يدعم تطبيع العلاقات مع مصر وسوريا... من هو منافس أردوغان في الانتخابات الرئاسية؟
تشير التوقعات، إلى أن الرجل البالغ 74 عامًا، قائد الحزب العلماني الرئيس في البلاد، ربما يسحب كرسي الحكم من أردوغان، بعد 20 عامًا.

السياق
أشهر عاصفة مرت على المعارضة التركية، لتستقر -نهاية مطافها- على اختيار كمال كليجدار مرشحًا وحيدًا، يعبر عن كل الأحزاب والتكتلات المعارضة، لمنافسة رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في مايو المقبل.
وتشير التوقعات، إلى أن الرجل البالغ 74 عامًا، قائد الحزب العلماني الرئيس في البلاد، ربما يسحب كرسي الحكم من أردوغان، بعد 20 عامًا.
من كليجدار؟
السياسي المخضرم أعلِن ترشيحه رسميًا، بإعلان تحالف الأمة المعارض في تركيا "تحالف الستة"، الذي يضم ستة أحزاب بتسمية زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو مرشحاً له، في الانتخابات الرئاسية، التي ستجرى في 14 مايو المقبل، ليخوض بذلك معركته الأولى، في السباق الرئاسي ضد زعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان.
كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، الذي ينتمي إلى تيار يسار الوسط، وهو حزب المعارضة العلماني الأقوى في تركيا.
مسلم علوي
ولد كليجدار في 17 ديسمبر 1948 في بلدة ناظمية بولاية تونغلي شرقي الأناضول، مسلم ينتمي إلى الطائفة العلوية، وهو الرابع في ترتيب إخوته السبعة ونشأ في عائلة فقيرة، تخرج في مدرسة إيلازيغ الثانوية التجارية، والتحق بمعهد أنقرة للعلوم الاقتصادية والتجارية، وبدأ حياته المهنية في وزارة المالية، بعد أن اجتاز امتحان اختصاصي الحسابات عام 1971 وأكمل مسيرته المهنية مديرًا عامًا للتأمينات الاجتماعية، وتقاعد منها عام 1999.
ويعده موقع "زمان" من أكبر المدافعين عن القيم العلمانية وإرث مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية.
نشاطه السياسي
بدأ كليجدار حياته السياسية عام 2002 بعد انضمامه لحزب الشعب الجمهوري، وخاض الانتخابات البرلمانية في العام ذاته، كما فاز بعضويته عام 2007، عن الدائرة الثانية في اسطنبول، لكنه خسر منصب رئاسة بلدية اسطنبول أمام مرشح حزب العدالة والتنمية عام 2009، وتمكن عام 2010 من رئاسة حزب الشعب الجمهوري حتى الآن.
ويعرف عن كليجدار معارضته الشديدة لحزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان عام 2011، إذ كشف عن معاملات مالية سرية لعائلة أردوغان، للتهرب من الضرائب وفق ما ذكر موقع زمان التركي، الذي ذكر أن أردوغان رفع ضده عشرات القضايا بتهمة إهانة الرئيس، أجبرته على دفع تعويضات مالية ضخمة.
العلاقات مع مصر وسوريا
انتقد كليجدار قرار بلاده بقطع العلاقات مع إسرائيل عام 2008، كما رفض تدخل أنقرة في سوريا، وأعلن أنه سيعيد علاقات بلاده مع الحكومة السورية، إذا وصل إلى الحكم، كما طالب أردوغان بالتخلي عن دعم جماعة الإخوان المسلمين وتحسين العلاقات مع مصر.
وعام 2017 عارض استفتاء العودة إلى النظام الرئاسي الذي أجراه أردوغان، وطالب بالعودة إلى النظام البرلماني، وهي الخطوة التي يتوقع -بشكل كبير- إقدامه عليها، ليطلق في العام نفسه مسيرة تضامنية ضد التضييق على الصحفيين والبرلمانيين.
عام 2018 أسس "تحالف الأمة" المعارض مع غريمة أردوغان ميرال أكشنار، وعام 2022 توسع التحالف تحت قيادته ليعرف باسم التحالف السداسي.
كما ذكر موقع زمان التركي أن كليدار أوغلو تعرض لاعتداءات بدنية من معارضين له، أعوام 2014، 2016، 2017، 2019.
وأشار الموقع إلى أنه قدَّم وعودًا قوية بعودة "المفصولين تعسفيًا" بعد محاولة الانقلاب الفاشلة على أردوغان عام 2016.
خلاف المعارضة
جدير بالذكر أنه قبل إعلان اختيار كليجدار مرشحًا للتحالف، حصل خلاف مع زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار "المعارضة القوية" -وفق موقع زمان التركي- التي كاد رفضها الصارم لترشيح كليجدار أوغلو أن يفكك "تحالف الستة" الذي أسسته مع كليجدار عقب انتخابات 2018، لكنها عادت لتدعم ترشيح كليجدار مقابل تعيين عمدة أنقرة منصور يافاش، وعمدة اسطنبول أكرم إمام أوغلو نائبين للرئيس، بجانب زعماء التحالف الخمسة، الذين سيكونون في منصب نائب الرئيس بصلاحيات أكبر، حال فوزه في الانتخابات.