اشتعال الصراع داخل تنظيم الإخوان.. مخطط لإطاحة جبهة إبراهيم منير

وصل الصراع داخل جماعة الإخوان ذروته، بعد قرارات إبراهيم منير بعزل محمود حسين ومجموعته من مناصبهم، بينما رد عليه حسين بقرار بتحويل منير وجبهته إلى التحقيق بتهم فساد مالي.

اشتعال الصراع داخل تنظيم الإخوان.. مخطط لإطاحة جبهة إبراهيم منير

السياق

مازال الصراع محتدمًا، بين قيادات جماعة الإخوان في جبهتي أنقرة ولندن، على منصب مرشد الجماعة، وسط معلومات عن انتقال الصراع إلى بقايا التنظيم، في العاصمة المصرية القاهرة.

وقالت مصادر مقربة من التنظيم الإرهابي في تركيا، إن "القيادة التاريخية"، برئاسة الأمين العام السابق محمود حسين (73 عامًا) في تركيا، اتخذت خطوة أخرى لإطاحة جبهة إبراهيم منير (86 عامًا) في بريطانيا، والقائم بأعمال المرشد العام للتنظيم، عبر نقل الصراع إلى العاصمة المصرية القاهرة.

وأكدت المصادر قريبة الصلة من المكتب الإداري لـ"الإخوان" في أنقرة، التي رفضت كشف هويتها، أن محمود حسين يحاول نقل الصراع إلى القاهرة، وأشارت إلى أن أعضاء مجلس الشورى في مصر عددهم 37، وهم داعمون لموقفه.

وكشفت المصادر أن محمود حسين تواصل مع أعضاء مجلس الشورى (معظمهم في السجون المصرية)، وزعم أنه لا يرغب في منصب القائم بأعمال المرشد، وأن من يتولى هذا المنصب يجب أن يكون داخل مصر بحسب اللائحة.

وأشارت المصادر لـ"السياق" إلى أن هناك اجتماعات مستمرة لأعضاء شورى الإخوان في مصر منذ أسبوعين، ومتوقع أن يتم إعلان نائب المرشد من داخل مصر، وفصل إبراهيم منير من التنظيم.

وبحسب المصادر ذاتها، من المقرر أن تُلغى الانتخابات، وإغلاق مكتب تركيا، لكن لن يتم كشف اسم النائب الجديد، بحجة الحفاظ عليه من الملاحقة الأمنية.

ووصل الصراع داخل جماعة الإخوان ذروته، بعد قرارات إبراهيم منير بعزل محمود حسين ومجموعته من مناصبهم، بينما رد عليه حسين بقرار بتحويل منير وجبهته إلى التحقيق بتهم فساد مالي، وبهذا يدخل الصراع مرحلة تكسير العظام في محاولة كل من الطرفين لاستغلال نفوذه داخل الجماعة للخلاص من الآخر.

انحسار في أوروبا

وفي ما يتعلق بإغلاق مكتب تركيا، بعد الاستقرار على نائب المرشد الجديد لجماعة الإخوان، يرى حسام حسن الباحث في جامعة فيينا بالنمسا لـ"السياق"، أنها متوقعة بعد تضييق الخناق على التنظيم الإرهابي في أوروبا، الذي بدأ من النمسا.

وكشف الباحث في جامعة فيينا، أن الضربات المتلاحقة للتنظيم، ستدفع الإخوان إلى الانحسار داخل أوروبا، سواء على مستوى الأنشطة أو التنظيم، خصوصًا مع تحركاتها لتشكيل مجتمعات موازية داخل دول أوروبا، وزرعها أفكارًا متطرفة بين المسلمين.

 

استغلال الجمود

بدوره، أكد محمود علي، باحث دكتوراه في الجماعات المتطرفة باسطنبول، أن محمود حسين يدير الصراع مستندًا إلى طبيعة الجماعة التي تتسم بالجمود والالتزام باللائحة الداخلية، التي لا تتوافق مع التطورات الراهنة، خصوصًا التضييق والملاحقات الأمنية.

الخلاف الأساسي الدائر الآن داخل تنظيم الإخوان، يتمثل في اللائحة الداخلية للتنظيم، التي تقضي بأنه ليس من حق عضو مهما كان منصبه خارج مصر، أن يتحكم في أمور التنظيم، وأن الجماعة في مصر هي الوحيدة التي لها الحق في إدارة الأزمة مع النظام، باعتبارها الأكثر دراية بتفاصيل هذا الصراع.

وقال محمود علي في تصريح لـ"السياق"، إن حسم الصراع لأي من الطرفين، سيساعد في وضع الجماعة استراتيجية جديدة للتعامل مع الأوضاع الراهنة، لاسيما مع تموضع سياسات المنطقة في الأشهر الماضية.

وبحسب باحث الدكتوراة في جامعة اسطنبول، فإن إلغاء الانتخابات يعني السيطرة على التنظيم، خصوصًا من جانب محمود حسين، الذي يتوقع أن يدير التنظيم في العلن، حال إطاحة إبراهيم منير.

ولفت إلى أن مسألة إغلاق مكتب تركيا، تتوافق مع إجراءات التضييق للنشاط السياسي العلني للتنظيم في تركيا، حيث نبهت تركيا منذ أشهر على الإخوان، بوقف أي نشاط سياسي معلن لهم، سواء ضد مصر أو ضد الخليج.

وكانت مصادر قالت لـ"السياق" إن تنظيم الإخوان أمام وضع جديد، خصوصًا بعد انتخابات مكتب الجماعة بالعاصمة التركية أنقرة، والرابطة العامة للإخوان المصريين، التي أطاحت القيادات التاريخية، وهو ما لن تقبله الأخيرة.

ويعد الصراع الحالي بين القيادات التاريخية لتنظيم الإخوان، الأول من نوعه في تاريخ الجماعة، التي كانت تسير منذ تأسيسها وفق لائحة داخلية، كانت تعدها السر الأكبر لبقاء التنظيم، بينما يتوقع المراقبون استمراره سنة أو أكثر.