فضيحة إباحية أم لتوحيد الصف.. لماذا انسحب محرم إنجه من الانتخابات التركية؟

محرم إنجه علق على مقطع الفيديو الإباحي، مؤكدا أنه مزيف، وقد استخدمت فيه لقطات مأخوذة من موقع إباحي.

فضيحة إباحية أم لتوحيد الصف.. لماذا انسحب محرم إنجه من الانتخابات التركية؟

السياق

قبل أيام من الانتخابات، أعلن محرم إنجه، أحد المنافسين الأربعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان انسحابه، من دون سبب واضح.

لكن ما تبين لاحقًا لوسائل الإعلام، أن تسرب فيديو إباحي، منسوب للمرشح المنسحب، هو ما يبدو قد دفعه لذلك -بجانب أسباب أخرى- بعدما انتشر المقطع بين الأتراك بشكل واسع.

ولا يعلم حقيقة الفيديو ولا من سربه، لكن إنجه تحول إلى هدف لحملة تشهير عبر الإنترنت.

إلا أن إنجه علق على المقطع، مؤكدا أنه مزيف، وقد استخدمت فيه لقطات مأخوذة من "موقع إباحي".

وقال إنجه رئيس حزب الوطن، الذي نال ما بين 2 و4% من نية التصويت، في استطلاعات الرأي الأخيرة، خلال مؤتمر صحفي: "أسحب ترشحي للانتخابات".

 

استقالات حزبية

وقد استقال مسؤولون من حزبه في الأيام الماضية، تخوفًا من أن يمنع ترشح إنجه، مرشح المعارضة الرئيس كمال كيلغدار أوغلو، الذي هو على رأس تحالف يضم ستة أحزاب معارضة، من الفوز أمام أردوغان الذي يتولى السلطة منذ عام 2003.

برر إنجه قراره قائلًا إن تحالف المعارضة بقيادة كيلغدار أوغلو "سيحمّله المسؤولية" حال خسارته أمام الرئيس التركي، قائلًا: "لا أريد أن يكون لديهم أي عذر".

كان محرم إنجه عام 2018 مرشح حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، لكن أردوغان هزمه من الدورة الأولى، ثم أنشأ حزبه القومي العلماني في مايو 2021.

وكتب كيلغدار أوغلو على "تويتر" الخميس: "دعوتي ما زالت قائمة. دعونا نضع الضغائن القديمة جانبًا" داعيًا محرم إنجه للانضمام إلى ائتلافه.

 

أردوغان حزين

من جانبه رد أردوغان، خلال تجمع في محافظة أنقرة، قائلاً: "انسحابه غير مفهوم... بصراحة أنا حزين".

وأضاف الرئيس، البالغ من العمر 69 عامًا، الذي يواجه الأحد لأول مرة انتخابات غير محسومة النتائج، منذ توليه السلطة: "لنكمل(...) ما يهم هو قرار شعبي".

ويبدو أن المفاجآت التي تحيط بالانتخابات التركية، التي تعد الأخطر من نوعها منذ عقود، آخذة في التكشف مع تصاعد وتيرة المنافسة، بينما لا تميل استطلاعات الرأي -بشكل حاسم- إلى طرف على حساب الآخر، إذ يظهر أحدها  تقدُّم زعيم المعارضة العلمانيّة بشكل طفيف على أردوغان في الانتخابات الرئاسيّة الأحد، ويدعم  آخر فرص أردوغان بفارض ضئيل

وإذا لم يحصل أيّ من المرشّحين على أكثر من 50% من الأصوات، تُجرى جولة ثانية في 28 مايو.

ووصل الأمر إلى حد اتهام مرشح المعارضة الرئيس كيلغدار أوغلو روسيا بالتدخل لصالح أردوغان، إذ اتّهم موسكو بأنّها لجأت إلى "تقنيّة التزوير العميق" في إطار الحملة الانتخابيّة.

وكتب كيلغدار أوغلو عبر "تويتر": "الأصدقاء الروس الأعزّاء، أنتم تقفون وراء عمليّات المونتاج والمؤامرات والتزوير والتسجيلات التي كُشِفت أمس في هذا البلد".

وأضاف: "إذا كنتم تريدون صداقتنا بعد 15 مايو، فلا تمسّوا الدولة التركيّة... نحن نؤيّد التعاون والصداقة".

 

معارضة موحدة

ويعد كمال كيلغدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، مرشح تحالف يضم ستة أحزاب معارضة، في موقع مفاجئ لمنافسة الرئيس التركي الذي يواجه -للمرة الأولى منذ عشرين عامًا- معارضة موحدة.

ووعد أردوغان، الذي شهد تراجعًا في شعبيته، بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت تركيا، بمضاعفة رواتب موظفي القطاع العام، بعد أن وعد بزيادة قدرها 45%.

وينافسه كيلغدار أوغلو الموظف الحكومي الكبير سابقًا (74 عامًا)، الذي وعد بالعودة إلى لعبة الديمقراطية والتصدي للتضخم، الذي لا يزال يتخطى 40% في تركيا.

إضافة إلى دعم ائتلافه، حصل المرشح على دعم حزب الشعوب الديموقراطي (HDP)، الحزب الرئيس الموالي للأكراد، والقوة السياسية الثالثة في تركيا.

في مدينة سيفاس المحافظة، أكد كيلغدار أوغلو -الخميس- أنه سيحمي حقوق جميع الأتراك.

ومن المقرر أن يحدد ناخبو البلاد -البالغ عددهم 64 مليونًا- أعضاء البرلمان أيضًا الأحد، حيث يتمتع الرئيس أردوغان وحلفاؤه بالأغلبية.

وصوّت نحو 1.7 مليون تركي في الخارج، وفقًا لأرقام اللجنة العليا للانتخابات التركية.

قال نائب وزير الخارجية التركي ياسين أكرم سيريم: "لقد سجلنا مشاركة قياسية في الخارج، مقارنة بالانتخابات السابقة".

وقبل خمس سنوات، صوت الأتراك في الخارج الذين يشكلون 5% من الناخبين، لصالح رجب طيب أردوغان بنسبة 60% مقابل 52.6% لجميع الأتراك.