عمليات أمنية واشتباكات بالذخيرة الحية.. السودان يقض مضاجع الإرهابيين

السلطات الأمنية قبضت على 3 إرهابيين، منهم مصريان وسوداني، بمنطقة الهدى، الواقعة في مدنية شرق النيل. تأتي تلك التطورات الأمنية، بعد أيام من إعلان جهاز المخابرات العامة في السودان، مقتل 5 من قواته وإصابة آخر، خلال حملة مداهمة خلية لتنظيم داعش، تقيم في ثلاثة مواقع بالعاصمة الخرطوم.

عمليات أمنية واشتباكات بالذخيرة الحية.. السودان يقض مضاجع الإرهابيين
الأمن السوداني

السياق

جهود سودانية مكثفة لإطاحة الخلايا الإرهابية التي تستوطن البلد الإفريقي، وتروِّع أهله، تسطر يومًا تلو الآخر نجاحات أمنية في سجلات الشرطة، وتقض في المقابل، مضاجع المتطرفين.

آخر تلك الجهود الأمنية، ما أعلنته وسائل إعلام سودانية، من اشتباكات بالذخيرة الحية، بين الأجهزة الأمنية وخلية تابعة لتنظيم داعش، بحي جبرة جنوبي الخرطوم، أسفرت عن مقتل 4 إرهابيين وعنصر من الأمن في مداهمة مقر الخلية بالخرطوم.

وبينما لم تكشف وزارة الداخلية السودانية، تفاصيل العملية الأمنية، التي أسقطت إرهابيين، أكدت وسائل إعلام محلية، أن العملية تأتي بعد يوم من إطاحة قوات الأمن السودانية، 3 إرهابيين، في حي الهدى شرقي النيل، بالعاصمة الخرطوم.

وقالت صحيفة السوداني، عن مصادرها: إن «السلطات الأمنية قبضت على 3 إرهابيين، منهم مصريان وسوداني، بمنطقة الهدى، الواقعة في مدنية شرق النيل».

تأتي تلك التطورات الأمنية، بعد أيام من إعلان جهاز المخابرات العامة في السودان، مقتل 5 من قواته وإصابة آخر، خلال حملة مداهمة خلية لتنظيم داعش، تقيم في ثلاثة مواقع بالعاصمة الخرطوم.

وقال جهاز المخابرات العامة، في بيان عبر «فيسبوك»: «بناءً على معلومات عن خلية تتبع داعش الإرهابية، تم تنفيذ عملية أمنية للقبض عليها بأحياء جبرة مربعي 18 و14 والأزهري مربع 14 (أحياء سكنية تقع جنوبي الخرطوم).

تفاصيل العملية

وأوضح جهاز المخابرات العامة، أن قوة من جهاز المخابرات العامة المختصة، داهمت المواقع التي يختبئ فيها الإرهابيون، مشيرًا إلى أن العملية أسفرت عن القبض على 11 من الإرهابيين، الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة.

جهاز المخبرات العامة، أكد أن «المجموعة الإرهابية التي استوطنت بجبرة مربع 14، أطلقت النار على القوة المنفِّذة، ما أسفر عن مقتل 5 منهم، بينهم ضابطان وثلاث ضباط صف، بينما أصيب سادس بجروح».

وكشفت مصادر شرطية، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن «المجموعة الإرهابية نصبت كمينا لجهاز المخابرات»، مشيرة إلى أن القوة الأمنية التي نفَّذت المداهمة لم تكن مجهزة.

وبينما قال جهاز المخابرات، إن مداهمته لمقار الخلية الإرهابية، جاءت بتنسيق مع الأجهزة الأمنية لمحاربة ومكافحة الأنشطة الإرهابية المتطرفة، إلا أنه لم يعلن مقتل أحد من الإرهابيين، سواء المضبوطين أو الفارين.

تعهد حكومي

وإثر تلك العملية، تعهد رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك، بمد يد العون للقوات الأمنية، لأداء دورها على الوجه الاحترافي، وهو ما حدث خلال تلك العمليات، التي يعلنها السودان يومًا تلو الآخر.

من جانبه، قال الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، الهادي محمد الأمين، في تصريحات صحفية، إن الخلايا الإرهابية التي دُوهم مقرها كانت تُخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في اليوم الأول من عام 2022، في العاصمة الخرطوم، حيث يحتفي عشرات الأجانب بالعام الميلادي في أماكن عامة.

وتوقع الأمين، وجود خلايا أخرى في العاصمة الخرطوم، من دون أن يستبعد تنفيذها لهجمات إرهابية، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي في السودان، تتوافر فيه العوامل الكامنة للتطرف.

تنظيمات إرهابية

وأوى نظام الرئيس المعزول عمر البشير في السودان تنظيمات إرهابية، جعلت هذا البلد مدرجًا على قائمة الدول الراعية للإرهاب نحو عقدين، قبل أن يغادر القائمة السوداء.

ففي يونيو الماضي، أعلن السودان، القبض على 9 من تنظيم القاعدة، كانوا يخططون لتنفيذ تفجيرات في البلاد، مشيرًا إلى أن التسعة كانوا يحملون جوازات سورية، وتونسية وتشادية، وأحدهم الرأس المدبر لعملية الهجوم على السياح الأجانب، في مدينة سوسة التونسية.

وفي فبراير الماضي، أظهر مقطع فيديو تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة ترفع علمًا أقرب إلى تنظيم داعش، قرب صوامع الغلال بمدينة القضارف السودانية، في واقعة أثارت حينها مخاوف كبيرة، من أن تستغل بعص الخلايا النائمة حالة الاضطراب في السودان، لتشكيل تنظيم أو تنفيذ عمليات إرهابية.

ويمثِل تنظيم داعش تهديداً لأمن السودان واستقراره، لاسيما في ظل المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد، ما يتطلب استجابة أكبر وأكثر فعالية، من الحكومة السودانية والقوى الإقليمية والدولية، التي تدعم مسار الانتقال السياسي الحالي.

ساحة معركة مستقبلية

أبدى التنظيم الإرهابي، اهتمامًا متزايدًا بالسودان، عقب سقوط نظام البشير، وهو ما تجلى في تصريحات لزعيم التنظيم السابق أبوبكر البغدادي، في أبريل 2019، حينما أشار إلى البلد الإفريقي باعتباره ساحة معركة مستقبلية.

وحذَّرت تقارير من أن يؤدي وجود «داعش» في السودان إلى تمدده في منطقة شرق القارة وربطها بغربها، مشيرة إلى أن حصول التنظيم الإرهابي على موطئ قدم على البحر الأحمر وفتح ممر من البحر إلى المحيط الأطلسي، سيمكن داعش من استهداف حركة التجارة والملاحة الدولية في البحر الأحمر، ويشكل خطراً على الدول المُشاطِئَة لهذه الممرات المائية المهمة والقريبة منها، ما يستدعي موقفًا دوليًا لمساندة البلد الإفريقي، قبل الوقوع في براثن تنظيم داعش.