تضر بالمراهقين.. دعوات لحظر تطبيق تيك توك في أمريكا

مقاطع إيذاء النفس ونشر الحزن والأكل المضطرب تنتشر على تيك توك... وتضر بالمراهقين

تضر بالمراهقين.. دعوات لحظر تطبيق تيك توك في أمريكا

ترجمات – السياق

قالت «وول ستريت جورنال»، إن الدعوات تتزايد لحظر «تيك توك» في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن قادة الحكومة يحاولون إبقاء منصة الفيديو الاجتماعية الشهيرة المملوكة للصين، بعيدًا عن المدارس والعاملين في القطاع العام، وحتى ولايات بأكملها، على أساس أن بيانات المستخدمين قد ينتهي بها الأمر في الأيدي الخطأ.

إلا أنه مع ذلك، قد تكون خصوصية البيانات أقل إثارة للقلق من قوة خوارزمية «تيك توك»، خاصة إذا كنت أحد الوالدين، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إن دراسة حديثة أشارت إلى أنه عندما أنشأ الباحثون حسابات خاصة بأطفال وهميين يبلغون من العمر 13 عامًا، سرعان ما غمرتهم مقاطع فيديو عن اضطرابات الأكل وصورة الجسد وإيذاء النفس والانتحار.

وتقول الصحيفة الأمريكية: «إذا كان ذلك يبدو مألوفًا، فقد وجد تحقيق في وول ستريت جورنال عام 2021 أن تيك توك يوجه المشاهدين إلى محتوى خطير»، مشيرة إلى أنه «منذ ذلك الحين، عززت تيك توك الرقابة الأبوية، ووعدت بخوارزمية أكثر توازناً، لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن تجربة التطبيق للمراهقين الصغار قد تغيرت قليلاً».

«ما يراه المراهقون على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يؤثر فيهم سلبًا»، تقول «وول ستريت جورنال»، مشيرة إلى أن «كثيرًا من الأبحاث تدعم ذلك، فيمكن العثور على أبسط دليل عن المراهقين الذين طوروا التشنجات اللاإرادية الجسدية، بعد مشاهدة مقاطع فيديو تيك توك المتكررة، لأشخاص يظهرون سلوكًا شبيهًا بمتلازمة توريت».

وقالت متحدثة باسم «تيك توك»، إن لدى الشركة فريقًا من أكثر من 40 ألف شخص يديرون المحتوى، مشيرة إلى أنه في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022، أزال "تيك توك" نحو 85 مليون منشور رأى أنها تنتهك إرشادات المجتمع الخاصة به، منها 2.8% محتوى يتعلق بالانتحار وإيذاء النفس واضطراب الأكل، كما أنه يأخذ في الاعتبار إزالة المحتوى الذي أبلغ عنه المستخدمون.

وأضافت المتحدثة باسم «تيك توك»: «نحن منفتحون على ردود الفعل والتدقيق، ونسعى إلى التعامل بشكل بنّاء مع الشركاء».

ويستخدم ثلثا المراهقين الأمريكيين «تيك توك»، بينما يقول 16% من المراهقين في الولايات المتحدة، إنهم يستخدمونه بشكل مستمر تقريبًا، وفقًا لمركز بيو للأبحاث.

 

حفر الأرانب الخطرة

يعد استخدام الأطفال المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي -جنبًا إلى جنب مع إمكانية الخوارزميات لجذب المراهقين إلى حفر الأرانب الخطرة- عاملاً في التوصيات الجديدة لجمعية علم النفس الأمريكية لاستخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت المجموعة -هذا الأسبوع- إن على الآباء مراقبة التمرير على وسائل التواصل الاجتماعي لأطفالهم الصغار ومراقبة الاستخدام المزعج.

كما تحث جمعية علم النفس الأمريكية، الآباء وشركات التكنولوجيا على توخي الحذر الشديد، بشأن المحتوى الذي يشجع الأطفال على إلحاق الأذى بأنفسهم.

 

كل 39 ثانية

واختبر مركز مكافحة الكراهية الرقمية، وهو منظمة غير ربحية تعمل على وقف انتشار الكراهية والمعلومات المضللة عبر الإنترنت، ما يراه المراهقون على «تيك توك»، ففي أغسطس الماضي، أنشأ الباحثون ثمانية حسابات على «تيك توك» لتبدو كأنهم ينتمون إلى أطفال في سن 13 عامًا بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا.

ولـ 30 دقيقة، توقف الباحثون الذين يقفون وراء الحسابات مؤقتًا فترة وجيزة على أي مقاطع فيديو تعرضها صفحة «For You» في النظام الأساسي لصورة الجسد والصحة العقلية.

وقال الباحثون إن «تيك توك» حذر من مقاطع فيديو عن الانتحار واضطرابات الأكل، مضيفين أن مقاطع فيديو لصورة الجسد والصحة العقلية تظهر على صفحات «من أجلك» كل 39 ثانية.

وبعد أن نشر الباحثون النتائج التي توصلوا إليها، اختفت مقاطع فيديو أبلغوا عنها من «تيك توك»، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي أشارت إلى أن حسابات عدة نشرت المادة، تتضمن مقاطع فيديو أخرى تروّج للأنظمة الغذائية التقييدية، وتناقش إيذاء النفس والانتحار.

ويزيل «تيك توك» المحتوى الذي ينتهك بوضوح إرشاداته، على سبيل المثال، بالإشارة المباشرة إلى الانتحار، إلا أنه مع ذلك، قد لا تُعد مقاطع الفيديو التي يصف فيها الأشخاص مشاعرهم الانتحارية انتهاكًا، ولن تخضع لتدقيق المشرف، ويمكن أن تكون مفيدة حتى لبعض الناس. ومع ذلك، يقول علماء نفس الأطفال إن هذه الأشياء أيضًا يمكن أن يكون لها تأثير ضار.

وقال المسؤولون التنفيذيون في «تيك توك»، إن المنصة يمكن أن تكون مكانًا لمشاركة المشاعر والتجارب الصعبة، واستشهدوا بالخبراء الذين يدعمون فكرة أن التعامل بنشاط مع المشاعر الصعبة، يمكن أن يكون مفيدًا للمشاهدين والملصقات.

وقال المسؤولون إن «تيك توك» يهدف إلى إزالة مقاطع الفيديو التي تروج أو تمجد إيذاء الذات، مع السماح بالمحتوى التعليمي أو الاسترداد، بينما قالت الشركة إنها تعدل باستمرار خوارزميتها لتجنُّب التوصية بشكل متكرر بنطاق ضيق من المحتوى للمشاهدين.

وتساءلت الصحيفة الأمريكية: إذا كانت السلسلة السريعة من مقاطع الفيديو الحزينة تجعلنا نشعر بالسوء، فكيف يكون شعور الطفل البالغ من العمر 14 عامًا بعد مشاهدة هذا النوع من المحتوى يومًا بعد الآخر؟

ويظهر حساب واحد مخصص للموسيقى «الحزينة والوحيدة»، فيلم آخر فتاة مراهقة تبكي في كل مقطع فيديو، مع عبارات عن الانتحار، إحداها مليئة بمقاطع الفيديو التي صورت في غرفة المستشفى.

ويحتوي كل مقطع فيديو في المستشفى على نص يعبر عن أفكار انتحارية، بما في ذلك «بالنسبة لخدعتي الأخيرة، سأتحول إلى خيبة أمل».

وطور المستخدمون طرقًا إبداعية لتجنُّب فلاتر محتوى «تيك توك»، فعلى سبيل المثال، نظرًا لأن «تيك توك» لن يسمح للمحتوى الذي يشير إلى الانتحار، يستخدم الأشخاص صوتًا مشابهًا مثل «انزلاق المجاري» أو فقط يكتبون «محاولة» ويتركون الباقي لخيال المشاهد.

هل تعتقد أن الناس يجب أن يكونوا قادرين على الانسحاب من الخوارزميات في وسائل التواصل الاجتماعي؟ انضم إلى المحادثة أدناه.

إن مراقبة المحتوى على خدمة يستخدمها أكثر من مليار مستخدم شهريًا، ليست بالمهمة السهلة، ومع ذلك، هناك فرق بين القضاء على المحتوى الضار والترويج له.

قال آرثر سي إيفانز جونيور، الرئيس التنفيذي لجمعية علم النفس الأمريكية: «إذا لم تتمكن شركات التكنولوجيا من القضاء على ذلك من منصاتها، فلا تنشئ خوارزميات توجه الأطفال إلى تلك المعلومات».