النازيون الجدد... تحية هتلر تصدح في قطار نمساوي

بدلًا من تشغيل الإعلانات المعتادة، فإن مكبرات الصوت في القطار سُمع منها صوت جماهير تهتف بعبارة تحية النصر النازية، أو تحية هتلر المعروفة بـ 'هايل هتلر'.

النازيون الجدد... تحية هتلر تصدح في قطار نمساوي

السياق

كان يومًا عاديًا، حتى قرر بعض مناصري "النازية" أن يكون غير ذلك، بعدما شغلوا خطابًا للزعيم الألماني هتلر بأحد القطارات في النمسا، ما أصاب المسافرين بحالة من الذهول والصدمة.

وقدمت شركة ÖBB النمساوية شكوى ضد شخصين، بعد بث صوتي مفترض -الأحد- في قطار للتحية النازية وخطابات للديكتاتور الألماني الراحل أدولف هتلر (1933-1945).

وصرح المتحدث باسم الشركة برنارد ريدر بعد أن أثار الحادث غضبًا: "هناك تلاعب بمكبرات الصوت".

وفقًا للشركة، تمكن المشتبه بهما من الوصول إلى نظام الإعلان الصوتي في القطار باستخدام مفتاح، ولم يسجل أي هجوم معلوماتي.

وحسب "بي بي سي" التي تحدثت إلى عاملين في المحطة وشهود، فإنه بدلًا من تشغيل الإعلانات المعتادة، فإن مكبرات الصوت في القطار سُمع منها صوت جماهير تهتف بعبارة تحية النصر النازية، أو تحية هتلر المعروفة بـ "هايل هتلر".

وأكد أحد العاملين هناك -نقلًا عن "بي بي سي"- أن  عديد الحوادث المشابهة لهذه الحادثة، وقعت في الأيام الأخيرة.

وتمكنت الشرطة من معرفة هوية المشتبه بهما، بعد تحليل كاميرات المراقبة على الخط، بين مدينة سانكت بولتن والعاصمة فيينا، علمًا بأنهما ليسا من موظفي الشركة، وفُتح تحقيق في الحادث.

ضمت النمسا إلى الرايخ الألماني الثالث عام 1938، وتسري فيها قوانين هي الأكثر صرامة في العالم، ضد إنكار المحرقة وأنشطة النازيين الجدد.

يشار إلى أن هتلر وُلد في النمسا، لكنه هاجر إلى ألمانيا عام 1913 عندما كان شابًا.

وقال ديفيد ستويغمولر، النائب عن حزب الخضر، إن خطاب الزعيم الألماني النازي شُغل قبل وقت قصير من وصول القطار، OEBB Railjet 661، إلى فيينا.

وأضاف أن موظفي القطار لم يتمكنوا من إيقاف التسجيل، ولا من تشغيل إعلاناتهم المعتادة.

وأكد أنه تلقى بريدًا إلكترونيًا، من رجل كان في القطار مع سيدة عجوز نجت من معسكرات الاعتقال، يذكر أنها كانت تبكي.

وتشهد أوروبا والولايات المتحدة نموًا متصاعدًا لقوى اليمين الراديكالي، وكذلك بعض أتباع الأيديولوجية النازية، ويلحظ عمق شبكاتهم في دولة مثل ألمانيا التي وصلت إلى أجهزتها الأمنية

 

انقلاب ألمانيا

وفي وقت سابق جرى تفكيك "خلية يمينية ألمانية" بعد تخطيطها  للانقلاب على مؤسسات الدولة، ما أثار صدمة أوروبية كبيرة وأعاد مخاوف عودة النازية، إذ كانت المجموعة تحتوي على كثير من الأسلحة، ما يعكس خطورتها، كما أن كثيرًا من أعضائها جنود احتياط ومتقاعدون، فضلًا عن مقاتل حالي في الجيش الألماني.

وقال مدير مكتب الشرطة الجنائية الفدرالية هولغر مونش لشبكة آر دي الإعلامية العامة، إن المجموعة "تتكون من مزيج خطير من الذين يتبنون معتقدات غير عقلانية، بعضهم لديه كثير من المال، والبعض الآخر يمتلك أسلحة ولديهم خطة أرادوا تنفيذها (...) وهذا هو سبب الخطورة، ولذلك تدخلنا".

وأوضح أن "عمليات التفتيش تظهر ذلك أيضًا"، فقد عثر على أسلحة في 50 مكانًا، بدءًا من "أقواس نشاب إلى بنادق وذخيرة، وهذا يدل على أنها غير سلمية".

وأضاف أنه من المرجح أن تكون هناك توقيفات أخرى، مردفًا: "حددنا أشخاصًا لا نعرف وضعهم، في ما يتعلق بهذه المجموعة".

 

مواطنو الرايخ

يستهدف التحقيق 54 شخصًا، أوقف 25 منهم خلال عمليات الدهم صباح الأربعاء، وتتبنى المجموعة أيديولوجيا "مواطني الرايخ"، وهي حركة متطرفة اكتسبت زخمًا مع فرض السلطات قيودًا لاحتواء فيروس كورونا.

ويشتبه القضاء بأن لديهم "استعدادات ملموسة لاقتحام البوندستاغ"، مجلس النواب الألماني في برلين "مع مجموعة مسلحة صغيرة"، وفق بيان الادعاء.

لكن هولغر مونش قلل من قدرة المجموعة قائلًا: "ينبغي ألا نفترض أن مجموعة تتألف من بضع عشرات من الأعضاء، وربما بضع مئات، في وضع يمكنها من تحدي الدولة في ألمانيا".

من جانبه، أكد رئيس المكتب الفدرالي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) توماس هالدينوانغ، أن المجموعة كانت تحت المراقبة.

وأضاف هالدينفانغ: "هذه هي المرة الأولى التي تنشأ فيها شبكة على النطاق الوطني لها خطط ملموسة"، مشيرًا إلى أن لها "خططًا لإطاحة الحكومة، وخططًا لتنفيذ انقلاب".

وبحسب هذا المسؤول، تضم حركة "مواطني الرايخ" نحو 21 ألف عضو "نقدر أن 10 بالمئة لهم توجهات عنيفة".

وفي سياق مشابه، كشف تحقيق صحفي مشترك لـ «بوليتيكو» و«إنسايدر» بالتعاون مع الصحيفة الألمانية «فيلت إم زونتاغ»، تشكيل شبكة من النازيين الجدد، خلايا إرهابية في أوروبا والولايات المتحدة، لتنفيذ هجمات مسلحة.

وأمضى مراسلو الصحف، التي تعاونت في نشر التحقيق، أكثر من عام في تفتيش الأعمال الداخلية لهذه الشبكة الإرهابية اليمينية المتطرفة، باستخدام هويات مزيفة، لينجحوا في الوصول إلى قرابة عشرين من مجموعات الدردشة الخاصة بهم.

وكشف التحقيق امتلاك هؤلاء المراهقين -إذ يتراوح معظم أعمارهم بين 15 وأصغر من ذلك وأوائل العشرينات- على أسلحة ومواد كيماوية لصنع قنابل يدوية.