إقبال قياسي للكويتيين في انتخابات تصحيح المسار... والمرأة تأمل في العودة

يتطلع الكويتيون لواقع سياسي مغاير بين البرلمان والسلطة التنفيذية بعد نحو عامين من الأزمات انتهت بحل البرلمان.

إقبال قياسي للكويتيين في انتخابات تصحيح المسار... والمرأة تأمل في العودة

السياق

تحت شعار تصحيح المسار يتوجه الكويتيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 50 عضوًا برلمانيًا جديدًا بين 305 مرشحين منهم 22 امرأة، وسط إقبال وصفه محللون ومسؤولون بأنه مرتفع.

ويتطلع الكويتيون لواقع سياسي مغاير بين البرلمان والسلطة التنفيذية بعد نحو عامين من الأزمات انتهت بحل البرلمان، ولا سيما مع تأكيد ولي عهد الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح عدم التدخل في اختيارات الشعب لممثليه، وكذلك عدم التدخل في اختيارات مجلس الأمة القادم لرئيسه أو لجانه ليكون المجلس سيد قراراته.

 رسائل ولي العهد وصفها محللون بالمطمئنة والدافع إلى المشاركة وهو ما انعكس على عودة بعض الحركات إلى الترشح مرة أخرى رغم رفضهم خلال السنوات الماضية، مثل حركة العمل الشعبي والتي قال مرشحها محمد مساعد الدوسري، لوكالة فرانس برس، إن مضمون الخطاب الذي ألقاه ولي عهد الكويت نيابة عن أمير البلاد في يونيو الماضي، كان سببًا لعودتهم لتضمنه تعهدات والتزامات صريحة بعدم التدخل في الانتخابات وحماية الديمقراطية.

 

مشاركة قياسية

الأمر نفسه انعكس على الشارع الكويتي أيضًا من خلال نسبة المشاركة، إذ أوضح وزير العدل الكويتي، المستشار جمال الجلاوي، أن الإجراءات الحكومية الأخيرة حسنت بيئة الانتخابات، وأن نسب الحضور خلال الساعات الأولى لم يشهدها الكويت من قبل، متوقعًا تسجيل نسبة حضور قياسية.

ووصف الكاتب الكويتي، عبدالعزيز القناعي، الانتخابات بالفرصة الأخيرة لإنقاذ الوطن، وأن الوقت قد حان لينقذ الشعب المسيرة الديمقراطية.  

وقال المحلل السياسي عايد المناع الانتخابات فرصة للتصحيح بعد تجربة 2020 القاسية، والتي ترصد فيها مجموعة من النواب لرئيس المجلس السابق بعد فشل مرشحهم لرئاسة المجلس، معتبرا أن خطاب ولي العهد زاد من هذه الفرصة حسب وصفه.

 

مسؤولية مشتركة

وحمل أمير البلاد خلال الخطاب الذي ألقاه نيابة عنه ولي العهد مسؤولية الأزمة السياسية في البلاد للسلطتين التشريعية والتنفيذي. ودعا ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الصباح، شعبه ألا يكون التعصب للطائفة أو القبيلة أساس الاختيار، مشيرًا إلى أن الاختيار غير الصحيح من شأنه أن يضر بمصالح البلاد ويعيدها للمربع الأول.

 وشهد برلمان 2020 في الكويت سيطرة المعارضة ذات الخلفية الإسلامية، مع غياب تام لتمثيل المرأة التي تأمل العودة لأروقة مجلس الأمة الكويتي. وتمثّل النساء 51,2 بالمئة من الناخبين البالغ عددهم قرابة الـ 796 ألف ناخبٍ.

 ويتوقع المحلل السياسي عايد المناع، أن تكون المرحلة المقبلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بمثابة "شهر عسل"، ولا سيما مع عدم ترشح مرزوق الغانم رئيس المجلس السابق، والذي أثار انتخابه كرئيس لبرلمان 2020 جدلًا واسعًا واتهامات من المعارضة للحكومة بالتصويت له لإيصاله لرئاسة البرلمان.

وتُجرَى الانتخابات لمدة يوم واحد تحت إشراف القضاة وفقا لنظام الصوت الواحد الذي يمنح الحق لكل ناخب في منح صوته لمرشح واحد فقط.

وتنقسم الكويت لخمس دوائر انتخابية لكل منها 10 نواب. ويفوز المرشحون أصحاب على المراكز العشرة الأولى في كل دائرة بعضوية البرلمان.