية والطبية، وفخورة بأنني أمثل المملكة كأول سعودية وعربية مسلمة، خاصة أننا على بعد أيام من الانطلاق بحماسة وتفاؤل كبير إلى الفضاء».

وأعربت عن فخرها بالرحلة التي ستصحب خلالها «كل أحلام السعوديات والعرب إلى الفضاء»، قائلة: "أنا هنا بسبب دعم القيادة بالمملكة، وأشعر بسعادة غامرة كلما تذكرت أني ذاهبة إلى الفضاء، لأنه حلم يتحقق".

وأضافت رائدة الفضاء السعودية: "عندما علمت جدتي أني ذاهبة إلى الفضاء أهدتني تذكاراً عبارة عن قرطين عمرهما يتجاوز 60 عامًا".

في السياق نفسه، قال رائد الفضاء السعودي علي القرني، على هامش المؤتمر الصحفي: «فخورون ونشعر بالحماسة الكبيرة لأنها المرة الأولى التي ننطلق فيها إلى محطة الفضاء الدولية، كما نتطلع لأداء التجارب العلمية وتطبيقها مع الطلاب خلال مهمتنا».

وأضاف رائد الفضاء السعودي: "اعتدنا كسعوديين أن يكون لنا حضور مشرف في كل مجالات التقدم العلمي"، متابعًا: «طوال مسيرتي المهنية وأنا أعمل طياراً في القوات الجوية، والآن أتطلع إلى أداء تجارب في الفضاء، إضافة إلى رصيدي العلمي الذي سيتيح لي العمل على تجربة الاستمطار في الفضاء واختبار فعاليتها وتأثيرها في البشرية».

وتابع: «شعوري لا يوصف بخوض هذه التجربة الجديدة، والبيئة التدريبية التي وفرتها المملكة كانت محفزة لنا لتحقيق إنجازات في مختلف المجالات».

وبحسب تغريدة لرائد الفضاء علي القرني، فإن الحقيبة التي سيأخذها في مهمته Axiom Mission 2 (Ax-2)، احتوت على معدات وأدوات خاصة للفضاء.