فورين بوليسي: ماذا تعني انتخابات تركيا للعالم؟

كليجدار أوغلو واجه عقبات كثيرة، أبرزها تسليط وسائل الإعلام التركية الرئيسة الضوء على أردوغان وتجاهله، ما أدى به إلى بث مقاطع فيديو منزلية على طاولة مطبخه، لترويجها على الإنترنت

فورين بوليسي: ماذا تعني انتخابات تركيا للعالم؟

ترجمات -السياق 

قالت صحيفة فورين بوليسي، إن أداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القوي، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية، قد يعني خمس سنوات أخرى من الصداع لواشنطن وحلف شمال الأطلسي.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن أردوغان فاز بأغلبية الأصوات، لكنها ليست الأغلبية التي تؤهله لحسم المنصب لصالحه، لذلك سيذهب إلى انتخابات الإعادة، مشيرة إلى أن فوزه سيكون سيئًا للغاية للمؤسسات التركية، وربما أيضًا لتحالف الناتو، في المقابل وعد خصمه الرئيسي، كمال كليجدار أوغلو، باستعادة الديمقراطية التركية وتطبيع دور تركيا الدولي. 

وبحسب «فورين بوليسي»، فإن كليجدار أوغلو واجه عقبات كثيرة، أبرزها تسليط وسائل الإعلام التركية الرئيسة الضوء على أردوغان وتجاهله، ما أدى به إلى بث مقاطع فيديو منزلية على طاولة مطبخه، لترويجها على الإنترنت.

وأشارت إلى أنه بينما يقبع بعض زعماء المعارضة -وأبرزهم الرئيس السابق لحزب الشعب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش- في السجن منذ سنوات بتهم ملفقة، مارست الحكومة ضغوطًا على «تويتر» لفرض رقابة على المعارضة في الفترة التي سبقت الانتخابات. 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه لا عجب في أن كليجدار أوغلو لم يكن قادرًا على إحداث فوضى، وأن المراقبين وصفوا الانتخابات بأنها «حرة في الغالب».

ماذا تعني لأمريكا و"الناتو"؟

وأشارت الصحيفة إلى أن فوز أردوغان لن يكون جيدًا لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فرغم أنه «سيئ للولايات المتحدة، وليس الحليف المثالي، فإنه يمكن العمل معه»، مؤكدة أن اختيار الرئيس جو بايدن لتأكيد الديمقراطية، كأهم جوانب السياسة الخارجية للولايات المتحدة، يجعل من الصعب القيام بذلك. 

وتقول «فورين بوليسي»، إن نتيجة الانتخابات ستكون مهمة للولايات المتحدة، فأوغلو وعد بسياسة خارجية أكثر موالاة للغرب وحلف شمال الأطلسي، ما يجعله خيارًا أفضل، إلا أنها أكدت أنه إذا فاز أردوغان، فإن واشنطن لن يكون أمامها خيار سوى العمل معه.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن أفضل خبراء تركيا لا يزالون يتوقعون أن يوافق أردوغان على انضمام السويد إلى "الناتو"، لكن ليس قبل قمة الحلف في يوليو المقبل، وربما ليس حتى هذا الخريف.

وأكدت أن العامين الماضيين سلطا الضوء على أن تركيا لا تزال تتمتع بأهمية جغرافية استراتيجية كبيرة، بالنظر إلى دورها بالتحكم في الوصول إلى البحر الأسود، إضافة إلى دور رئيس تلعبه في التوسط بين الغرب والأطراف الأخرى.

وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن تركيا ليست حليفًا كبيرًا، لكن لا تزال هناك مصالح مشتركة بين واشنطن وأنقرة عندما يتعلق الأمر بإيران والإرهاب وبعض جوانب المشكلة الروسية، مضيفة أن تركيا عضو قديم في حلف الناتو، وليس من المنطقي طردها كما اقترح البعض.

وأشارت إلى أنه في هذه البيئة الجيوسياسية الجديدة الأكثر إثارة للجدل، يحتاج الأمريكيون إلى أصدقاء أكثر، مؤكدة أن عقيدة بايدن يجب أن تكون أكثر مرونة، في السماح بعلاقات تعاونية مع الديمقراطيات غير الديمقراطية الموالية لأمريكا.

قواعد أساسية

وتقول «فورين بوليسي»، إن هناك قواعد على العالم الذي يراقب تركيا أن يطبقها في الجولة الثانية من الانتخابات التركية، أبرزها الأمل ليس التحليل، مشيرة إلى أنه مثل العديد من المعلقين الذين قالوا إن دونالد ترامب لا يمكن أن يفوز، فإن المحللين الذين اعتقدوا أن كليجدار أوغلو سيفوز، سمحوا لتحيزاتهم ومعتقداتهم بتشكيل تحليلاتهم. 

وأكدت أن الاقتراع أصبح غير موثوق به بشكل متزايد، ففي الأسابيع التي سبقت التصويت، أظهرت أغلبية استطلاعات الرأي أن كيليجدار أوغلو يتقدم بشكل كبير، إلا أن ذلك تبين أنه خطأ، حتى لو لعبت الحكومة وأردوغان دورًا قذرًا في ذلك.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن قضايا الجيب مهمة، لكن الهوية قد تكون أكثر أهمية، مشيرة إلى أن الناس يصوتون بناءً على مصلحتهم الاقتصادية. 

وأكدت أنه لا تزال هناك تساؤلات جدية عن فرز عدد كبير من بطاقات الاقتراع، وكيف استخدم أردوغان الدولة لصالحه في جولة الإعادة، مشيرة إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا خلصت إلى أن إدارة التصويت كانت «تفتقر إلى الشفافية» وانتقدت التحيز الإعلامي و«القيود المفروضة على حرية التعبير» في الفترة التي سبقت التصويت. 

وأشار إلى أنه رغم الظروف الاقتصادية السيئة، والزلزال المدمر، والمعارضة القوية، لا يزال أردوغان يتمتع بشعبية، ولا يزال صدى رسالته عن التقوى والسلطة والازدهار يتردد.