شبهات بملايين الدولارات لعائلة بايدن... هل تقصيه من الانتخابات المقبلة؟
رغم تأثير هذه الاتهامات في أسرة بايدن سياسيًا، فإن مجموعة الكيانات الأجنبية -ومنها الصين- مازالت ترسل كثيرًا من الأموال، من خلال كثير من الشركات إلى أفراد بعائلة بايدن، مع عدم تفسيرها لسبب الإرسال

ترجمات - السياق
في 10 مايو الجاري، كشف رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب، جيمس كومر، أن تحقيقًا للكونغرس خلص إلى أن عائلة بايدن، تلقت أكثر من عشرة ملايين دولار من مصادر أجنبية، بما في ذلك الصين.
وحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست، فإن تزايد الشبهات في عائلة بايدن، فتح الباب أمام تساؤلات عدة، عن حقيقة هذه الاتهامات، وكيف تنتهي، وهل إدانة الرئيس تؤثر في ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة؟
ورأت الصحيفة، في تحليل للكاتب جيم جيراغتي، المتخصص في الشأن السياسي، أن كل هذه الاتهامات لا تزال مجرد "افتراضات"، إذ تتطلب لائحة الاتهام بالرشوة أو الفساد دليلاً على أن بايدن، في مرحلة ما أثناء وجوده في منصبه، تصرف أو أثر في قرار سياسة الحكومة الأمريكية لصالح إحدى تلك الشركات، مشيرة إلى أن لجنة الإشراف بمجلس النواب لا تملك هذا الدليل حتى الآن.
وهو ما جعل أنصار الرئيس يتشبثون بالدفاع عنه، مؤكدين أنه "لا دليل على خرق القانون في الصفقات التي دفعت فيها الشركات الأجنبية أكثر من 10 ملايين دولار لأفراد عائلة بايدن، أثناء وبعد سنوات توليه منصب نائب الرئيس".
ولكن -وفق الصحيفة- "لا شك أن لجنة الرقابة في مجلس النواب بقيادة جيمس كومر (جمهوري من كنتاكي) لديها قناعتها بأن بايدن ليس بعيدًا عن الشبهات".
تدفق مستمر
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه رغم تأثير هذه الاتهامات في أسرة بايدن سياسيًا، فإن مجموعة الكيانات الأجنبية -ومنها الصين- مازالت ترسل كثيرًا من الأموال، من خلال كثير من الشركات إلى أفراد بعائلة بايدن، مع عدم تفسيرها لسبب الإرسال.
وحدد رئيس الرقابة جيمس كومر تسعة أفراد من عائلة بايدن معروف أنهم استفادوا من الأموال هم: هانتر والأخ الأول جيمس بايدن وزوجته سارة وزوجة الابن الأولى هالي بايدن وأرملة نجل جو بايدن بو وزوجة هانتر السابقة كاثلين بول وزوجته الحالية ميليسا كوهين و"ثلاثة من أبناء الرئيس وشقيقه".
وفي مذكرة من 36 صفحة، كشفت اللجنة أن الأموال تدفقت في البداية من الكيانات الأجنبية، إلى ما لا يقل عن 20 شركة، أغلبيتها كانت ذات مسؤولية محدودة أنشئت بينما كان جو بايدن نائب الرئيس باراك أوباما، ويديرها أصدقاء هانتر التجاريون، ثم صُرفت مبالغ أصغر لأفراد الأسرة الآخرين.
وقالت اللجنة في المذكرة: "يبدو أن هذه المعاملات المالية المعقدة تخفي مصدر الأموال وتقلل من وضوح المبالغ الإجمالية التي أدخلت في حسابات بايدن المصرفية.
فساد مالي
وأقر تحقيق مجلس النواب بعلامات على جمع أسرة بايدن أموالاً من جهات أجنبية، تحاول التأثير في السياسة الأمريكية، مشيرًا إلى أن هانتر تلقى من خلال أحد مساعديه أكثر من مليون دولار من شركة أجنبية تابعة لغابرييل بوبوفيتسيو الذي أدين عام 2016 بتهم فساد في رومانيا.
كان نائب الرئيس بايدن آنذاك التقى مسؤولين رومانيين عامي 2014 و2015 لمناقشة الفساد.
وفي ما يخص الصين، ذكر تحقيق الكونغرس شخصين هما "يي جيانمينغ وجونغوين دونغ"، محذرًا من أن أحد المشاريع الصينية يًمثل تهديدًا محتملاً للأمن القومي الأمريكي، لافتًا إلى أن الصينيين على صلة بمشروع هانتر بايدن مع شركة الطاقة الصينية سي إي إف سي.
وتساءلت الصحيفة الأمريكية، "لماذا دفع بوبوفيتسيو، رجل الأعمال المدان بالرشوة في رومانيا، ما يصل إلى مليون دولار إلى عائلة بايدن؟
وهل يعتقد أي شخص أن قطب الطاقة الصيني يي جيانمينغ عام 2017 أعطى هانتر بايدن ألماسة بوزن 2.8 قيراط، تقدر قيمتها بما يصل إلى 80 ألف دولار، كهدية قائمة على نية طيبة؟
وأفاد تحقيق الكونغرس، بأن جيانمينغ يملك "علاقات وثيقة مع أعلى مستويات الحزب الشيوعي الصيني"، ويقال إنه كان نائب الأمين العام لذراع التواصل الدولي لجيش التحرير الشعبي"، قبل اعتقاله عام 2018، ما دفع هانتر إلى النأي بنفسه عنه، قائلاً إنه لم يتلق أي أموال من شركة الطاقة الصينية، ما عدته اللجنة منافيًا للحقيقة، مشيرة إلى أن شركة هانتر "هدسون ويست في" تلقت حوالة بـ 24 مليون دولار من جيانمينغ، كما حولت شركة الطاقة الصينية 100 ألف إلى شركة أخرى تابعة له.
رد الجميل
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الرئيس بايدن يُقدم طواعيةً إقراراته الضريبية وتقارير إقرارات الذمة المالية الأخرى التي يقتضيها القانون، لكن أعضاء عائلات المسؤولين المنتخبين ليسوا مطالبين بالإفصاح عن أي شيء، وهو ما يترك مساحة يمكن استغلالها من قِبل البعض لشراء صداقة بمقربين من المؤسسة السياسية.
ولكن، تضيف الصحيفة: "ربما يكون من قبيل المصادفة تمامًا أن كيانات أجنبية عدة قدمت مبالغ كبيرة وهدايا لأفراد عائلة بايدن، ولم يصدق أحد أو وعد أو ألمح أو اقترح أن جو بايدن سيرد الجميل".
بينما ما يكشفه تحقيق لجنة الرقابة بمجلس النواب، نسخة أكبر وأكثر تعقيدًا من "الذي قدمه هانتر بايدن لشركة بورسيما القابضة -شركة النفط والغاز الطبيعي الأوكرانية- بين عامي 2014 و2019، حسب وصف الصحيفة.
وأوضح التحقيق، أن هانتر بايدن لم يعمل مطلقًا في صناعة النفط أو الغاز الطبيعي، ومع ذلك ورد أن بورسيما دفعت له ما يصل إلى 83000 دولار شهريًا حتى ترك والده منصبه، كل ذلك من دون أن يضطر هانتر إلى السفر إلى أوكرانيا نهائيًا.
مجرد واجهة
بينما قال أحد مسؤولي شركة بورسيما لوكالة رويترز عام 2019 إن هانتر بايدن كان "مجرد واجهة" للشركة.
وهو ما فتح الباب لتتساءل "واشنطن بوست": لماذا تكافئ بورسيما بشكل مربح شخصية "مجرد واجهة"؟ وما الذي يمكن أن يقدمه هانتر بايدن للشركة، بخلاف الاتصال بوالده؟
في المقابل، يحاول الديمقراطيون التملص من الإجابة عن هذه الأسئلة، بطرح أسئلة أخرى، منها: "ماذا عن العلامات التجارية لإيفانكا ترامب في الصين؟
وتعلق الصحيفة الأمريكية على ذلك، بالقول: "نحن لا ننتخب قادة للرئاسة -أو نائب الرئيس- حتى يتمكن أقاربهم من الاستفادة من الشركات الأجنبية"، موضحة أن ما سمته "الاختلاط الدنيء" للمصالح المالية الشخصية مع سياسة الحكومة الأمريكية، سيكون أبرز ما يميز الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
الأضحوكة
وشددت "واشنطن بوست" على أن الرئيس أو نائبه -في ظل توليهم مسؤولية قوة عظمى- يحملون على عاتقهم مسؤولية التأكد من أن أقاربهم لا يكوّنون "أصدقاءً" جددًا من الخارج، ولا يتلقون كثيرًا من المال منهم.
وأشارت إلى أنه ما لم توقف هذه "الخدمات"، فإن حديث الولايات المتحدة عن الفساد في بلد ما "يصبح أضحوكة".
ودأب المسؤولون في واشنطن على مساعدة أقاربهم في الحصول على وظيفة "مريحة"، لكنها ذات رواتب عالية.
فعام 2012، راجعت منظمة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق في واشنطن" غير الحكومية، سجلات التوظيف لأعضاء مجلس النواب، واكتشفوا أن 82 فردًا يحصلون على رواتب بدعوى عملهم في الكونغرس أو لجان الحملات أو لجان العمل السياسي، فقط لأنهم أقارب أحد المسؤولين أو النواب.
ورغم أن الأمور كانت تمر من دون محاسبة، فإن هذه المرة يبدو أن بايدن لن يستطيع حماية ابنه، رغم تصريحاته بأن "ابنه لم يفعل شيئًا خاطئًا"، إذ يعد البرلماني الجمهوري جيمس كومر بفضح مزيد من "فساد نجل الرئيس"، رافضًا العذر -غير المقبول- بأن الرئيس منفصل تمامًا عن الترتيبات المالية لأفراد عائلته.
وأشار كومر ، في حديثه مع برنامج إذاعي بقناة فوكس نيوز، إلى أن المدافعين في وسائل الإعلام عن بايدن الابن، يتصرفون كما لو أن الاكتشافات لا علاقة لها بالرئيس نفسه، مضيفًا: "هذا سخيف... بالطبع لها علاقة بجو بايدن