سلب وقتل وقصف للمنازل.. مليشيا الحوثي تعيث في اليمن فسادًا
مليشيا الحوثي تواصل قصف القرى ومنازل المواطنين، في مديرية الجوبة، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والصواريخ البالستية والطائرات المسيَّـرة بشكل ممنهج ومتعمَّد، للإيقاع بأكبر قدر من الضحايا بين المدنيين.

السياق
لم تترك شيئًا إلا وفعلته، ولا أسلوبًا إلا وجرَّبته، رافعة شعار الخضوع أو الترهيب، كان هذا ديدن مليشيا الحوثي، في تعاملها مع اليمنيين بالمناطق التي تخضع لسيطرتها.
آخر تلك الفظائع الحوثية، كان استهداف الانقلابيين لمنزل الشيخ عبداللطيف القبلي نمران، في الجوبة جنوبي مأرب، ما أدى إلى مقتل اثنين من أولاده.
وقال الشيخ النمران، عبر «تويتر»: «منزلنا هو دار كل مأربي وكل يمني حر شريف، ما حدث من قصف لمنزلنا، يحرك مَنْ لديه نخوة وغيرة، ولا يزال يؤيد هذه المليشيات الإجرامية».
وتابع النمران: الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، والخزي والعار لمن عاد في صف المليشيات الإجرامية.. النصر آتٍ لا محالة رغم كل المآسي».
إدانة حكومية
من جانبه، أدان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، عبر «تويتر»، استهداف مليشيا الحوثي -المدعومة من إيران- منزل الشخصية الاجتماعية عبداللطيف القبلي نمران المرادي، بمنطقة العمود في مديرية الجوبة محافظة مأرب بصاروخ بالستي، أدى إلى مقتل 12 شخصًا بينهم اثنان من أبنائه وإصابة آخرين في حصيلة أولية.
وقال الإرياني، إن مليشيا الحوثي تواصل قصف القرى ومنازل المواطنين، في مديرية الجوبة، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والصواريخ البالستية والطائرات المسيَّـرة بشكل ممنهج ومتعمَّد، للإيقاع بأكبر قدر من الضحايا بين المدنيين، مشيرًا إلى أن مئات الأسر من أبناء مديرية الجوبة والنازحين، اضطروا للنزوح خارج المديرية، نتيجة التصعيد العسكري الحوثي، واستهداف التجمعات السكنية.
قصف منزل الشيخ نمران ومقتل 12 شخصًا، لم يكن الوحيد، بل شهدت الساعات الماضية، مقتل الطفل عبدالله صالح دبلان أبو شوصاء (8 أعوام) بعد جلبه ماء لأسرته من إحدى الآبار في منطقة وادي مور بمديرية العشة محافظة عمران، وإحراق سيارة والده، في جريمة حوثية، «تكشف دمويتها وتنصلها من كل الاعتبارات الدينية والإنسانية والأخلاقية»، بحسب الإرياني.
لن تسقط بالتقادم
وأكد الإرياني، أن أعمال القتل الوحشية التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق اليمنيين، من دون تفريق بين نساء وأطفال وشيوخ، لن تسقط بالتقادم، ولن تمر بلا عقاب، مشيرًا إلى أن المسؤولين عنها من قيادات ومليشيا الحوثي الإرهابية، سيلاحَقون ويقدَّمون للعدالة، لينالوا جزاء ما اقترفته أيديهم، طال الزمان أم قصر.
وطالب وزير الإعلام اليمني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأمريكي، بإدانة ووقف هذه الأعمال الانتقامية، التي تطال المدنيين الأبرياء، وتشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتجريم وملاحقة المسؤولين عنها من قيادات المليشيا، باعتبارهم «مجرمي حرب».
جريمة جديدة تضاف إلى سجل مليشيات الحوثية اللاإنساني، تمثلت في قصف عزلة الجرشة الآهلة بالسكان، بمديرية الجوبة جنوب محافظة مأرب، بصاروخ بالستي إيراني، أدى إلى قتلى وجرحى بين المدنيين وهدم مسجد الجرشة وأربعة من منازل المواطنين.
20 قذيفة هاون
وقصفت مليشيا الحوثي، قرى ومنازل المواطنين في عزلة الجرشة، بأكثر من عشرين قذيفة هاون وكاتيوشا، ما أدى إلى عشرات القتلى والجرحى، وتدمير منازلهم وممتلكاتهم، وتهجير أكثر من 500 أسرة.
تلك الجرائم الممنهجة، أدت إلى ارتفاع أعداد الضحايا والمتضررين بين المدنيين، منذ تصعيد مليشيا الحوثي في مديريات جنوب محافظة مأرب، لأكثر من 300 قتيل وجريح بينهم نساء وأطفال، إضافة الى تهجير ونزوح أكثر من 10 آلاف أسرة من منازلهم وقراهم.
يأتي ذلك، وسط صمت دولي مطبق، وعجز الأمم المتحدة عن الضغط على قيادات المليشيا، لوقف تصعيدها العسكري في جبهات مأرب، ووضع حد للجرائم والانتهاكات المروعة، التي ترتكبها بحق المدنيين، وتقديم المسؤولين عنها للمحاسبة، بحسب مسؤولين يمنيين.
جرئم القتل وقصف المنازل، كانت جنبًا إلى جنب مع أخرى، تمثلت في سطو الميليشيات المدعومة إيرانياً، على عدد من المنازل الأثرية في مدينة صنعاء القديمة.
سطو حوثي
وقال المحامي عبدالرحمن برمان، المدير التنفيذي للمركز الأميركي للعدالة (ACJ) عبر «تويتر»، إن ميليشيا الحوثي الانقلابية، سطت على 47 منزلاً تاريخيًا في العاصمة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأوضح برمان، أن عملية السطو تمت بقرار من وزير ثقافة الانقلابيين الحوثيين عبدالله الكبسي، بحجة أنها بيوت مهجورة رغم أنها مملوكة لمواطنين، مشيرًا إلى أن أحد البيوت التي صودرت، منزل أديب اليمن الراحل عبدالله البردوني، بزعم وجود خلاف بين الورثة.
واستولت ميليشيا الحوثي على عشرات المنازل والعقارات، لمعارضين لها ومسؤولين في الحكومة الشرعية، كما منعت التصرف بعقارات، في العاصمة ومحافظات أخرى تحت سيطرتها، رغم ملكيتها لمواطنين.
كانت الحكومة اليمنية الشرعية، أعلنت أن الميليشيات الحوثية دمَّرت العديد من المواقع التاريخية، التي تقع تحت سيطرتها وتورَّطت في تهريب الكثير من القطع الأثرية لتمويل جبهاتها، ومشاريعها.
وتشن الميليشيات الانقلابية -منذ فبراير الماضي- هجمات على محافظة مأرب الاستراتيجية الغنية بالنفط، رغم التنديدات الدولية التي حذَّرت من المخاطر الهائلة، التي تهدِّد آلاف النازحين، الذين لجأوا إلى المحافظة هربًا من الصراعات في بقية مناطق اليمن.