هلع في الأردن بعد حالات تسمم بجرثومة شيغيلا وبيان رسمي يكشف التفاصيل

العدوى بهذه الجرثومة، تحدث عندما تبتلع بكتيريا الشيغيلا بالخطأ، عن طريق لمس الفم من خلال المخالطة المباشرة بين الأشخاص، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا لانتشار المرض.

هلع في الأردن بعد حالات تسمم بجرثومة شيغيلا وبيان رسمي يكشف التفاصيل

 السياق

لم يكد الأردن يفيق من جائحة كورونا، التي أثرت سلبًا عليه، شأنه شأن اقتصادات العالم، حتى ظهرت جرثومة الشيغيلا، محدثة حالة  من الهلع في البلد الآسيوي، بعد إدخال تسعة أطفال مستشفى جرش صباح السبت، إثر الاشتباه بتسممهم، من جراء إصابتهم بالجرثومة الشيغيلا.

وقالت وزارة الصحة الأردنية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن الوزير فراس الهواري زار مستشفى جرش الحكومي، واطمأن على الوضع الصحي لتسعة أطفال أدخلوا المستشفى فجر السبت، لأعراض اشتباه بتسمم.

وأوضحت وزارة الصحة، أن الهواري التقى خلال الزيارة مدير المستشفى ومدير صحة البيئة والأطباء، المشرفين على الحالات المدخلة باشتباه التسمم، مشيرة إلى أن التقرير أرجع تسمم الأطفال إلى جرثومة الشيغيلا، خاصة أن الحالات الجديدة جاءت بعد ثلاثة أيام من ظهور الحالات السابقة.

ورجَّح البيان الحكومي، أن تكون الإصابات الجديدة، ناتجة عن انتقال العدوى من شخص الى آخر داخل الأسرة الواحدة، التي أُصيب منها فرد واحد على الأقل، أو بين  الأشخاص الذين يسكنون في المجمع السكني الواحد.

 

انتشار الفرق

وأضاف وزير الصحة فراس الهواري، أن الفرق الصحية انتشرت منذ فجر اليوم، لأخذ المزيد من العينات، لتوضيح ما إذا كان هذا الانتشار الثانوي ناتجاً عن انتقال الجرثومة بين المصابين، مشيرًا إلى أن الشيغيلا من الجراثيم الشديدة العدوى، التي تضع فئة الأطفال وكبار السن في مرمى أهدافها.

ورغم ذلك إلا أن الوزير أكد أن الشفاء من الإصابة بالعدوى، يكون في حدود ثلاثة أيام من الإصابة، مشيرًا إلى أنها لا تحتاج عادةً للعلاج  بالمضادات الحيوية، إلاّ في الحالات الشديدة، التي تستدعي الصورة السريرية.

ولفت إلى أن هذه الجرثومة عادةً ما تنشط في فصل الخريف، وتنتقل للإنسان عن طريق الماء والغذاء حال وجودها فيهما، مشيرًا إلى أنها تنتقل من جسم إلى آخر عن طريق التلامس.

بدوره، قال مدير مستشفى جرش، الدكتور صادق العتوم، إنّ مستشفى جرش الحكومي، استقبل 11 حالة اشتباه تسمم يوم الجمعة وفجر السبت، أدخل منها 9 حالات المستشفى، مشيرًا إلى أن حالتهم مستقرة.

 

58 حالة

وأكد المسؤول الأردني، تسجيل 58 حالة منذ بداية ظهور حالات الاشتباه بالتسمم الاثنين الماضي، غادرت جميعها المستشفى، مشيرًا إلى أن نتائج الفحوص التي أُجريت لبعض المرضى، أثبتت إصابتهم بجرثومة الشيغيلا.

مدير صحة البيئة، الدكتور أيمن مقابلة، قال إن الوزارة اتخذت الإجراءات اللازمة، من تقصٍّ وبائي، وفحص لمصادر محتملة للعدوى، مشيرًا إلى أنها أخذت عينات من مصادر المياه في المنطقة.

وأوضح أن النتائج الأولية لعينات المياه جيدة، مؤكدًا أن هناك حاجة لمتابعة النتائج للميكروبات والفطريات، كما أنهم سيستمرون بأخذ عينات جديدة، لحين تحديد مصدر العدوى.

لكن ما هي جرثومة الشيغيلا؟ وكيفية الإصابة بها؟ وما أعراضها وطرق الوقاية منها؟ «السياق» تجيب عن تلك الأسئلة في هذا التقرير.

العدوى بهذه الجرثومة، تحدث عندما تبتلع بكتيريا الشيغيلا بالخطأ، عن طريق لمس الفم من خلال المخالطة المباشرة بين الأشخاص، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا لانتشار المرض.

وقالت «مايو كلينيك» إن عدوى الشيغيلا يمكن أن تنتقل من خلال الأطعمة الملوثة، أو بسبب شرب مياه أو السباحة في مياه ملوثة، مشيرة إلى احتمال إصابة الأطفال دون سن الخامسة بالعدوى.

وتشفى عادة الحالات المرضية الخفيفة من تلقاء نفسها، خلال أسبوع، إلا أنه عندما يتطلب الأمر تناول علاج، يصف الأطباء عادة المضادات الحيوية.

 

الأعراض

أعراض الإصابة بعدوى الشيغيلا، تظهر بعد يوم أو اثنين من التعرُّض للجرثومة، لكن الأمر قد يستغرق نحو أسبوع للإصابة بالمرض، وتشمل تلك العلامات: «الإسهال (يحتوي عادة على دم أو مخاط)، آلام المعدة أو تقلصات المعدة المؤلمة، الحُمَّى، الغثيان أو القيء».

وتستمر الأعراض من خمسة إلى سبعة أيام، إلا أنها قد تستمر في بعض الحالات فترات أطول، بينما لا تظهر على بعض الأشخاص أي أعراض بعد الإصابة بها.

البيئة الحاضنة

السكن الجماعي أو المشاركة في أنشطة جماعية، فالتقارب اللصيق مع المصابين يؤدي إلى انتشار البكتيريا من شخص إلى آخر، خاصة في مراكز رعاية الأطفال، وحمامات السباحة الجماعية، ودور الرعاية والسجون والثكنات العسكرية.

كما تتفشى الشيغيلا في المناطق التي تفتقر إلى مرافق الصرف الصحي أو السفر إليها، فالمقيمون بالدول النامية أو مَنْ يسافرون إليها، هم الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

 

مضاعفات الإصابة بالشيغيلا

الجفاف، قد يؤدي الإسهال بشكل مستمر إلى الجفاف، الذي إذا زاد على مرحلة معينة، يمكن أن يؤدي إلى الصدمة والموت.

ليس الجفاف فقط أحد المضاعفات الخطيرة للعدوى، بل إن النوبات المرضية كانت شريكًا في تلك المضاعفات، التي تنتشر بين الأطفال المصابين بحمى شديدة، إضافة إلى تدلي المستقيم، ومتلازمة انحلال الدم اليوريمية، وتضخم القولون السمي، والتهاب المفاصل التفاعلي، وعدوى مجرى الدم (تجرثم الدم).

 

طرق الوقاية

رغم استمرار سعي الباحثين، إلى تصنيع لقاح مضاد لبكتيريا الشِّيغِيلا، فإن الخطوة لم تكلل بنجاح، ما يجعل طرق الوقاية الطبيعية، خير سبيل للنجاة، وهي: غسل اليدين كثيرًا بالماء والصابون 20 ثانية على الأقل، التخلص من الحفاضات المتسخة بطريقة صحيحة، وتطهير مناطق تغيير الحفاضات بعد الاستخدام، وإبعاد الأطفال المصابين بالإسهال عن مناطق رعاية الأطفال، أو مناطق اللعب، أو المدرسة».