'القربان' تثير الذعر في العراق.. ما قصة الانتحار بالقرعة؟

السياق

سمَّت نفسها «القربان»، وأثخنت في العراقيين جروحًا لم تندمل، فباتت تقتل باسم الدين، بعملية هي الأغرب من نوعها، فأثارت فزع المواطنين، بسبب ممارساتها الشاذة في عبادة الإمام علي، والانتحار بالقرعة قربانًا له.

جماعة عراقية تعرف بـ «قربان الله»، نشطت جنوبي العراق الشيعي، خاصة في محافظة ذي قار (375 كم جنوبي بغداد)، عُرفت بهتافاتها أثناء الزيارات الدينية، بجملة: «علي الله... الله علي» التي يرفضها رجال الدين والمجتمع العراقي.

فماذا عن تلك الجماعة؟

تقول تقارير محلية، إن جماعة القربان، تعبد الإمام علي، مشيرة إلى أنها تجري قرعة بين الحين والآخر في ما بينهم، ومن يظهر اسمه يذهب قرباناً للإمام.

وقالت مصادر محلية، إن «عملية الانتحار التي تقوم بها جماعة القربان، تعد طقسًا لها»، مشيرة إلى أن أحد أفراد المجموعة أقدم على الانتحار شنقاً بحبل، داخل أحد المواكب الحسينية، في قضاء الناصرية التابع لمحافظة ذي قار.

وسجلت محافظة ذي قار ثلاث حالات انتحار -حتى الآن- في المكان ذاته، بحسب تقارير محلية، أكدت أن أفكار هذه الجماعة أثارت الرعب بين الناس.

وعن تلك الجماعة، قال رجل الدين منتظر المياحي من محافظة ذي قار، إن «هذه المجموعة غير معروفة على نطاق واسع، والحديث عنها لا يكون باعتبارها معروفة»، مشيرًا إلى أنه لا يُعرف -حتى الآن- رئيسها مثلاً ولا منظروها.

وأوضح المياحي، أن تجمعات هؤلاء تكون في السر، كمخالفين للأعراف والقوانين والأديان، مشيرًا إلى أن أفكار هذه الجماعة تابعة للجماعات المنحرفة التي تؤله الإمام علي، ما يستدعي حملة لتعقب تلك الأفكار، والتخلص منها.

وبحسب بيانات غير رسمية، فإن أكثر من 24 شخصًا أقدموا على الانتحار في محافظة ذي قار منذ مطلع عام 2023، إضافة إلى عشرات محاولات الانتحار التي لم تكتمل.

رد فعل السلطات العراقية

قالت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية العراقية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إنه حسب توجيهات وزير الداخلية لمتابعة الحركات والجماعات المنحرفة، والخارجين عن القانون، وبعملية استندت إلى معلومات دقيقة، تمكنت مفارز وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية، من إلقاء القبض على 4 متهمين من جماعة القربان في قضاء سوق الشيوخ بمحافظة ذي قار.

وأوضحت وكالة الاستخبارات، اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، وإحالتهم الى الجهات المختصة، مشيرة إلى أن وزارة الداخلية أخذت على عاتقها متابعة الجماعات المنحرفة، والخارجين عن القانون، والعمل على بسط الأمن والاستقرار، وتحقيق السلم المجتمعي.

حالات انتحار أخرى

من جهته، قال سكرتير خلية أزمة الانتحار في محافظة ذي قار علي الناشي، إن مخاطر ظاهرة الانتحار تتفاقم، وترتفع أعداد ضحاياها بشكل مضطرد عامًا بعد الآخر، مشيرًا إلى أن المحافظة سجلت عام 2016، قرابة 48 حالة انتحار، إلا أنها ارتفعت العام التالي إلى 53 حالة.

وبحسب المسؤول العراقي، فإن حالات الانتحار انخفضت عام 2018 لتسجل 51 حالة، بينما زادت عام 2019 إلى 55 حالة، لتقفز عام 2020 إلى 80 حالة، وارتفعت عام 2021 لتبلغ 85 حالة.

وعن نوع المنتحرين، قال المسؤول إن أعداد المنتحرات تفوق أعداد الرجال، إذ سجل عام 2016 انتحار 28 امرأة و20 رجلًا، بينما سجل العام الذي يليه انتحار 28 امرأة و25 رجلاً.

وأشار إلى أن ارتفاع حالات الانتحار إلى 102 عام 2022 ينذر بالخطر، مؤكدًا أن هناك عوامل دفعت هؤلاء الأشخاص إلى الانتحار، بينها الأمراض النفسية، والبطالة والفقر والتفكك الأسري وتعاطي المخدرات، وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بخلاف غياب الرقابة الأسرية والقدوة.